رجلان .. وبينهما يورو !!

 


 

 

 

كتب لي أحد الأشخاص في البريد مدافعاً عن الداعية الذي (كمشت) السلطات المختصة 680 ألف يورو (اليور ينطح أخاه) قام بتحويلها من بنك سوداني إلى تركيا وقالت هذه الجهات الرسمية وهو كلام منشور في كل الصحف ووسائط الإعلام إن التحويل يضع صاحبه تحت طائلة غسيل الأموال..ولم ينكر صاحب التحويل حيازة المبلغ وتحويله من بنك بالسودان إلى بنك في بلاد الإخوة الأتراك (حجبوا اسم البنك السوداني ولا ندري لماذا.. فمتى تشرق علينا شمس الشفافية الدافئة؟! ولماذا حجب الاسم )إذا لم يرتكب البنك فاول) وإذا كان التحويل مشروعاً وليس فيه ما يشين.. أو إذا كانت الأوامر صدرت له من البنك المركزي- بنك البنوك إذا وهبْ.. لا تسألنّ عن السبب).. قال لي الرجل إنك تتهم الرجل (بغير تثبّت) وكأنه يريد أن يقول لي: "وما يُدريك لعلّه يزّكّى"..؟ قلت له: "إنّ إلى ربّك الرُّجعى" ..!

ارجع لما كتبته وستجد إني لا اتهم ولا أبرئ.. وإنما أتحدث عن الجانب العام من المسألة.. وإذا طالعت ما كتبته لوجدت إني قلت أن الاتهام بغسيل وكي الأموال أو معرفة مصدرها نتركه للتحقيق والقضاء.. وأنا أتناول الأمر من حيث انه (قضية عامة) تشير إلى (الانفلات الجسيم) في عهد الإنقاذ (الأغبر) ..وقلت له ببساطة: أنت تعرف حال السودان وشح العملة إلى درجة العدم والكدم في الوقت الذي قام فيه الرجل بتحويل مئات الآلاف إلى تركيا من اليورو الأوروبي (العزيز عند أهله).. فهل كان في الإمكان أن تسمح الإنقاذ لأي (مواطن عادي) بتحويل مبلغ كهذا خارج البلاد في زمن شح العملة الصعبة حتى على الوقود والدواء..؟! لو كان الأمر كذلك لماذا كانت الإنقاذ تتشرّط على تحويلات الطلاب والمبتعثين والحالات المرضية الحرجة..! أما حديثك يا شيخنا عن تبرعات وصدقات سرية فأنت ربما (على نياتك) لا تعرف طبائع الناس في حب الظهور (والقندفة) و(القشرة بالإحسان) في مقابل الصدقات التي لا تعرف فيها الشمال ما أعطت اليمين.. "والجواب من عنوانو"..!

ثم في ختام الأمر بعد أن أزعجني دفاعه "من غير تثبّت" وإصراره على أنه لا يعرف هذا الداعية من قريب أو بعيد..إنما هو يريد هدايتنا و(تحسين آخرتنا).. قلت له: أنا والله حر في ألا يعجبني من ناحية عامة سواء لصاحبك أو لغيره أن يرتبط الواعظ أو الداعية بالوظيفة أو بالمكافأة المالية (سواء بعملة محلية أو صعبة) لأن ذلك قد يحرف الوعظ عن غرضه ويدخل به في الميل ويزيغ به عن خلوص الفؤاد وصدق النيّة.. فإذا كان الشخص يطلب مقابلاً مالياً أو يقبل بأن يأخذ مالاً مقابل وعظه أو منصباً أو مخصصات وفوائد وعوائد و(معينات) مقابل وعظ العباد ودعوتهم للحق والخير فقد يؤثر توجّه (الدافع) على الواعظ.. خاصة إذا كان من يدفع للدعاة حزب أو جماعة أو جهات وليس دولة؛ أو عندما تكون الدولة التي تدفع الأموال على الوعظ مؤدلجة بفكر رديء أو غير رديء..ولكن )الطامة( أن تكون "الإنقاذ" هي التي تدفع للوعاظ.. ومن مال لا حق لها فيه....و حسبنا الله .. في الدافع والمدفوع.. وفي اليوريوهات التي لم يكن يظن أهلها أنها يمكن أن تتعرّض لكل هذه (الشلهته)..!

murtadamore@gmail.com

 

آراء