جماعة الشعبي: أيش الحكاية !!
تصريحات ومخاطبات قيادات المؤتمر الشعبي تثير الرثاء والسخرية و(تكاد تقلب المعدة) فهم يهددون ويزمجرون ولا تدري ماذا يريدون.. هم غاضبون من الثورة ولكنهم لا يصرحون بذمّها من باب المداراة ويأتون إليك عن طريق (لفة الكلاكله)..! ويالهم من مساكين ينطلقون من أفكار خاوية ومعدة خاوية بعد أن ذهبت غنائم الإنقاذ.. والفكر الخاوي يقود إلى (التخاريف) ويضحى صاحبه وكأنه مقطوع عن البشر في الخلاء والفلاة والصحراء وكما يقول الشاعر الفرنسي شارل بودلير "الأماكن المقفرة تتردد عليها الشياطين" .. (وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشياطين؛ وأعوذ بك ربّ أن يحضرون)..!
قالوا لهم (لا إقصاء) وكل شخص ليأتي ويعمل..لا إقصاء ولا عقاب إلا للقتلة والسارقين ومنتهكي الحقوق والمتآمرين (وبالقانون)..فكيف يتحدثون بعد ذلك عن الإقصاء ويلوون شفاههم بهذه الكلمة مثني وثلاث ورباع مثلما يفعل السيد علي الحاج وجماعته كل مرة بلا كلل ولا ملل.. بل إن أحدهم خرج ليهدد علانية بأنهم لن يتركون الحكومة تعمل ولا المجلس السيادي ولا البرلمان..كراهية في الثورة.. ولكن ما هي الحجة في ذلك؟ إذا أردتم العمل المدني والاحتجاج السلمي فهذا مشروع لكم ولغيركم ولكن هل ترفضون القضاء العادل المفتوح لمحاكمة أصحاب الجنايات؟ وهل يبلغ غضبكم من الثورة كل هذا المبلغ من (الحُرقة) والاهتياج والتحدي والوعيد والتهديد؟ هل تظنون أنكم يمكن أن تخيفوا جماهير الشعب التي رأيتم بأعينكم ابتهاجها في الشوارع والميادين في كل مدن السودان وقراه وفرقانه؟! أم إنكم لا تستلطفون الفرح وتتضايقون من ابتهاج الناس ولا تحتملون إلا أن تظلوا راكبين على ظهور الناس قهراً و(بالعافية) لاستباحة البلاد كما كانت الإنقاذ طوال عهدها المشؤوم.. وما هي الإنقاذ؟.. سوى أنها المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي مع بعض المتبطلين الانتهازيين؟ وما المؤتمر الشعبي سوى انه المؤتمر الوطني (في حالة زعل وحَرَد) شريك الانقلاب و(قسيم الريد) في كل ما جرى بالبلاد من انتهاكات وحروب..!
أغرب نكتة أن على الحاج يريد أن (يتذاكى) على الشعب السوداني.. فهل تدرون ماذا قال في حكايته المضحكة وهو يسرد تاريخهم المقيت؟! قال إن الحركة الإسلامية لم تقم بانقلاب على الحكومة المدنية.. ولكنها قامت بانقلاب مضاد لانقلاب الجيش..!! لا تضحك...ولكنه كلام غريب وعجيب؟ هل قمتم بانقلاب ضد الجيش أم بالجيش؟! وعندما جئتم بانقلاب التمويه المشهور في ليلة الثلاثين من يونيو السوداء هل قلتم هذا انقلاب الجيش ضد الحكومة المدنية في بيانكم البائس في الثلاثين من يونيو أم قلتم إنه انقلاب ضد الجيش؟.. يا رجل..!!
مع إنكم تستحقون الإقصاء..و(الجزاء من جنس العمل) إلا أن ثورة ديسمبر تقول لكم لا إقصاء ولا عقاب إلا للقتلة والمجرمين وسارقي قوت الشعب وموارده، ومنتهكي دستوره، والملطخين بدماء أبنائه..فلتتوقف هذه الأحاديث الخرقاء والتهديدات الجوفاء التي لا تليق بجماعة سياسية اصدر الشعب حكمه المدني السلمي عليها..ويا له من حكم.. ..كم كنتم تهتفون على رؤوس الناس تبشيراً بإراقة كل الدماء ولم يخشاكم السودانيون وكان أولادهم وبناتهم وأطفالهم يتسابقون للتضحية بأرواحهم من أجل الحرية والكرامة ..فلماذا كل هذا الغضب على الثورة المباركة التي محت الجور والفجور بسماحة السودانيين ونبلهم ..يا لمرض النفوس وعلل الضمير...لماذا تتحسّسون عصيّكم كلما سمعتم (حرية سلام وعدالة)..!
murtadamore@yahoo.com