لمصلحة من هذا الهجوم الظالم
كلام الناس
لم أعد أستطيع الدفاع عن التصريحات المربكة التي يدلي بها الإمام الصادق المهدي خاصة تلك التي أدلى بها عن قائد قوات الدعم السريع "حميدتي" الذي كسب كراهية شعب السودان بخطابه الأشتر في حشوده المصنوعة.
لكن هذا لايجعلني أهيل التراب على تأريخ الإمام الصادق المهدي أو حزب الأمة الذي شارك بجماهيره بقياده شبابه في الثورة الشعبية السلمية وظل داعماً مؤثراً لقوى الحرية والتغيير.
إنه لأمر مؤسف أن يستغل أعداء الثورة تصريحات الإمام الصادق في التشكيك في وحدة قوى الحرية والتغيير التي أرى أن تظل موحدة خلال المرحلة الإنتقالية صام أمان شعبي لمراقبة أداء الحكومة لحين قيام المجلس التشريعي وعدم التشكيك في حزب الأمة وفي الأحزاب السياسية الديمقراطية لأنه لايمكن قيام ديمقراطية بدون أحزاب جماهيرية ديمقراطية.
صحيح أنه لايمكن الدفاع عن أداء الاحزاب السياسية خاصة بعد تغييبها بالقوة عن قواعدها وإسقاط بعض قياداتها الإنتهازية في شراك سلطة الحكم ، إلا أن كل ذلك لايجعلنا نعمم الأحكام الظالمة عليها.
أكتب هذا بعد الهجمة غير المبررة على القيادية بحزب الأمة مريم الصادق التي يشهد تأريخها النضالي ومواقفها القوية المعارضة لحكم الإنقاذ، ومشاركتها الفاعلة في وفد قوى الحرية والتغيير للتفاوض مع المجلس العسكري.
مريم الصادق لاتحتاج لدفاعي عنها لأن مواقفها مشهودة منذ أن كانت في المعارضة بالخارج إبان التجمع الديمقراطي المعارض وحتى عودتها الأخيرة للسودان أواخر أيام حكم الإنقاذ
مريم الصادق ليست وحدها فهناك الكثير من قيادات حزب الأمة والأحزاب السياسية تقدموا الصفوف بمواقفهم الشجاعة خاصة القيادات الشابة التي أثبتت قدراتها التنظيمية والنضالية في قوى الحرية والتغيير.
مرة أخرى أقول إن تصريحات الإمام الصادق المهدي الأخيرة لايمكن الدفاع عنها لكنها لاتبرر الهجوم على حزب الأمة ولا على قياداته ولا على الأحزاب الأخرى التي لا ننكر حاجتها جميعاً لإعادة البناء التنظيمي ديمقراطياً، لهذا كانت المطالبة الموضوعية بإطالة الفترة الإنتقالية دون أن يعني هذا التقليل من دورها الفاعل في الثورة الشعبية وحقها المشروع في التنافس الحر عقب الفترة الإنتقالية في بناء سودان الديمقراطية والسلام والعدالة.