كلام الناس
إننا نعيش في عصر الشعوب فقد أثبتت الشعوب التي خرجت بلا قيادة ولا تخطيط مسبق لمواجهة حكومات الطغاة والمفسدين وتسلطهم على رقابهم وإدخالهم في أزمات داخلية وخارجية أرهقت كاهلهم دون جدوى.
إسمحوا لي هذه المرة للتعبير عن مساندتي التامة للشعب اللبناني الذي اجتمع يعلى قلب رجل واحد وتحت علم واحد ليكشف للعالم أجمع وجه لبنان الحقيق الذي كان نموذجاً حياً للسلام والتعايش المجتمعي بين كل مكوناته بلا تفرقة ولا تسلط قبل أن تتسلط عليه بعض القوى الخارجية بمساندة مؤسفة من بعض القوى الداخلية.
لكل شعب سماته وطبيعته التي تميز صوته الاحتجاجي المعبر عن هدفه الثوري وقد ابتدع الشعب اللبناني هتافاً مختلفاً "كلن يعني كلن" للتعبير عن رفضه للحلول الجزئية والمخاصصة الفوقية والترضيات داخل صندون السلطة القائمة.
خرج الشعب اللبناني بمختلف ألوان طيفه العقدي والإثني والسياسي بمشاركة واسعة من النساء والشباب والطلاب الذين تنادوا من كل حدب وصوب للتعبير عن إلتفافهم حول أهداف الثورة في التغيير الجذري في ملحمة مجتمعية متماسكة ضد الحكم الذي فشل في الحفاظ على هيبة الدولة واستقلال إرادتها و إدارة شؤون البلاد وتسبب في انتشار الفساد والخراب الإقتصادي والضائقة المعيشية.
هكذا خرج الشعب اللبناني من الشارع ليقود الشارع ضد التسلط المسنود من الخارج الذي أدخل لبنان في دائرة الصراعات الإقليمية والدولية على حساب مصالح المواطنين وحقوقهم المشروعة في الحياة الحرة الكريمة في وطنهم.
ليس من مصلحة أي طرف من الاطراف اللبنانية السباحة عكس تيار الإرادة الجماهيرية الغالبة، إنما لابد من الإسراع بالإستجابة لمطالب الشعب الهادفة لاسترداد لبنان الوطن الجامع بلا تفرقة عقدية أو إثنية أو مذهبية ليعود كما كان وطن السلام والحرية والتعايش المجتمعي الإيجابي بين كل مكوناته تحت مظلة دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة والسلام المجتمعي وسيادة حكم القانون.
////////////////