ميكرفونات المساجد !
د. زهير السراج
8 July, 2021
8 July, 2021
مناظير
manazzeer@yahoo.com
* كتبت عدة مرات خاصة خلال العهد البائد عن استخدام مكبرات الصوت في المساجد في غير رفع الآذان، كإذاعة الصلوات والخطب والندوات إلخ ، خاصة تلك التي يديرها مستجدو الدين الذين يعتقدون جهلاً أنهم بذلك يحببون الناس في الدين ويكسبون الأجر ومحبة الله، بينما هم في حقيقة الأمر يكسبون إثماً، ويتسببون في بغض الناس لهم والنفور منهم، فهنالك من يكون مريضاً ويحتاج الى الراحة والنوم، وهنالك من يكون مشغولاً في أمر من أمور الدنيا، مما يعد إثماً على من يفرض عليه الاستماع الى القرآن والأحاديث والخطب الدينية في وقت لا يكون فيه مهيأ أو مستعداً لذلك، ولقد أمر الله سبحانه وتعالى بالاستماع الى القرآن عند قراءته والانصات والطاعة، فكيف لمن كان مريضاً في حاجة الى الراحة، أو من كان مشغولاً في أمر من أمور الدنيا أن يستمع وينصت ويطيع، ولو أراد ذلك لذهب الى المسجد!
* كما أن الصلاة تحتاج الى الهدوء والسكينة والطمأنينة والخشوع، حتى تقر في النفس ويتحقق المقصد منها في طاعة الله وكسب رضائه واكتساب الأجر، عكس ما يحدث عندما يشوش على المصلين صوت المكبرات العالية ويبدد السكون والهدوء والخشوع، فضلاً على فرضها على من لا يكون مهيأ لها أو الذي يؤديها في مكان آخر ، مسجداً كان او منزلاً أو مستشفى ..إلخ، ولقد أمر القرآن بعدم الجهر في الصلاة وعدم كتمانها كما جاء في الآية الكريمة (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها، وابتغ بين ذلك سبيلا)ـ الآية 110 سورة الاسراء ــ الامر الذي يمكن ان يتحقق باستخدام مكبرات الصوت الداخلية التي لا يتعدى صوتها حدود المسجد والمصلين، وليس باستخدام مكبرات الصوت التي تتجاوز حدود المساجد وتخرم آذان الناس وتفرض عليهم الاستماع للصلاة والخطب الدينية والندوات التي يتعمد الجهلاء والمهووسون اذاعتها عبر الميكرفونات وهم يعتقدون انهم يرضون الله ويكسبون الأجر!
* ولقد دعا القرآن الى الهدوء والتضرع عند الدعاء كما جاء في سورة الأعراف، الآية 55: " وادعو ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين)، والآية 205 من نفس السورة : " وأذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال"، وجاء في الآية 3 من سورة مريم: " ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا"، وفى الحديث الشريف: " إنكم لا تدعون أصًما ولا غائبا"، وذلك حتى يحدث الاطمئنان والهدوء المطلوب ويحس الشخص بالراحة والطمأنينة والاقتراب من الله وهو يدعوه تضرعاً وخيفة، وليس (رفع الصوت والجعير والاعتداء على الغير، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أمر بالخشوع والهدوء في الصلاة والدعاء، فمن باب أولى أن ينسحب ذلك على الدروس والخطب الدينية فلا تتعدى حدود الذين يمؤونها وتفرض على غيرهم، ومن الغريب أن بعض المساجد تذيع الصلوات والخطب الدينية بمكبرات الصوت بعد صلاة الفجر، ولا أدري لمن توجه هذه الصلوات والخطب، وما الهدف منها، كما ان بعض المساجد التي تقع بالقرب من المستشفيات لا تتورع عن ارتكاب هذا الفعل المنكر وكأنها تتعمد اقلاق راحة المرضى وزيادة معاناتهم!
* ومن المؤسف ان تتحول الكثير من المساجد الى منابر لممارسة السياسة، والعمل في غير ما أنشئت من أجله في التقرب الى الله ونشر الدين الحنيف، وأصبحت مكاناً للشتيمة والاساءة للناس والتهريج والسخرية والإضحاك، وغير ذلك من النماذج المزرية التي نراها في الكثير من المساجد التي صارت مقصداً للمتعطلين والمتبطلين والباحثين عن الاثارة والمتعة والاستماع للغث والرخيص من القول بدلاً عن القرآن والحديث والقول الحسن والهداية والاصلاح والرشاد.
* كل ذلك وغيره مما يستدعي التدخل العاجل من السلطات ووزارة الأوقاف لإيقاف هذه الممارسات الخاطئة، وسن قانون ولوائح صارمة تقصر استخدام المساجد على الأغراض الدينية المعروفة فقط، وتمنع منعاً باتاً استخدام مكبرات الصوت خارج حدود المسجد الا في رفع الآذان، كما فعلت عدة دول على رأسها السعودية التي أصدرت قراراً في شهر مايو الماضي بقصر استخدام مكبرات الصوت على رفع الآذان والإقامة، وفرضت عقوبات صارمة على كل من يخالف ذلك، ولقد حان الوقت لضبط مساجدنا وعودتها الى الله وإيقاف المهرجين والمهووسين عند حدهم، وحماية الناس من جهلهم وأذاهم!
manazzeer@yahoo.com
* كتبت عدة مرات خاصة خلال العهد البائد عن استخدام مكبرات الصوت في المساجد في غير رفع الآذان، كإذاعة الصلوات والخطب والندوات إلخ ، خاصة تلك التي يديرها مستجدو الدين الذين يعتقدون جهلاً أنهم بذلك يحببون الناس في الدين ويكسبون الأجر ومحبة الله، بينما هم في حقيقة الأمر يكسبون إثماً، ويتسببون في بغض الناس لهم والنفور منهم، فهنالك من يكون مريضاً ويحتاج الى الراحة والنوم، وهنالك من يكون مشغولاً في أمر من أمور الدنيا، مما يعد إثماً على من يفرض عليه الاستماع الى القرآن والأحاديث والخطب الدينية في وقت لا يكون فيه مهيأ أو مستعداً لذلك، ولقد أمر الله سبحانه وتعالى بالاستماع الى القرآن عند قراءته والانصات والطاعة، فكيف لمن كان مريضاً في حاجة الى الراحة، أو من كان مشغولاً في أمر من أمور الدنيا أن يستمع وينصت ويطيع، ولو أراد ذلك لذهب الى المسجد!
* كما أن الصلاة تحتاج الى الهدوء والسكينة والطمأنينة والخشوع، حتى تقر في النفس ويتحقق المقصد منها في طاعة الله وكسب رضائه واكتساب الأجر، عكس ما يحدث عندما يشوش على المصلين صوت المكبرات العالية ويبدد السكون والهدوء والخشوع، فضلاً على فرضها على من لا يكون مهيأ لها أو الذي يؤديها في مكان آخر ، مسجداً كان او منزلاً أو مستشفى ..إلخ، ولقد أمر القرآن بعدم الجهر في الصلاة وعدم كتمانها كما جاء في الآية الكريمة (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها، وابتغ بين ذلك سبيلا)ـ الآية 110 سورة الاسراء ــ الامر الذي يمكن ان يتحقق باستخدام مكبرات الصوت الداخلية التي لا يتعدى صوتها حدود المسجد والمصلين، وليس باستخدام مكبرات الصوت التي تتجاوز حدود المساجد وتخرم آذان الناس وتفرض عليهم الاستماع للصلاة والخطب الدينية والندوات التي يتعمد الجهلاء والمهووسون اذاعتها عبر الميكرفونات وهم يعتقدون انهم يرضون الله ويكسبون الأجر!
* ولقد دعا القرآن الى الهدوء والتضرع عند الدعاء كما جاء في سورة الأعراف، الآية 55: " وادعو ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين)، والآية 205 من نفس السورة : " وأذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال"، وجاء في الآية 3 من سورة مريم: " ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا"، وفى الحديث الشريف: " إنكم لا تدعون أصًما ولا غائبا"، وذلك حتى يحدث الاطمئنان والهدوء المطلوب ويحس الشخص بالراحة والطمأنينة والاقتراب من الله وهو يدعوه تضرعاً وخيفة، وليس (رفع الصوت والجعير والاعتداء على الغير، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أمر بالخشوع والهدوء في الصلاة والدعاء، فمن باب أولى أن ينسحب ذلك على الدروس والخطب الدينية فلا تتعدى حدود الذين يمؤونها وتفرض على غيرهم، ومن الغريب أن بعض المساجد تذيع الصلوات والخطب الدينية بمكبرات الصوت بعد صلاة الفجر، ولا أدري لمن توجه هذه الصلوات والخطب، وما الهدف منها، كما ان بعض المساجد التي تقع بالقرب من المستشفيات لا تتورع عن ارتكاب هذا الفعل المنكر وكأنها تتعمد اقلاق راحة المرضى وزيادة معاناتهم!
* ومن المؤسف ان تتحول الكثير من المساجد الى منابر لممارسة السياسة، والعمل في غير ما أنشئت من أجله في التقرب الى الله ونشر الدين الحنيف، وأصبحت مكاناً للشتيمة والاساءة للناس والتهريج والسخرية والإضحاك، وغير ذلك من النماذج المزرية التي نراها في الكثير من المساجد التي صارت مقصداً للمتعطلين والمتبطلين والباحثين عن الاثارة والمتعة والاستماع للغث والرخيص من القول بدلاً عن القرآن والحديث والقول الحسن والهداية والاصلاح والرشاد.
* كل ذلك وغيره مما يستدعي التدخل العاجل من السلطات ووزارة الأوقاف لإيقاف هذه الممارسات الخاطئة، وسن قانون ولوائح صارمة تقصر استخدام المساجد على الأغراض الدينية المعروفة فقط، وتمنع منعاً باتاً استخدام مكبرات الصوت خارج حدود المسجد الا في رفع الآذان، كما فعلت عدة دول على رأسها السعودية التي أصدرت قراراً في شهر مايو الماضي بقصر استخدام مكبرات الصوت على رفع الآذان والإقامة، وفرضت عقوبات صارمة على كل من يخالف ذلك، ولقد حان الوقت لضبط مساجدنا وعودتها الى الله وإيقاف المهرجين والمهووسين عند حدهم، وحماية الناس من جهلهم وأذاهم!