رداً على رسالة “The house Negro” اسماعيل خميس جلاب لرئيس الحركة الشعبية شمال
يصف الزعيم الأمريكي الأسود مالكوم إكس المدافع عن الحقوق المدنية والإجتماعية في لقاء من لقاءاته الجماهيرية، الفرق بين نوعين من العبيد.. عبيد المنزل أو البيت، وعبيد المزرعة -أي الذين يعملون في مزارع اسيادهم.. ويقول:
So, you have two types of Negro. The old type and the new type. Most of you know the old type. When you read about him in history during slavery he was called "Uncle Tom." He was the house Negro. And during slavery you had two Negroes. You had the house Negro and the field Negro.
The house Negro usually lived close to his master. He dressed like his master. He wore his master's second-hand clothes. He ate food that his master left on the table. And he lived in his master's house--probably in the basement or the attic--but he still lived in the master's house.
So, whenever that house Negro identified himself, he always identified himself in the same sense that his master identified himself. When his master said, "We have good food," the house Negro would say, "Yes, we have plenty of good food." "We" have plenty of good food. When the master said that "we have a fine home here," the house Negro said, "Yes, we have a fine home here." When the master would be sick, the house Negro identified himself so much with his master he'd say, "What's the matter boss, we sick?" His master's pain was his pain. And it hurt him more for his master to be sick than for him to be sick himself. When the house started burning down, that type of Negro would fight harder to put the master's house out than the master himself would.
But then you had another Negro out in the field. The house Negro was in the minority. The masses--the field Negroes were the masses. They were in the majority. When the master got sick, they prayed that he'd die. [Laughter] If his house caught on fire, they'd pray for a wind to come along and fan the breeze.
If someone came to the house Negro and said, "Let's go, let's separate," naturally that Uncle Tom would say, "Go where? What could I do without boss? Where would I live? How would I dress? Who would look out for me?" That's the house Negro. But if you went to the field Negro and said, "Let's go, let's separate," he wouldn't even ask you where or how. He'd say, "Yes, let's go." And that one ended right there.
So now you have a twentieth century-type of house Negro. A twentieth-century Uncle Tom. He's just as much an Uncle Tom today as Uncle Tom was 100 and 200 years ago. Only he's a modern Uncle Tom. That Uncle Tom wore a handkerchief around his head. This Uncle Tom wears a top hat. He's sharp. He dresses just like you do. He speaks the same phraseology, the same language. He tries to speak it better than you do. He speaks with the same accents, same diction. And when you say, "your army," he says, "our army." He hasn't got anybody to defend him, but anytime you say "we" he says "we." "Our president," "our government," "our Senate," "our congressmen," "our this and our that." And he hasn't even got a seat in that "our" even at the end of the line. So, this is the twentieth-century Negro. Whenever you say "you," the personal pronoun in the singular or in the plural, he uses it right along with you. When you say you're in trouble, he says, "Yes, we're in trouble."
But there's another kind of Black man on the scene. If you say you're in trouble, he says, "Yes, you're in trouble.” He doesn't identify himself with your plight whatsoever.
عزيزي القارئ..
الزعيم مالكوم إكس إذن في الخطاب أعلاه أعطى وصفين للعبيد.. لكن أي الوصفين اقرب لموضوع مقالنا أو أيهما ينطبق على اسماعيل خميس جلاب. هل هو وصف (هاووس نيغرو)، أم وصف (فيلد نيغرو)؟
لا نبالغ ابداً إذا قلنا إن وصف "هاووس نيغرو"، الذي يقصد به العبد الذي يعمل في منزل سيده.. يأكل من بقايا أكله.. يتشبه بسيده في الكلام واللبس والمشي. يتألم بألم سيده.. يمرض بمرض سيده.. يقتل أسرته إذا طلب منه سيده ذلك.. تتحول حياته إلى كارثة وبلا طعم إذا مات سيده.. وولخ. هذا هو الوصف الذي ينطبق بكل حذافيره على اسماعيل خميس جلاب كما سنرى في الرسالة التي كتبها في صفحته على الفيسبوك تحت عنوان (رسأئل إلى عبدالعزيز أدم الحلو)..
