الكوز حسن برقو … مازال يقدم عروضاً في السيرك
(١)
في مايو الماضي أرسل الطفل الأسترالي كورونا دي فريس (وهذا اسمه) رسالة الي نجم هوليوود توم هانكس و الذي كان قد أصيب هو و زوجته بفيروس كورونا في زيارتهما الي استراليا.
الطفل يشكو في رسالته من تنمر زملائه بسبب تطابق إسمه مع الجائحة . رد عليه هانكس برسالة مواساة لطيفة مع آلة كاتبة بالعلامة التجارية كورونا.
بالطبع فإن العائلة الممتدة للعضو القيادي بحزب المؤتمر الوطني "المنحل" والمحلول السيد حسن برقو ؛ محل احترامي و اعتزازي ، مثلها مثل أي عائلة سودانية في أي جزء من تراب بلادنا.
إلا ان تشابه الإسمين يتسبب لي في متاعب الطفل الأسترالي.
(٢)
قبل عقد ونصف و أبان توقيع السيد مني أركو مناوي على إتفاقية أبوجا مع حكومة الخرطوم كتبت مقالاً تحت عنوان "من يعرفني على وظيفة حسن برقو "
وجاء على النحو التالي (( لا ادري لماذا أتذكر إيلي حبيقة – و لمن لا يعرف حبيقة هو سياسي لبناني و مسيحي يميني . كان قائدا لمليشيا القوات اللبنانية الموالية لإسرائيل ابان الغزو الإسرائيلي للبنان عام 82 بقيادة وزير الدفاع انذاك ارائيل شارون. كان ايلي رئيساً لإستخبارات تلك المليشيا ، وقد لعب دوراً محورياً في مزبحة صبرا وشاتيلا والتي راح ضحيتها ثمنمائة فلسطيني.
وظل حبيقة متمترساً مع الجيش الإسرائيلي ضد شعبه وعشيرته حتى المصالحة اللبنانية بالطائف عام 1990 والتي فيها اصبح وزيراً للمهاجرين ليشمله العفو الوطني عام 1991. الا انه تمرد على اسرائيل وحالف سوريا لكنه لم يكتف بتغيير ولائه بل ظل يصرح من وقت لآخر بانه على استعداد للشهادة ضد شارون امام المحاكم البلجيكية الا ان اسرائيل اسكتته وللابد في يناير عام 2002 بتفجير سيارته باحدي ضواحي بيروت….فلم يبكي عليه اللبنانيون.
لم يكن السيد/ حسن محمد برقو من الطلاب الناشطين عندما كان طالباً بجامعة القاهرة بالخرطوم ، لم يكن يحمل اي صفات قيادية أو قدرات تنظيمية بل ليس من الطلاب الذين يسجلون حضوراً على الساحة الجامعية. بعد التخرج عمل موظفا بصندوق دعم الطلاب.
عندما اختلف الاسلاميون و انشقوا الي المؤتمرين عام 2000 انضم معظم ابناء الغرب الي المؤتمر الشعبي الي جانب شيخهم د. حسن الترابي . فكانت فرصة ذهبية لرجل لا يحمل اي امكانيات مثل السيد/ حسن برقو – وفي ظل الاستقطاب القبلي والجهوي الذي انتظم البلاد انضم الي الحزب الذي بيده المال والسلطة (المؤتمر الوطني).
استطاع السيد/ برقو ان يصعد السلالم بسرعة مذهلة وذلك لغياب ابناء الغرب المؤهلين من الاسلاميين عن المؤتمر الوطني (وخاصة ابناء قبيلته من الاسلاميين الذين انضموا الي المؤتمر الشعبي) – فاصبح بين يوم وليلة اميناً لدائرة وسط وغرب افريقيا بالحزب – وهي وظيفة هلامية لا وجود لها على الاطلاق في النطاقين العالمي أو الاقليمي.
عندما حلت الكارثة بدارفور لم يصدق السيد/ حسن برقو بان السماء قد امطرته بملفات جديدة ترفع من رصيده داخل الحزب – فبدأ يصرح هنا ويسخر هناك – ويحاول جاهدا اخفاء معاناة اهله وصلة ارحامه بغية التقرب من الحاكمين الذين يمطرون اهل دارفور بوابل من حمم الانتنوف – فاصبح السيد/ برقو نجم محطات التلفزة – يأتي بكل ما هو مضر باهله الجياع بمعسكرات النازحين في دارفور.
منذ وقت ليس بالقصير احاول جاهدا ان اتعرف على وظيفة السيد/ حسن برقو لكن كان في كل وقت الفشل مصيرى . الذي لم اتمكن من معرفته ولا اظنني سوف استطيع تفهمه هو تدخل السيد/ برقو في كل شيء. هل أصبح السفير التشادي بالسودان…؟ ام ممثلاً للرئيس التشادي …..؟؟ ام ناطقاً رسمياً للخارجية السودانية .
وأخيراً ام ممثلاً للحركات الثورية الدارفورية بالخرطوم…………..؟؟ لأنه ينشط في هذه الايام مع الثوار الموقعين على ابوجا والزائرين للخرطوم .......!!
من يعرفني على وظيفة حسن برقو ..؟ ولماذا يعانق إيلي حبيقة)). إنتهى الإقتباس
(٣)
بعد مرور أربعة عشر عام على المقال أعلاه ؛ و في هذه الأيام المربكة والمرتبكة معاً ؛ بدأ إسم قيادي الصف الأول في نظام اللصوص المجرمين القتلة المندحر - حسن برقو يسجل حضوراً طاغياً في اعلام حكومة الثورة (التي كان مهرها أرواح شهدائنا الشباب و غيرهم من كرام الناس خلال العقود الثلاث الماضية من عمر معاناة السودانيين) تحت مسمى رئيس المنتخبات الوطنية بإتحاد كرة القدم.
لا ضغينة شخصية نحملها تجاه السيد حسن برقو ، لكن أليس من الإستفزاز إستمرار عروض السيرك القديم أمام أمهات الشهداء ؟!
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com