البهلواني عثمان ميرغني.. ياخي دبايوا

 


 

 

 

(١)

أحد اقربائي كان رجلاً شفيفاً لماحاً إلا انه يحب السوائل الشفافة ، اي انه يستشيفها إستشافاً. ومع تزايد مشاكله قرر بعض الكبار إرساله مع ( المجاهدين) الي الجنوب عسى ان تغشاه النفحات الإيمانية و هو يقاتل الآمنين في قراهم (بدعاوي الجهاد والاستشهاد حيث تنزل ملائكة الرحمن حاملة معها حبوب الكلوركوين لمرضى الملاريا ) كما روج لها اعلامهم الكذوب.
قد إستثمر البعض ذهابه الي الجهاد المزعوم ليتقرب من القيادة في الخرطوم - وهو استثمار إضافي في الدماء .

مكث الرجل زهاء نصف العام و رجع في جلباب عصام احمد البشير .
إلا انه اختفى بعد رجوعه بيوم واحد (وكان من المقرر له ان يعود مع رفاقه الي بلدتهم في أقصى غرب السودان).
عاد إلي بيت الضيافة بعد ثلاث أيام لكن كانت معه عادته القديمة مع الشفاف او (الكريستال).

(٢)
عندما طرح صاحب زاوية حديث المدينة المهندس عثمان ميرغني مبادرته الشهيرة (منبر السودان) في مايو 2006 كنت ضمن المؤيدين لها .
وقد أُشبعت المبادرة نقاشاً على صفحات موقع سودانيزاونلاين.
للأمانة كان معظم الناس ينظر اليها بالكثير من الريبة والشك ،عدا القلة وانا واحد منهم (لمسكنتي بطبيعة الحال).
لاحقاً تأكد للجميع بأنها اي المبادرة لا تعدو عن كونها مجرد بالونة اختبار كيزانية أو طُعم اُريد به اصطياد و تشتيت شمل جوعى الحرية في السودان .

(٣)
منذ ذلك اليوم والاخ عثمان ميرغني يتحفنا بكل ما هو بديع عن الديمقراطية والحكم الرشيد بمناسبة وبغير مناسبة- مع ذلك وصلت القناعة السلبية بالناس عن الصحفي عثمان ميرغني الي الحد الذي اعتبروا فيه الاعتداء الذي تعرض له قبل عامين أو أكثر من قبل ( متشددين مزعومين) في مقر صحيفته مبعثه تقاطع المصالح بين مراكز نفوذ القوة بين معسكر الذي كان يقوده السيد على عثمان محمد طه والذي كان يدعمه الصحفي عثمان ميرغني (لدوافع يفهمها هو وحده) والمعسكر الاخر والذي كان بقيادة المخلوع عمر البشير.
فليس لعموم السودانيين ناقة ولا جمل في قلم الاخ عثمان ميرغني و تبيعات ما تعرض له من اعتداء . وهو شأن يخص البيت الكيزاني بإمتياز.

(٤)
بكل غباء ظن أتباع النظام البائد في مؤتمر شركاء السودان فرصة ومكاناً (للتسول والشحدة) قياساً على خبرتهم مع صغار الدول وخاصة البترولية خلال العقود العجاف الثلاث الماضية من عمر نظامهم المندثر .
قد نسي أو تناسى اخوتنا و شركاؤنا في الوطن ان مؤتمر برلين مجرد حفل إفتتاح لعودة السودان الي مكانه الطبيعي بين الشعوب و الامم و ليست مناسبة للمنح و الهبات و التبرعات .
لكن مع ذلك جاد بعض اصدقاء سودان الثورة ببعض المال كبادرة حسن النية لفتح صفحة جديدة مع الشعب السوداني.
وهو ما غاب عن الاخ عثمان ميرغني و الذي رغم كل ما كتبه عن الثورة لم يستطع مقاومة النزعة الكيزانية بدواخله فسقط صريعاً في امتحان مؤتمر شركاء السودان ، مثلما حدث لقريبي المحب للشفاف او الكريستال.
اخي الباشمهندس عثمان ميرغني.. ياخي دبايوا و مسكاقرو !!


د.حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء