تعريف جديد للفوضى: عندما يحضر الغبار !!
الذي يقول حرية سلام وعدالة وينظف مكان جلوسه ومبيته ويهتف لوطنه ولشهدائه (فوضجي).. ولكن الذي يركب التاتشرات ويقتحم البنك المركزي مطالباً بمرتبه تحت تهديد السلاح هو رجل مسالم يحب وطنه ويتقيّد بالنظام ويكره الفوضى...! هذا هو حكم قراقوش في الخيال الشعبي.. وهذه هو عالم اللامعقول الذي يعيش فيه أعداء الثورة الذي يقلبون الكلام مثل لوري التراب رأساً على عقب ولا تأخذهم رجفة في الكذب وتشويه الحقائق ..! وغفر الله للفيلسوف الألماني ايمانويل كانط الذي كان يقول ( بعض الناس مثل الغبار.. عندما يختفون يكون يوماً جميلاً)...!
وحتى تشعر أيها المواطن الكريم انك عدت إلى عصر الجاهلية والى أيام الإنسان الأول وعصور (إنسان نياندرتال) بجمجمته المدوقسة.. تعال واستمع لرجل كان من رجال الإنقاذ الأوفياء.. ولعله كان يعمل مع مهام أخرى ولفترة طويلة مديراً للجمارك في (عهد الإنقاذ الزاهر).. لقد سألته مقدمة البرنامج الإخباري في هيئة الإذاعة البريطانية عن واقعة اقتحام البنك المركزي بمجندين على سيارات عسكرية من أجل صرف مرتباتهم تحت تهديد السلاح فلم يبدي الرجل انزعاجاً والله.. ولا استنكر هذه الحادثة بل قال إنهم رجال مسلحون يطالبون بمرتباتهم من البنك المركزي (لأنهم محتاجين ليها.. والدنيا عيد).. ثم عرّج ليتحدث عن فوضى يثيرها الثوار وقوى الحرية والتغيير وهو في غاية الغضب عليهم لأنهم يهاجمون نظام الإنقاذ ويعطلون مصالح الجمهور..! وهو غاضب أيضاً من ارتباك رحلات الطيران المحلي في فترة إضراب لم يتعدى يومين، ولكنه لا يغضب من توقف حالة الجري والطيران والاقتصاد والمعايش والتنمية والعدالة لمدى ثلاثين عاماً كانت (أوكازيون) للسرقات (الملهلبة) ونهب القروض وتدمير المؤسسات واقتحام البنك المركزي أيضاً بفصيل يقول أنه أصبح من الجيش ليحمل أموال البنك عنوة في السيارات بدعوى أنها مرتبات مستحقة لأفراده.. بما يعني أن مرتبات العاملين أصبح توزيعها يتم عن طريق تهديد السلاح.. وعلى المعلمين وموظفي المالية والشؤون الاجتماعية والتلغراف أما أن يقبعوا في مكاتبهم حتى تتعطّف عليهم الدولة بالمرتبات أو أن يحذوا حذو هذه المليشيات (التي تحب النظام) وتمتطي ظهور الآليات المدرعة من أجل غزوة تخليص المرتبات من دفاعات وحصون البنك المركزي...!
ما رأى المجلس العسكري في (هذا النوع من النظام) الذي يمارسه فصيل منه ومن الجيش؟!.. حيث يقول الجيش (إن الدعم السريع مني وأنا منه).. وهذه من التبعيضات المندمجة في بعضها..على طريقة عبيد عبد الرحمن الشاعر العبقري: (الكتيف مهدول/ بعضو نام في بعضو.. تقول حرير مجدول) .. ما رأى المجلس في اقتحام أفراد يتبعون له للبنك المركزي؟؟ وما رأيه في قائد هذا الكتائب الذي يحب أن يتحدث دائماً ويقول إنهم لن يسمحوا بالفوضى.. ولكنه لا يتحدث عن اقتحام البنك المركزي بالتاتشرات لانتزاع مرتبات (الجيش) بإشهار السلاح؟ أم أن ذلك من أصول إدارة الدولة ومن الأفعال المخلصة النبيلة التي يتحدث عنها قائد الفصيل ويردد إنهم لا يفعلون ذلك من أجل أحد.. بل من باب مخافة الله..!!
هذا هو الحال أيها المجلس العجيب.. وكما قال جبران خليل جبران: (كل شيء يمكن أن تكون له فرصة ثانية.. إلا الثقة)..!!
murtadamore@yahoo.com