كل مرة يتأكد المؤكد بأن جماعة الإنقاذ وجماعة حركتهم الإسلامية (لا يتناهون عن منكر) ولا يتحرّون الصدق، إنما يعمدون إلى الكذب الصريح ويقلبون الحقائق بإصرار غريب ويلصقون مخازيهم بالآخرين ولا يخافون الله حتى عندما ينعون رفقاءهم، فلا يجعلون من حالة الوفاة عبرة ومثابة ورجعى، وإنما يفتئتون على الوقائع المعلومة في محاولة لتصوير الآجال التي تجري على جميع المخلوقات بأنها مؤامرة، ثم يتحدثون بصورة معكوسة عن الفضائل والرذائل ويجعلون من أنفسهم أبرياء ومن الثورة جلاداً..! وهم بذلك إنما يلفتون النظر أكثر إلى الافتئات والكذب ويحيلون حكمة الموت إلى مغالطات سمجة، والإنقاذيون في ذلك لا يمارسون خصلة جديدة، فهم معتادون على تزييف الحقائق الماثلة واستخدامها لتشويه مواقف الآخرين والتكسّب السياسي من الوفيات، فيرتد نثر الرماد إلى وجه الإنقاذ السنيح..! ثلاثون عاماً من الكذب، بل إن عهدهم من أوله إلى آخره كان عبارة عن (كذبة طوووويلة ممطوطة) بامتداد ثلاثة عقود؛ بداية بالكذبة البلقاء الشهيرة في أول انقلابهم والتي اعترفوا بها لاحقاً عندما وضع عرّابهم نفسه في السجن من باب (الكذب على الشعب) وبعث بالمخلوع إلى القصر، ثم قال في مرحلة لاحقة إنه لا يعرف المخلوع، وما ظنّك برجل يدبّر انقلاباً عسكرياً ويضع نفسه في السجن وينصّب في القصر رجلاً لا يعرفه..؟!ثم يتناسل الكذب يوماً بعد يوم من جماعة المشروع الحضاري وحماة الشرع وكأن الكذب (قاعدة أصولية)و(مرجعية معتمدة) لكل ما يقولون ويفعلون، وهذا حديث يطول إلا أن يقيض الله له باحثاً جاداً أميناً (ليس على غرار خبير جامعة إفريقيا الاستراتيجي) ليرصد خطاب الكذب في نظام الإنقاذ بالتوثيق العلمي ويوضّح للعالمين كيف كان هؤلاء القوم يتحرّون الكذب في قراراتهم وتدابيرهم وسرقاتهم وانتهاكاتهم وتوجهاتهم وكأنهم لم يسمعوا بأن الكذب هو الجريرة الوحيدة التي تقذف بمقترفها خارج سياج الإيمان، ولكن ماذا تقول في جرأة على محارم الله لا يصدها ورع ٌولا توبة ولا ندامة.!!
وبالأمس سمعنا منهم ما يثير الغثيان في نعيهم لحالة وفاة أحد قادتهم؛ وهو موقف يتجرّد فيها الناس عادة من مشاعر الكذب والسخف والغل، فما بالك بهذا الاستغلال القبيح الذي ينقل بصورة مكشوفة المواقف الشائنة للإنقاذ ويحمّلها للآخرين..! ومما يثير الرثاء وصفهم لحكومة الثورة بأنها (ظالمة متجبّرة)..! وأن جلاوزة الحكومة يعتقلون الناس (بغير جريرة)..!!هذا هو فحوى النعي الذي قاله غازي صلاح الدين الذي وصف النظام المدني الحالي بأنهم نظام جلاوزة وظلمة، وهو يعلم أكثر من غيره من هم الجلاوزة الذين يغتصبون المعتقلين في السجون قبل قتلهم، ويعلم أن الإنقاذيين الأموات والأحياء عليهم (بلاغات رسمية) بالتعدي على المال العام وعليهم جرائم دم وإزهاق أرواح وإبادة وقتل أطفال وصبايا ودهس وإغراق، فما رأيه في قضية اغتيال علي فضل ومجدي وجرجس وأحمد الخير عزلاء في السجن تحت قبضة الإنقاذ مقارنة بمحبوسي جماعة الإنقاذ حالياً (في كوبر) وهم يروحون ويغدون في كامل الأبهة و(مفتخر الثياب)..؟! ولن نلتفت لما ذكره المطلوب الهارب (محمد عطا) رئيس جهاز أمن الإنقاذ المُشرف على فظائع السجون والاغتيالات وهو يبشّر الفلول بانقلاب وشيك يعيد الإنقاذ (تاااااني..!!)، فهل رأيتم عمق التيه الذي بات فيه هؤلاء القوم الذين (لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)، قادة الانقلاب بجرائمهم المتلتلة محفوظون في السجن تحت التكييف ووجبات الطعام الراتبة وفي كامل هندامهم، في مقابل بيوت أشباح يفعل جلاوزة حركتهم الإسلامية فيها شنائع ليس أعلاها دق المسامير في الرؤوس، وليس أدناها نزع الملابس والإغراق في المخلفات البشرية والتمريغ في الطين وحفلات الاغتصاب العادي والعكسي..!