الأحلام لا تنتهي والأمل لا يموت

 


 

 


كلام الناس
noradin@msn.com

*خذلتني - حلم حياتي - بعد أن اتفقنا على الزوج، لم تصمد أمام أول متقدم لأسرتها للزواج منها، صارحتني بذلك، قالت أنه ميسور الحال وجاهز للزواج وأنها تخشى من طول الانتظار والعمر يمضى.

*هكذا بدأ م.م من كسلا رسالته الالكترونية قائلاً أنه تعرف عليها في الشركة التي يعملان بها، شعر بأنها حلم حياته، فاتحها بمشاعره تجاهها وأوضح لها ظروفه الاقتصادية المتواضعة، واتفقا على تحدي المظاهر التفاخرية والصرف البزخي في الزواج ،وأن يضربا المثل للشباب بامكانية الزواج غير المكلف.
*يمضي م. م قائلاً : للأسف خذلتني بعد أن وثقت بوعدها، اتضح انها مثلها مثل غالب بنات هذه الأيام التي طغت فيها المادة على العلاقات الانسانية، تركتني وحدي أعاني من الاحباط ومرارة الفشل وضياع الحلم الجميل.
*كنا قد أسسنا علاقة سوية قوامها الوضوح والبساطة والصدق، لم أحس معها بالفارق الاقتصادي الذي يفصل بيننا، فهي من أسرة ميسورة الحال وأنا من أسرة مستورة الحال، لكنها تركتني في منتصف الطريق بعد أن هدمت قواعد حلمنا على رأسي.
*للأسف لم أستطع نسيانها ولم أستطع تجاوز هذه التجربة المريرة، أغلقت الباب على قلبي وانعزلت عن المحيط الاجتماعي وانكفأت على نفسي، أصبحت أتجنب التفكير في أخرى لأنها ما تزال تملك على مشاعري ووجداني.
*لاأخفي عليك - والكلام مازال ل- م.م : جرت محاولات كثيرة معي من بنات معنا في الشركة ومن الأهل والجيران لاقتحام عالمي وتشجيعي للبدء من جديد، لكنني لازلت أحس بالاحباط والتردد.. ترى هل أستطيع احياء مشاعر الحب في دواخلي من جديد ؟.
* انتهت رسالة م.م التي حكى لنا فيها قصة حبه الذي تبدد رغم أنه مازال يعيش في داخله، وهي للأسف قصة شبه عادية في محيطنا الاجتماعي الحالي بتعقيداته الاقتصادية والاجتماعية المتداخلة التي تقتل الحب في نفوس الكثير من شبابنا من الجنسين.
*مع ذلك .. الحياة لاتتوقف، صحيح يبقى الحب الأول"يعشعش" في الوجدان، لكن طبيعة الحياة الاجتماعية ومتطلبات العمران البشري تعطي الأمل أكثر من فرصة لانتصار الحياة وفتح صفحة جديدة قوامها المودة والرحمة والتفاهم المشترك.
**لذلك أقول ل - م.م : أخرج من عزلتك التي فرضتها على نفسك، وحاول فتح صفحة جديدة في حياتك ، فالاحلام لاتنتهي والامل لايموت، وإنما تظل الاحلام تتجدد في حياتنا لنبدأ من جديد.

 

آراء