الإنقاذ تبيع الفتاوى لنفسها..!!
ظهر بالأمس خبر جديد عن (تجارة الفتاوى) في عهد الإنقاذ، وكان زميلاً لنا من الصحفيينيؤكدعلى استحالة الجمع بين الولاء للإنقاذو(نظافة اليد)..! ويقول إنه مستعد للمراهنة على ذلك بمليار دولار، لكنه لا يملك هذا المبلغ ولا يحب المراهنة أيضاً، وكان بعض الزملاء يرون في دعوته شيئاً من التطرّف والتعميم،إلاأن الأيام والوقائع أثبتت صحة رهانه، فما من اختبارمرّت به قيادات الإنقاذفي نهب المالإلا (وكسرت ركبة)..! خاصة بعد زوال (الحائط الرابع)وسقوط الأقنعة وظهور الفساد الغميس والمتنقل و(المتحوّر)، ولم يكن آخر الأفلامأن قائدالمسيرة نفسه الذي يهتفون له: سير سير ..(ولا ندري إلىأين..؟!) كان على رأسالمنجذبينإلى دنانير الدنيا ودراهمها و(دراخماتها)ودولاراتها، وما بالكبرئيسجمهورية حكومة شعارها (هي لله)يخرج من المحكمة مداناً بغسيل الأموالوموصياً بإرساله إلى الإصلاحية،ووزير مالية وأمين عام حركة إسلامية يواجه اتهامات ببيع خط هيثرو في صفقة فاسدة..!!
الخبر الكيدغير (رشّة البطانة)والذي جاءت به الصحف يقول إن الوثائقكشفت عن تخصيص نظام الإنقاذ ميزانية لشيوخ دينإنقاذيين مقابل فتاوى مصرفية..!! حيث اقتطع النظام من المال العام ميزانية خاصةبآلية تسمى (آلية تقنين القروض بالفائدة) بوزارة المالية، يترأسها عبد الجليل النذير الكاروري وتضم عضويتها (عبد الحي يوسف،ومحمد الحسن الأمين، وبابكر محمد توم،وإبراهيم الشيخ الضرير، وسليمان محمد كرم وخضر عيسى إدريس ومنى أبو حراز)..!!هؤلاء الجماعة يتسلمون ميزانية سنوية معتمدةومرتبات شهرية؛ ويقتصر عملهمعلى النظر في الاتفاقات والقروض والتأشيربأنها(لائقة فقهياً)لاستكمال المصادقة عليها..!ويداخل المرء شك عظيم في طبيعة عمل هذه العُصبة، فهل يتم تقييم عمل هذه الجماعة بحساب (القرض)أم(الفتوى)أم(الراتب المقطوع)؟وهل من الجائز بيع الفتاوى بمقابل مالي..؟! وهل تعد هذه اللجنة جهة حكومية تابعة لوزارة المالية..؟أمجسماً هلامياًإنقاذياً موصولاً بالمؤتمر الوطني..؟ وهل عملهم يقع تحت نشاط طائفة الفقهاءأمالأفندية..؟وهل تم اختيارهمعن طريق لجنة الاختيار..؟ وما هي تخصصاتهم التي تجيز لهم إصدارالفتاوى والتصديق الابتدائي على القروض والاتفاقات..؟وألا يلفت نظرك وجود هذاالمدعو عبد الحي يوسف الذي اتضحأنه يقبض مرتبات ومخصصات من أكثر من (كم وعشرين جهة) حاول إحصاءهاأحدالإعلاميين فوقع في متاهة بين رئاسة وعضوية مجالس الإدارات والجامعات ولجان الأوقاف والزكاة والذكر والذاكرين وعلماء السودان والدراسات الإسلامية بجامعة الخرطوم وإفريقيا العالمية وجامعة القران وقناة طيبة وإمامة الجامع و(صندوق النذور)وإعمال خاصةأخرىمن بينهاأعمالتصدير وصرافات و(فتل عملة) وتدوير عقارات، وبعد كل ذلك استلام مال مشبوه سراً من المخلوع بغير إيصالات..!وانظر إلىمحمد الحسن الأمين الذي نصّب نفسه محامياً عن جماعة الانقلاب ونسى أنهمأرغموه على العودة (من المنشية) معتذراً بعد أن قطعوا عنه وعنإخوته في الشعبي (امدادالبلازما)، وأنظر إلىالشيخ الكاروري الذي جعلوه رئيساً للآليةبمخصصات مالية وخطيباًأوحد على مدى ثلاثين عاماًتتركز عليه أضواء الكاميرات للنقل الحي لصلاة الجمعة وفرض مشاهدته على الناس وكأنه(حصة إجبارية) وهو يمارس سفسطة عسيرة الاحتمال؛ وبينما الإنقاذ تقتل وتنهب تجدهيتحدث عن صفحات الأزياء في (الديلي ميرور والواشنطن بوست)ثم يعظ الناسبالتكافل والتراحم وهو يعلم أنالإنقاذ جاءت على السودان بصحائف سود من القهر والظلم والقتل والإبادة والتمكين والمحاباة والاستهتار بالمال العام،فهل تعلم يا صديقي عن (إنقاذي واحد) خرج بأيدي نظيفة من هذا السيرك النهبوتي الذي نصبوه لثلاثة عقود..؟!