((((يقول اسماعيل خميس جلاب في رسائله لرئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال:
1/أهلنا في جبال النوبة و النيل الأزرق يريدون السلام و إنها الحرب في أقرب وقت عبر منبر السلام في جوبا.
2/أهلنا يتطلعون لحياة آمنة مستقرة يذهب فيها أبنائهم للمدارس والمزارعين لمزارعهم والرعاه يرعون بهائمهم بحرية وأمان وتدور عجلة التنمية المستدامة.
3/أهلنا اللاجئين والنازحين يتشوقون للعودة إلى مناطقهم الأصلية.
4/المواطنين يحتاجون الإغاثة و المساعدات الإنسانية و الاستقرار.
5/لقد سئم أهلنا الحرب رافضين أن تسقط عليهم قازفات و براميل الانتنوف مرة أخرى.
6/أهلنا يسعون للمصلحات و التعايش السلمي بينهم و الي الوحدة.
7/لقد غادرت منبر التفاوض في جوبا لفترة طويلة الي مكان غير معلوم، لذا وجب عليك العودة للتفاوض في جوبا.
8/تيمك المفاوض غياب من قاعات التفاوض لأكثر من أسبوعين.
9/بقية الأطراف المتفاوضة اوشكوا و قريبين جدا من التوقيع على إتفاق سلآم نهائي، سلام الكرامة سلام عادل، سلام المواطنة بلا تميز، سلام بناء سودان جديد، ليس سلام تقسيم السودان، سلآم يحقق شعارات النضال و الثوار.))))...
تلك هي الرسائل المزعومة التي بعثها اسماعيل خميس جلاب لعبدالعزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال. لكن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه، هو، هل يستطيع "هاووس نيغرو" أن يكتب ويبعث بهذه الرسائل دون أن يطلب منه اسياده في الخرطوم؟
الإجابة على السؤال أعلاه واضحة وسهلة، وهي أن هذه الرسائل، ليست رسائل اسماعيل خميس جلاب، إنما رسائل اسياده في مجلس السيادة وقحت، لكن لأن اسماعيل جلاب كأي جرتق نفسه تواقة للعبودية، قام بنشرها نيابةً عنهم، إذ أن الرجل لا يعبد أسياده فقط، بقدر ما يعبد فكرة العبودية والاستسلام للذلة والدونية أمام "المركزجلابة" ضد أهله في المنطقتين.
إنها رسائل، تعبر حقاً عن عقلية (هاووس نيغرو)، إلآ أنها رسائل موجهة للجهة الخطأ -أي الجهة التي رفضت القبول بالذل والهوان وحمل السلاح للدفاع عن نفسه وحقوقه. لكن هكذا هم العبيد دوماً، يوجهون أسئلتهم للضحية بالقول:(ما المانع من أن تحافظ على رأسك فوق كتفيك حتى ولو وضع الظالمين والطغاة أحذيتهم فوقه.. من أنت حتى تقاوم من يمتلك قوة جبارة.. لماذا تضع رأسك برأسه.. لماذا لا تصغ إلى صوت العقل وتستسلم له حقناً للدماء؟).
اسماعيل خميس جلاب الذي يتمنى ويعمل كل شيء يستطيعه كي تُلحق الهزيمة بالحركة الشعبية لتحرير السودان ولمطالبها المشروعة، يعرف جيداً أكثر من غيره أن:
* السلام الذي يريده أهلنا في جبال النوبة والنيل الأزرق، لا يتحقق عبر منبر جوبا، لأن الإستهبال السياسي هو السمة المميزة لهذا المنبر.
* أهلنا اللاجئين والنازحين يتشوقون للعودة إلى مناطقهم الأصلية.. لكن هل يستطيعوا العودة في ظل عملية السلام المكلفتة التي تجري في جوبا؟
* مواطنو "المنطقتين" الذين قاوموا التجويع الجماعي من أجل الكرامة والحرية لمدة تسع سنوات قاسية، لا تشرفهم الإغاثة والمساعدات الإنسانية المزعومة.
* أهلنا سئموا الحرب في المنطقتين وكل السودان، لكنهم ليسوا على استعداد للإستسلام وقبول الذل والإهانة، فإستمرار الحرب خيراً لهم من حياة العبودية والإهانة.
* أهلنا يسعون للمصالحات والتعايش السلمي مع الآخرين.. لكن من الذي مزق وخرب النسيج الإجتماعي لهذه المجتمعات ونفخ فيها روح العداوة وحرّض بعضها البعض.. أليس هم اسيادك في المركز؟
عزيزي القارئ..
يفترض أن السودان يعيش في عهد الثورة الشعبية العظيمة بشعاراتها -حرية سلام عدالة، ويفترض أن كل العبيد في السودان قد تحرروا من قيود الإستبداد بفعل هذه الثورة، وشعروا بحلاوة الحرية، ولذة الكرامة بعد سقوط الإسلاميين وأزلامهم. لكن الواقع يقول إن العبيد، ما زالوا يهربون من الحرية- لأن في نفوسهم حاجة ملحة إلى العبودية والعيش في ظلال الذل.
اسماعيل خميس جلاب الذي لا يعرف استقرارا سياسيا قط في حياته المتقلبة، كان عسكريا في جيش النميري وهرب منه، ثم التحق بالحركة الشعبية شمال، ثم خرج منها، وانضم لتنظيم الأغلبية المهمشة الذي يقوده شخص يدعى تلفون كوكو، ثم خرج منه وانضم لحركة مالك عرمان أونلاين، والآن يعمل بالتنسيق مع الكوز شمس الدين الكباشي والجنجويدي محمد حمدان دقلو في المنطقتين لإختراق الحركة الشعبية من خلال تجنيد وتحريض الناس عليها، وخلق مسار وهمي بإسم (مسار التماس) للإلتفاف على تحقيق السلام الحقيقي. وإن شخصا بمواصفات جلاب، لأبد أن يشعر بأقصى مشاعر الكراهية تجاه الأحرار والشرفاء، فالكراهية هنا ليست مسألة اختيارية لديه، بل اجبارية، ولا يمكن أن تكون غير ذلك. فأمثال اسماعيل جلاب يؤمنون بفلسفة الذلة ويسعون للترويج لها.. إنهم يخشون من أن تختل المعادلة إذا وصل الأحرار إلى سُدة الحكم. إنهم يشعرون بالتهديد والخطر على اسيادهم أكثر من أنفسهم.
المعركة الرئيسة في السودان اليوم، معركة بين الأحرار والعبيد، معركة ثقافة مشوهة مبتورة، ونظام يصر العبيد على أن يستمر في تسيير السودان بعقلية السادة والعبيد للأبد، وهو الشيء الذي ترفضه الحركة الشعبية بطرحها للنظام العلماني في السودان.
سؤالي "لهاووس نيغرو" اسماعيل خميس جلاب.. إذا كان حتى الحيوانات تعشق الحرية وإن عشقها للحرية هو ما يجعلها تقاوم عندما تقع في الأسر بمخالبها ومناقرها وقرونها ويدفع بعضها للموت كمدا لفقدها حريتها أو التنازل عن "العاج" بكسره على جذوع الشجر كما تفعل الفيلة حين يقبض عليها الصيادون فداء للحرية كما يقول "إتيان دو لا بويسي".. فلماذا تكره أنت الحرية وتختار العبودية الطوعية والتطبيل والتملق لأسيادك "المركزجلابة" في زمن الثورة السودانية العظيمة؟
bresh2@msn.com