فلول الإنقاذ وشظايا انفجار بيروت !!
عندما كنا نشاهد ونقرأ ونسمع عن انفجار بيروت الدموي الكبير بسبب تخزين (نترات الأمونيوم) في كونتينرات الميناء وبين الأحياء.. طفر إلي الذهن مباشرة إن المجتمع السوداني به مجموعة اسمها الإنقاذيين جرى تخزينها منذ ثلاثين عاماً بصورة ضارة بين الإحياء السكنية..وهي مجموعة خطرة موبوءة (سيئة التخزين).. كان وجودها في بلادنا كارثة وداهية من الدواهي الكبرى التي لم يكسب الوطن من ورائها خير..! جماعة ارتبطت بكل مصيبة حدثت في الوطن منذ إطلالتها المشؤومة على البلاد والعباد ذات صباح كالح في الثلاثين من شهر يونيو الذي مسحت ثورة ديسمبر (بحمد الله) ذكراه القميئة وأبدلتها بأهازيج النصر وأغاني السلام والعدالة والحرية.. (فأمهل الإنقاذيين أمهلهم رويدا)..!!
فلول الإنقاذيين وقادتهم غير الميامين ينبغي إبطال شحنتهم المدمّرة سيئة التخزين.. فهم مثل نترات الأمونيوم المحفوظة بطريقة خطأ في ميناء بيروت منذ ستة أعوام.. فما بالك بفساد شحنة الإنقاذ ذات الثلاثين عاماً..؟! وإذا لم يتم التعامل مع فلول الانقاذيين وفق احكام القانون وبشروط السلامة الواجبة والعقاب المشروع فيمكن أن يحدثوا بعض الانفجارات التي تضر بالسلام والاقتصاد والمعيشة والأمن الأهلي والموارد والمحاصيل، أو تؤذي بعض الناس في بعض المناطق وبعض المرافق.. فهؤلاء الجماعة لا عاصم لهم من وطنية أو دين أو أخلاق وأعراف.. وقد عايشهم الناس على مدى ثلاثين عاماً ورأوهم رأي العين ولم يكن الحكم عليهم (قول قالو) وإنما هذه أثارهم شاخصة تدل عليهم وما الحديث عنهم بالحديث المرجّم كما يقول (طيب الذكر) زهير بن أبي سلمي..وقد شاهد الناس أفعالهم على طريقة (الدفاع بالنظر) كما كان يقول وزير دفاعهم...وشافوها "شوف العين" كما يقول العبقري أبوصلاح..!
الحكم عليهم بالقانون (بالقانون بالقانون بالقاف) وليس كما كانوا يفعلون بالناس عن طريق السحل والسحق والدهق والكسح و"القش" كما قال احد قادة مليشياتهم وأحد حكام الأقاليم ومشجع (هلال الأبيّض) أحمد هارون وهو يتحدث عن بشر (أمسح أكسح قشوا.. ما تجيبو حي) وبعض الناس يرأف حتى بالزواحف السامة عن هذه الأساليب التي من بينها دق المسامير في الرءوس وحشو أدبار المحتجزين العزلاء بالحديد والخشب.. ولكن الفلول يخرجون للتظاهر مطالبين بإطلاق سراح هؤلاء الجماعة بحجة أنهم أبرياء..!
فلول الإنقاذ يتنكّرون الآن في أزياء صحفيين ورجال دين وإعلاميين وسفراء ومديرين ورجال أعمال وأنصار سنة وصوفية ومعاشيين وسماسرة و(حُماة شريعة) ومندوبي قبائل ومحامين واساتذة جامعات وأصحاب صرافات وائمة مساجد وموظفي بنوك وقادة مظاهرات وجنرالات حركات.. ولكن يجمعهم (الترمّل واليتم) بعد انقضاء أيام الإنقاذ.. أيام النهب الكبرى والجرائم المروّعة والسرقات المدوّية والاستباحة الشاملة.. يتآمرون بشتى الوسائل ويقولون إن الإنقاذ لها خلايا نائمة و(خبراء تخريب) وجنود مجهولين مثلما فعل أحد ولاة بني أمية المتجبرين عندما دعا رجاله إلي قتل احد خصومه عن طريق دس السم في طبق العسل.. ففعلوا ذلك ونقلوا للوالي خبر موته.. فابتسم في زهو..وصاح متلاعباً بالدين على طريقة جماعتنا الإنقاذيين: (إن لله جنوداً من عسل)...!!
خلاصة الأمر إن الإنقاذيين وفلولهم والمتضررين من سقوط نظامهم هم جماعة خارجة عن إطار الوطنية والمواطنة ومن قيود القوانين والفضائل والأعراف..لا يعنيها الوطن ولا أهله في كثير أو قليل؛وكل مشكلتهم أنهم فقدوا فرص النهب و(تحويش الأراضي) وسرقة الميادين و(التواريب) والقروض والموارد وتجنيب الأموال ونهب خزينة الدولة وسرقة أقوات الناس..إلى درجة خيام المتضررين ومخصصات الحجيج وإيجارات الأوقاف ولبن الأطفال و(سريلاك) المواليد الرُضّع..!
هذه (الكورجة) من الإنقاذيين داخل السجون وخارجها يجب تنفيذ أحكام القانون عليها.. فلا يزال بعضهم الكثير داخل هيئات الدولة ومؤسساتها وإعلامها وصحفها وشرطتها وأمنها وجيشها يعملون ضد الشعب وضد الوطن بما يمثل خطراً مشابهاً لـ(نترات الأمونيوم) ويشكلون عائقاً أمام مسيرة الحرية والعدالة والسلام وينشطون بخبث لتعطيل المرافق وتخريب الاقتصاد وإثارة النعرات والفتن وتهديد الترابط الوطني وإشعال الصراعات المجتمعية والقبلية والدينية والمذهبية ولا بد من التصدي لهم وفق القانون والوثيقة الدستورية وشرعية الثورة.. فلا يمكن السماح لهم باللعب بأرواح الناس وتهديد أمن البلاد وتحدي القوانين ومعاداة الشعب وثورته..ومن ينتظر أن يكون بينهم عقلاء أو يأمل في أن يلتزموا ببعض الحياء فهو كمن يحاول ري مشروع الجزيرة بـ(غربال مقدود)..الله لا كسب الإنقاذ..!
murtadamore@gmail.com