كلام الناس
تزايدت حدة النقد على الحكومة الإنتقالية عقب إعلان رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك التغييرات الوزارية، وتباينت التعليقات مابين مدافع عن بعض الوزراء الذين شملهم التغيير وبين الهجوم الظالم عليه وعلى الحكومة الإنتقالية.
نعلم أنه مع توافر مناخ حرية التعبير والنشر من حق كل مواطن التعبير عن وجهة نظرة في الأداء الحكومي، لكن هناك فرق بين النقد الهادف الموضوعي الذي يهدف لتقويم الأداء وتصحيحه وبين النقد المغرض الذي يريد الإنقضاض على الحكومة الإنتقالية وإحداث ردة سياسية مرفوضة شعبياً.
للأسف حدثت تسريبات متعمدة حول حصول الحركات المسلحة على مناصب في التشكيل الوزاري الجديد وسط إستمرار خلافاتهم مع الحكومة وفيما بينهم، وبدأت الضغوط المناطقية مستغلة جو التعاطف مع إعتصام مواطني نيرتتي بدلاً من العمل الإيجابي مع الحكومة في تحقيق السلام في كل ربوع السودان ومعالجة أسباب الإختلالات الإقتصادية والضائقة المعيشية وتحسين علاقات السودان الخارجية لصالح السودان وأهله بعيداً عن المحاور، وإعادة هيكلة القوات السلحة والقوات النظامية الأخرى لمنع التفلتات التي تغذيها القوات غير النظامية من مخلفات النظام المباد.
من المشاهد التي إستوقفتني برنامج " المشهد الثقافي" الذي بث مساء الجمعة الماضية على قناة النيل الأزرق هذا لهجوم الجائر على وزير الثقافة والإعلام بحجة إنشغاله بالعمل السياسي وعدم إهتمامة بتنشيط العمل الثقافي رغم إدراك ضيفي الحلقة أن العمل الثقافي ليس عملاً حكومياً فوقياً.
حتى المشهد الذي بثته النيل الأزرق في ذات اليوم عن زيارة وفد المخابرات للدرامي الكبير نبيل متوكل وهو على سرير المرض وإظهار المبلغ المالي الذي دُفع له مشهد مسئ للمبدعين ولا يخدم قضية الثقافة والمثقفين.
تجاهل ضيفا البرنامج الحراك الثقافي الذي صاحب المظاهرات الشعبية خاصة الحراك التشكيلي الذي أسهم في تغذية الوعي الجماهيري، والأناشيد الوطنية والتعبيرية التي شارك فيها حتى الأطفال، والمشاركة الفاعلة من قطاعات المتقفين عبر تجمع المهنيين في تأسيس قوى الحرية والتغير.
مرة أخرى نحن لسنا النقد المطلوب لتقويم مسار العمل التنفيذي والخدمي للحكومة الإنتقالية لكن المرفوض هو تجاهل الخطوات الإيجابية التي إتخذتها الحكومة وغم الظروف المحيطة وجائحة كورونا التي عطلت دولاب العمل، مع كامل الاعتراف ببطء تنفيذ برنامج الحكومة الهادف لتحقيق السلام الشامل في السودان ومعالجة أسباب الإختلالات الإقتصادية والضائة المعيشسة، لكن من الظلم التركيز على بعض مظاهر الأزمات الموروثة وتضخيمها وتحميل الحكومة الإنتقالية مسؤولية حدوثها.
مالكم كيف تحكمون؟!!.