كلام الناس
* حرصتُ على حضور تدشين كتاب الباحث الاجتماعي محمد عبد الله عوض الله الذي نظمته مؤسسة أروقة للثقافة بقاعة اتحاد المصارف في عام مضى، وسط حضور نوعي، شرفه عدد من مديري السجون السابقين، يتقدمهم الفريق شرطة سجون أحمد وادي حسن، والفريق شرطة سجون الشيخ الريح السنهوري، واللواء شرطة سجون محمد سعيد إبراهيم.
* عمل محمد عبد الله عوض عبد الله باحثاً اجتماعياً بمصلحة السجون قبل أن يتم دمج قوات الشرطة في قوة نظامية موحدة، بعدها هاجر إلى ليبيا ثم المملكة العربية السعودية فاكتسب خبرات ميدانية إضافية، رصد بعضها في هذا الكتاب الذي يحتوي على بعض رسائل السجناء التائبين.
* أفسح (كلام الناس) اليوم لإحدى هذه الرسائل لما فيها من تجربة وموعظة، خاصة للشباب الذين - للأسف - يتعرضون لضغوط وإغراءات بدأت تتزايد في الآونة الأخيرة بسبب عوامل الإحباط والقلق على المستقبل من جهة، وتوافر المخدرات ومغيبات العقل الأخرى، خاصة وسط رفقاء السوء.
* عنوان الرسالة التي أوردها عبد الله عوض الله في مقدمة كتابه بعنوان )لتعتبروا يا أولي الألباب) أُقدِّم هنا أهم ما جاء فيها: يقول السجين التائب: (قصتي لم أكتبها لكي تُسمع فقط، ولكن ذكرتُها للعبرة والعظة؛ لأن الأمر أصبح يحتاج مصارحة معلنة واعترافاً حقيقياً لما يصل إليه المتعاطي لهذه السموم المدمرة).
* يمضي السجين التائب، قائلاً: شاءت الاقدار أن ألتقي بمن تسبّب في تدمير حياتي، ناولني سيجارة ملفوفة بالحشيش، قال لي إنها ستجعلني سعيداً هادئ الأعصاب.. الخ الكلام المضلل الذي يغري الشباب بتعاطي مثل هذه السجائر المدمرة.
* أصبحت زيارة صديق السوء تتكرر لصاحب الرسالة، وفي كل زيارة يتم التعرف على متعاطٍ جديد ونوع مختلف من أنواع المخدرات إلى أن وصل به الحال إلى درجة الإدمان الذي جعله يهمل عمله.
* يمضي السجين التائب في رسالته ليشرح كيف أنه أصبح كثير السهر خارج المنزل مع رفقاء السوء في محاولته للتهرب من الواقع، أصدقاء السوء الذين ساءت أحوالهم المعيشية والمادية بدأوا يخططون للسرقات.. يقول صاحبنا بكل حسرة: وصل بي الحال إلى حد السرقة من حاجات الأسرة ومقتنياتها.
* يختم السجين التائب رسالته، قائلاً إنه بعد دخوله السجن أصبح يراجع الأطباء والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين لمعالجته من الإدمان ومن آثاره الجسمانية والنفسية، وبعد أن تعافى بدأ في مراجعة سلوكه بعد أن رأى فيها وفي نزلاء السجون من المدمنين الآثار السلبية التي دمرت حياتهم، فقرر التوبة النصوح والإقلاع عن تعاطي المخدرات بكامل إرادته.
*وصل السجين التائب إلى عبرة خلاصتها أن الإنسان معرض للانحراف لكن المهم ألا ينجرف في طريق الانحراف إلى ما قد يدفعه للجريمة لذلك كانت رسالته لنا جميعاً وللشباب خاصة أن نعتبر من تجربته؛ حتى لا نقع في براثن الانحراف والجريمة.
*حمانا الله وإياكم، وحفظ شبابنا من أسباب ومغريات الانحراف والجريمة.