وطنية “ناس الكورة” ووطنية العسكر!!!
بشير عبدالقادر
17 June, 2021
17 June, 2021
بينما الجميع منهمك في مشاهدة مباراة اسبانيا والسويد؛ سالت بعفوية. هل رونالدو لاعب في هذه المباراة؛ فأجابني أحدهم بغضب. ماذا تقول يا رجل، هل انت جاد في سؤالك؟ قلت نعم ثم لأدلى بثقافتي. قلت نعم. رونالدو يلعب في إسبانيا. قال. ولكنه لا يلعب في المنتخب الاسباني لأنه يلعب مع بلاده البرتغال؟ قلت له. بكل صدق. انا "كلك واري اللو" في الكرة. يعني "بجليها وهي واقفة" ومستواي في الكرة لا يقارنه سوى مستوى امل هباني في «التجلية" والتجلي في العلاقات الاجتماعية!!!
لتحسين ثقافتي الكروية اصررت أمس على الصبر الكبير و "تحمل" مشاهدة ثلاث دقائق من مباراة فرنسا وألمانيا!!! ثم قمت بعدها الى مشاغلي الدنيوية والأخروية.
و لزيادة ثقافتي الكروية حتى لا أكون مثل "الاطرش في الزفة" قرات هذا الصباح تعليق مدرب المنتخب الوطني الألماني "جواكيم لوو " في 15/06/2021 عن مباراة فرنسا وألمانيا في منافسات كاس الأمم الأوربية 2021م، والذي جاء فيه :
"لقد كانت مباراة - ثرية جدا بالأحداث والاثارة- لقد شاهدنا اداء جيد جدا من الفريقين؛ لقد قمنا ببذل اقصى ما نستطيع ...ولكن لم نستطيع صرف هجمات المنتخب الفرنسي ...ينبغي علينا في الثلاثة ايام المقبلة تحسين فعاليتنا ...المنتخب الفرنسي يملك كثير من القدرات الهجومية ... منتخب فرنسا يملك أفضل دفاع ... ولم نجد معهم فرص كثيرة... "لا يمكننا بصورة كاملة إخفاء ممبابي وكريزمان...".
ذلك ما كان من تصريحات المدرب الألماني أما مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان فقد علق على المباراة بأنها كانت معركة جبابرة، لقد واجهنا منتخب قوي، لقد أتعبنا ولكننا كنا الأفضل، لا يمكننا الفوز من خلال الدفاع فقط، لقد فرض علينا الالمان معركة ذات كثافة. كان يجب على منتخبنا أن يكون جاهز وقد كان، يجب المحافظة على هذه القوة الجماعية، وجعلها مجموعة صلبة... لم أكن قلق، لأن المجموعة كانت جاهزة، لقد قمنا بعمل كل ما نستطيع حتى تكون المجموعة جاهزة اليوم أمام خصم بهذه القوة، لو كنا في مستوى أقل لم أكن أدلي بمثل هذه الاقوال".
ذلك ما كان من تحليل مدربي المنتخبات الوطنية الألماني والفرنسي وهي تصريحات بقدر ما تعترف بقوة الخصم ولكنها تركز أيضا على ان الجميع بذلوا أقصى ما يستطيعون للنجاح في مهماتهم. وتحمل التأكيد على الجانب الإيجابي والاعتراف بالأخطاء في الجانب السلبي. والتعهد على بذل مزيد من الجهد لمزيد من التحسين. . .، في هذه البلاد التي يعتبر فيها اللاعب مهما بذل من جهد وسكب من عرق في الميدان لفوز بلاده ولكنه لم يتجاوب بمشاعره وأحاسيسه مع النشيد الوطني يعتبر من البعض ناقص الوطنية!!!
لكن هناك من يتآمرون على الوطن ولا تهمهم الوطنية في شيء والا فكيف نفسر ان قادة الجيش السوداني من الكيزان مثل البرهان لم يقوموا منذ ثلاث سنوات بالإدلاء بتصريح واحد يعترفون فيه بفشلهم ولو جزئيا في الجوانب الموكولة اليهم واهمها الجانب الأمني، والذي يعتمد عليه الجانب الاقتصادي بصورة كبيرة، ولان شجاعتهم تخونهم فيقومون برمي اللوم على الجانب المدني ومن ذلك فقط نجد تصريح الفريق البرهان " والذي نشر في 10/12/2020م بفشل حكومة حمدوك "فشلت في تحقيق طموح الجماهير" "مضى عام على تكوين مجالس الفترة الانتقالية (مجلس السيادة والوزراء)، وقد عجزت عن تحقيق طموحات وتطلعات جماهير ثورة ديسمبر المجيد"... أن "معاناة المواطنين ازدادت".!!!
