بين إعادة الخراف والحجاج – ضرورة حاكم برازيلي لمكة المكرمة

 


 

 

 

(١)

في نوفمبر 2013 ، أي قبل حوالي خمس سنوات من تكرم ولي العهد السعودي الحالي الأمير محمد بن سلمان بإضافة (المنشار) الي شعار المملكة العربية السعودية بجوار السيفين و النخلة ؛ كتبت موضوعاً يحمل مضمون العنوان أعلاه على موقع سودانيزاونلاين المشهور ؛ كان قد أصاب الأمرُ البعضٓ بالرعب رغم أن العالم لم يكن قد شهد مأساة أطفال اليمن أو سمع تسجيل حشرجة صوت جمال خاشقجي وهو يودع الدنيا خنقاً داخل مبنى دبلوماسية بلده في أستانبول السلطان العثماني محمد الفاتح .

(٢)
الموضوع المشار إليه كان على النحو التالي: ( رغم الخدمة الجليلة والرعاية الاستثنائية التي تقوم بها حكومة المملكة العربية السعودية تجاه الحرمين الشريفين ورغم الاهتمام الشخصي لجلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز بالأراضي المقدسة "جزاءه الله الخير في الدنيا والآخرة"
الا ان إدارة مكة المكرمة والمدينة المنورة من الأفضل ان تكون تحت جهة إسلامية محايدة مثل منظمة مؤتمر العالم الاسلامي على غرار الفاتيكان في روما - إيطاليا عند المسيحيين الكاثوليك.
و يمكن لرئيس او أمير منطقة مكة المكرمة و المدينة المنورة ان يكون من اندونيسيا او أمريكا او السعودية او السنغال او روسيا أو بنما . فقط ان يكون مسلماً مؤهلاً للوظيفة.
اخضاع إدارة المناطق المقدسة تحت منظمة مؤتمر العالم الاسلامي سيخرج الناس من مطبات الخلافات السياسية بين الدول و العقائدية بين الطوائف .
لا يجب للسعودية ان تمنع البعض من اداء مناسك الحج لأسباب سياسية بحتة ، مثل ما يحدث في هذه الأيام لبعض الإيرانيين و بعض الشيعة بشكل عام . او كما حدث للإخوان المسلمين مؤخراً .
يمكن لأجواء الأراضي المقدسة ان تظل تحت سيادة دولة العربية السعودية لكن من الأفضل ان تكون الادارة مستقلة و محايدة تجاه جميع المسلمين). إنتهى الإقتباس

(٣)
كسياسة إبتزاز إقتصادي و سيادي و دون إتباع الأسس والمعايير الفنية المتعارف عليها في قياس درجات مناعة صادرات و واردات اللحوم الحية دأبت حكومة المملكة العربية السعودية على إعادة الكثير من بواخر شحنات الخراف السودانية من وقت لآخر مكبدة التجار والدولة السودانية خسارات ضخمة تضاف الي متاعبها الاقتصادية والمالية. وحكومة الثورة التي ورثت (المسكنة) من قبل النظام البائد لم تظهر أي تذمر حتى اللحظة.
لكن على الإخوة السعوديين التكرم بإدراك أن سودان الثورة ليس السودان الذي اعتادوا على إهانته لأكثر من ثلاث عقود.

(٤)
صحيح أن خطل سياسات النظام السابق وعنترياته ومغامراته الإقليمية الزائفة والجوفاء وجرائمه البشعة بحق مواطنيه العزل وراء ما نحن فيه من العزلة والضنك لكن لا نغفل المساهمات السالبة من قبل دول نسميها شقيقة "من جانب واحد" في التقارير التي كانت ترفع ضد السودان.

(٥)
المملكة السعودية كدولة ذات سيادة من حقها رفض الصادر السوداني لمبررات تراها ودون أن تبدي اي مبررات. لكن الذي يتعين على القيادة السعودية أن تفهمه ؛ هنالك فرق شاسع بين شحنات الخراف و حجاج بيت الله الحرام.
لا ينبغي لها إحتكار الأراضي المقدسة لمن تحب و ترضى.
كلا !! لإنها ملك لجميع المسلمين في العالم . لذا يجب أن تكون تحت سلطة محايدة تجاه جميع مذاهب و طوائف و جنسيات المسلمين.
أعلم أنه ما لم تكن المدينتين المقدستين تحت إدارة مؤتمر العالم الإسلامي ؛ قد تتسبب هذه السطور في حرماني للأبد من رؤية قبر من أحبه (عليه الصلاة و السلام) ، لكن لدي ما أقوله لربي جل شأنه.

د.حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء