لم أجد وصف ينطبق تمام التمام على "صعاليك" الحركة اللا- إسلامية سوى قول الأستاذ محمود محمد طه " كلما أسأت الظن بالإخوان تكتشف أنك كنت تُحسن الظن بهم.” "!!!
حقيقة أصابني حزن عظيم و خجل كبير نيابة عن من لا يستحون من "شيوخ" الحركة اللا- إسلامية!!! فرغم كبر أعمارهم التي شارفت الستين والسبعين؛ ورغم ظنهم الخائب بأنهم نخب الحركة اللا- أسلامية ونجوم المجتمع السوداني ولكن الحقيقة أنهم حتى اليوم في الجهل والقبح يعمهون!!!
حقيقة خجلت وحزنت لما يكتبه اللاطيب مصطفى وما إستفرغه "البروفسور" حسن مكي من "خمج"!!! حزنت لانني طالما قلت لابنائي وطلابي بأن سن الاربعين هي سن الحكمة و النبوة، وأن مافوقها من سنين العمر حتى الستين والسبعين هي تجارب وخبرات يمكن أن تسطر في أسفار و تدرس كرصيد إضافي للتجربة الانسانية.
لكني فوجئت بطلابي يتهامسون بان ما يقوله اللاطيب مصطفى وإسحاق أحمد فضل وعلي الحاج وحسن مكي هو تراهات وغثاء يترفع عن قول أمثالها حتى المراهقون ناهيك عن العقلاء!!! وأن أقوالهم وأفعالهم دليل على أن زيادة العمر للبعض لا تعني سوي استمرارية لانهائية في المراهقة الفكرية دون الوصول إلى سن الرشد!!!
هل يعقل أن يقتل بعض الشباب السوداني برصاص القناصة في وضح النهار ويسحل البعض بالتاتشرات ويعذب البعض الاخر في المعتقلات والسجون بل يذل الأباء والأمهات ويضربون كغرائب الأبل بالسياط وفي وضح النهار وأمام الاعين. وتتنناوم أعين الجبناء من شيوخ الحركة اللا-إسلامية فلا يرفعون صوت تنديد ولا شجب بل يصرح اللاطيب مصطفى ويقول "...نطمح في المزيد"!!!
بل يزاود بقايا كيزان الانقاذ أمثال "البرفسور" حسن مكي ويمدحون حميدتي بأنه حافظ على الأمن في السودان وأنه لولاه لكانت قد وقعت مجازر وأستبيحت الخرطوم!!! من المؤكد أن تصريح حسن مكي هو مما يسمى "يكاد المريب يقول خذوني"!!! فكأني به يعلم وقوع مجازر ويريد أن ينفيها وكيف لا وهو شاهد على ما يحدث في الخرطوم منذ 2013م، وبدل أن يدين كل تلك البشاعة التي تنسب الى مليشيات الحركة اللا-إسلامية تجده يخطط ويتأمر مع بقية حزبه عندما يصرح لصحيفة التغيير في 21/02/2019م بقوله "إن الحزب لا يريد أن يدخل في مغامرة لوحده لأنه يفترض بأنه الأفضل إذا سقطت الحكومة يكون مراقباً عملية السقوط من الداخل، وعن طريق كوادره الأمنية والعسكرية يستطيع أن يؤكد مكانته في ظروف التحول السياسي"!!! .
حقيقة لا أجد تفسير سوى التساؤل، هل حقيقة أصاب الخرف والجبن كل الحركة اللا- أسلامية فأصبح رموزها يهرفون ويطفحون كمجاري الصرف الصحي الخربة!!!
نعم، أصابني الحزن حتى الوجوم أن لا يقدر جيل الاباء وخاصة في الحركة اللا-أسلامية كف شره عن الشباب فلا يقدم لهم سوى الموت والعذاب ويصر أن يدمر لهم مستقبلهم بتدمير الوطن وتخريبه مقابل أن يحافظ هؤلاء الكهول من بقايا الإنقاذ والحركة اللا- إسلامية على مناصبهم وسلطاتهم وعلى دريهمات يتلقونها كعملاء لدول أخرى!!!
