كلمة وزير الخارجيّة الألمانيّ هايكو ماس بخصوص السودان في الجلسة العمومية للأمم المتحدة ٢٨/٩/٢٠١٩ مخاطبا معالي رئيس وزراء جمهورية السودان د. عبد الله حمدوك
كلمة وزير الخارجيّة الألمانيّ هايكو ماس بخصوص السودان في الجلسة العمومية للأمم المتحدة ٢٨/٩/٢٠١٩ مخاطبا معالي رئيس وزراء جمهورية السودان د. عبد الله حمدوك https://www.auswaertiges-amt.de/de/newsroom/maas-sudan/2250644 ترجمة د. محمد بدوي مصطفى النائب البرلماني لمدينة كونستانس – ألمانيا mohamed@badawi.de
كُنتُ في أوّل الشّهر في زيارة للخرطوم وكان ليّ الشرف أن أكون هناك في معيّة مجتمع مدنيّ في غاية الحيويّة والوعي سيما فيما يتعلق بتخطيط المستقبل. ورغم الصعاب والعقبات التي لا تزال قائمة والتي تواجه هذا المجتمع فقد كانت الأجواء تتسم بروح التفاؤل والثقة. إن ثقة أهل السودان في مستقبل أفضل كبيرة بعد أن استطاعت عزيمتهم والسلميّة اسقاط نظام دكتاتوريّ وحشيّ. أوّد أن أوجّه كلمتي هذه لكل أولئك النساء الباسلات والرّجال من أهل الشّهامة وأقول لهم: أن الشعب الألمانيّ الذي سيحتفل الأسبوع القادم بالعيد الثلاثين لثورته السلمية المجيدة (والتي أسقطت حائط برلين) يرفع القبعات لكم أعجابا ولثورتكم السلمية المماثلة. فنحن حقا سعداء لكم، وباستقبالنا في هذا المنبر لكم يا معالي رئيس الوزراء السيد حمدوك كممثل لسودان جديد. أشكركم جزيل الشكر لأنكم استطعتم أن تضعوا الأولويات الرئيسة لحكومتكم الجديدة. أن جمهورية ألمانيا الاتحاديّة على أهب الاستعداد لمساعدة شعب وحكومة السودان. سنمد لكم أيدينا بالدعم التقنيّ وبالمعرفة العلميّة في مجال الاقتصاد حتى تحققوا الإصلاحات المرجوّة. كما وسنمد لكم يد العون في مجال الإصلاحات الدستوريّة وفي سياق ارساء دولة القانون فضلا عن قضايا الوساطة من أجل تحقيق السلام المستدام. ونحن الآن بصدد مراجعة إمكانيات ارجاع العلاقات الثنائية المشتركة في مجال التنمية والتطور، وكلنا يعلم أن عملية الإصلاح لن تكون أبدا سهلة، بيد أن تحقيقها سيكون حتما ممكنا بمساعدة الأصدقاء على الصعيد الدوليّ وبدعم الإخوة على الصعيد الإقليميّ. سيداتي وسادتي، ينبغي أيضا أن تنعم دارفور بالسلام ويجب أن ترفرف حمائمه فوق سمائها. ففي غضون الأسابيع القادمة سوف يتم الفصل، في إطار هيئة الأمم المتحدة، في قضية اليوناميد. فهذه البعثة لعبت دورا فاعلا في تحقيق الإستقرار والأمن في دارفور. لكن لابد لنا أن نقول وبكل وضوح، أن الوضع معقد أكثر مما نتصور لأن أسباب النزاع لا زالت قابعة على أرض الواقع. إنه وفي حالة انسحاب المجتمع الدولي من المنطقة فسوف يدعو ذلك إلى رجوع النزاعات واستشراء العنف في المنطقة من جديد. لذلك فنحن نساند، سوياً مع المسؤولين البريطانيين، قضية خلق بعثة تالية، قوية وهامة لليوناميد. سيادة معالي رئيس الوزراء، إن تطور السودان في هذه الأوقات الحرجة التي يعيشها العالم باسره يعتبر بالنسبة لنا بصيص أمل لمستقبل أفضل. نقول لكم يمكنكم أن تعتمدوا على الدعم المتكامل من الحكومة الألمانية حتى تثبت روح التفاؤل وتجدد الثقة في قلوب أبناء السودان بمستقبل أفضل. لكم مني جزيل الشكر .... هايكو ماس (وزير الخارجية الألماني) ____________________ ترجمة د. محمد بدوي مصطفى النائب البرلماني لمدينة كونستانس – ألمانيا