ثم زاد الفريق عبد الفتاح البرهان الامر كيل بعير من السوء فلوح في شهر فبراير 2021م بتشكيل "حكومة طوارئ"، برئاسة عبد الله حمدوك، رئيس الحكومة الانتقالية الراهنة. قائلا إنه «لا يملك خيارا سوى الخروج للشعب واطلاعه بيانا على الفشل في التوافق على تشكيل الحكومة، والتلويح باحتمال تشكيل حكومة طوارئ برئاسة عبد الله حمدوك في حال عدم التزام الشركاء بتكوين الحكومة بسرعة"!!!
أما أخر طلعاته الجوية "الفارغة" فما نسب اليه من قول بأنه سيتقدم باستقالته بمجرد انتهاء فترة رئاسته للمجلس السيادي
من الاعجب انه قبلها بيومين ذكر الفريق اول ياسر العطا بان المجلس العسكري مستعد للتنحي عن السلطة متى ما طلبته منه الحاضنة السياسية ذلك!!! الا يذكركم ذلك بقول البشير المخلوع "سأتنحى متى ما طلب مني الشعب ذلك"!!!
كذلك هناك من يتآمرون في الخفاء؛
كمثال إن اختفاء الفريق أول الكباشي هذه الأيام عن الإعلام هو نذير شر مستطير ولعل ما اشيع عن هروب ستة من المعتقلين بخصوص انقلاب الإنقاذ 1989م هو أحد نتائج تدبيرات او مؤامرات الكباشي.
على كل الجميع يعلم أنه لم يحدث في تاريخ السودان ان قبل عسكري التنحي عن السلطة؛ ما عدا المرحوم عبد الرحمن سوار الذهب وهو امر يحفظه له التاريخ رغم كل التحفظات!!!
إن الدغمسة و "اللغوسة" التي تقوم بها لجنة البشير الامنية إبتداء من زين العابدين وكل "اللابدين" امثال ابن عوف، الفريق أول ركن عمر زين العابدين،الفريق أول جلال الدين الشيخ،الفريق هاشم عبد المطلب أحمد، الفريق ركن ياسر عبد الرحمن حسن العطا ، اللواء مهندس بحري إبراهيم جابر ، هم في حالة تآمر مستمر وحلقة وصل ما بين كبار الانقاذيين بالسجون او الهاربين في تركيا ومابين الدولة العميقة بالداخل. انهم حلقات شريرة لا تريد الخير للسودان بل هم وراء كل الفساد والسيولة الامنية وهم حماة لمهربي الذهب وليس ادل على ذلك من البلاغ الذي فتحه مدير الطيران أحمد أبوشعيرة ضد رئيس هيئة الجمارك الفريق شرطة بشير الطاهر. ولعل التحريضات التي قام بها الضابط العقيد المتحدث في فيديو في أحد المتاريس توضح ملخص الشر الذي يريده العسكر الكيزان للسودان أي الخراب، فأقل ما يقال عن ذلك الضابط انه قليل الأدب وخاصة في اللفظ الذي ذكره عن والدته، ثم هو يخاطب شباب في عمر أولاده، وغير منضبط مهنيا ومخالف لقوانين الخدمة لأنه يعمل بسيارته كسائق تاكسي، بل إنه عديم الوطنية إذا قورن بمدربي منتخبات الكرة الفرنسية والألمانية.
أنشد محمد الحسن سالم (حميد)
"نادوس
الحال وراك كيفن تسر باقيلك انتي بلاك في زين
ما تهشم ابريق الرضا خنست نسيمات السمح
والبسمه زي حبه قمح
لفحا وطفر طيرآ كتر
أورث عصافيري الضنى يبس غناها مع الفجر
هطل على الشجر الهموم وشاشات نهارات العنا
**
"نادوس يا فجر القصائد اندلق
ما حك جلدك مثل ظفرك فأنطلق
انا شرحنا لك صدرك أو شرخنا فأنعتق
يا أنت يا كل الذين لأجل خاطرهم طهوت غداه عقم زهور كلم لتنفتق
غضبآ يؤرق موقديه كورته
رجمآ لكل من تنازل أو تخاذل
أو تشاعر أو تداعر
أو تهاون أو تخاون أو تعاون
ضد فتحك أو أتاني ليسترق
تربت يداك…
تبت يدا كل الذين تغامزوا
وتهامزو وتلامزو
وتقززو وتلذذو
من فيه جرحك يا وطن" .
wadrawda@hotmail.fr