يستمر التسأول، هل يستطيع أمثال الجاسوس طه عثمان أن ينظر لأبنائه وهو يتسبب يوميا في قتل نظرائهم من الشباب!!! نعم، هل يستطيع كل بقايا نظام الإنقاذ وتابعي الحركة اللا-إسلامية والمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي النوم والوقوف للصلاة بين يدي الله وقلوبهم مليئة بالحقد وعقولهم مليئة بالدسائس والمؤامرات لقتل الشباب الثائر مباشرة او بصورة غير مباشرة، حين يساندون يوميا عبر مليشياتهم و كتائب الظل وأجهزتهم الامنية وخلاياهم في الدعم السريع و"أرجوزاتهم" في المجلس العسكري قتل الشباب وإلقائهم في النيل او رميهم في العراء . كل ذلك لضمان بقائهم في السلطة وإستمرار نظام دولتهم العميقة الفاسدة للتمتع بأموال الشعب!!!
نعم إن شيوخ الحركة اللا-أسلامية المترفون من لدن علي عثمان ونافع ومرورا بعبدالحي يوسف وأمثاله وإنتهاء بشبابهم لايهمهم أن يقتل ثلث شباب السودان او ثلث سكان السودان كثمن لبقاء تنظيمهم المأفون وخوفا من المسألة القانونية اذا أتى يوما ما نظام ديمقراطي يشيع المسأواة والحريات و يحكم بالعدل!!!
نعم يخافون القانون الدنيوي ولا يخافون حساب يوم القيامة لانهم أصلا لا يؤمنون بعذاب القبر ولربما لا يؤمنون بما عداه أيضا!!! ولكن أقول لهم محذراً، ويل لكم ثم ويل لكم من دعوات الامهات والضعفاء والفقراء والمساكين!!!.
أخيراً، أيها الشعب السوداني لن يضيع حق وراء مطالب. إستمروا في الدعاء بالهلاك على نظام الانقاذ والكيزان ليلا نهاراً، وأعزلوهم إجتماعيا في الاحياء والاسر ولا تسالموهم ولا تحادثوهم ولا تصلوا معهم. أعلنوها صراحة بأنكم تتبرؤون منهم. وقولوها لهم في المساجد وفي وسائل المواصلات وعبر كل الوسائط الاجتماعية وعبر كل طرق الاعلان والتواصل الممكنة.
إذا تصالح أشباح نظام الانقاذ البائد والمؤتمران الوطني والشعبي مع أنفسهم وتابوا الى الله وأعتذروا للشعب السوداني وطلبوا منه الصفح عما إقترفوه في حقه من إستبداد وجرائم قتل وتعذيب وفساد وأرتضوا بحكم الشعب العادل فيهم وقاموا بالتحلل من الاموال المنهوبة بإرجاعها لخزينة الدولة السودانية، حينها يمكن التفكير الجاد في آلية التعافي والتصافي.
أما، إذا أستمر المجلس العسكري ومن خلفه بقايا الانقاذ والمؤتمر الوطني والشعبي وكهول الحركة اللا- إسلامية في التأمر و الاستهانة بخيارات الشعب السوداني والتمادي في الممارسات الاستبدادية والعنف لإرهاب الشعب. عليكم بالخروج في مواكب مليونية صامتة وسلمية متعددة يوميا حتى يصل بكم الامر الى مرحلة العصيان المدني الكامل وحينها تجبروهم على التوقف عن مساندة دولتهم العميقة والإستقالة اوالهروب.
أنشد الشاعر عبدالاله زمراوي "ثوارك يأتونَ من الغيبِ بسيوفٍ أعياها الحزنُ وأسكرَها رجمُ الأعداءْ ! يا وطني لا تَحزنْ فالفجرُ أراه يدقُّ على الأبوابِ السَّمراءْ ! لا تحزنْ يا نبعَ الثُّوَّارِ فالثورةُ حينَ تفاجئُنا كالبرقِ الخاطفِ، تأكلُهم كالنارِ الحمراءْ! و تحصدُ أبناءَ الغولِ وتَسحقُ أحفادَ العنقاءْ! الثورةُ آتيةٌ لا رَيْبَ. صدِّقني يا وطنَ الشُّرفاءْ! "