لا خروج من المأزق الراهن الا بذهاب اللجنة الامنية من المجلس العسكري

 


 

 

اقولها للعسكري عبدالفتاح البرهان؛ انا وبكل تواضع احمل درجتي دكتوراه احداهن في العلوم السياسية ولي ثمانية كتب منشورة اغلبها في الجانب السياسي ولا اجد في نفسي ما يدفعني للادعاء بأنني أفهم في السياسة أكثر من افقر سارح بالبهم في خلا البطانة او زارع للموز في الانقسنا او اجير لحش التمر في مناطق الإقليم الشمالي!!! فما بالك إذا وجدت أمامي من بلغ المائة عام من العمر ومازال "يتفلسف" في السياسة وعلم الاجتماع مثل إدغار موران!
كتب الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي إدغار موران كتابه المنهج من 6 أجزاء في حوالي 2500 صفحة، وقد حذر في مقابلة مع قناة الاخبار الفرنسية من مغبة الانحرافات الاستبدادية فقال " ليس لدينا الوعي الكافي بأننا نسير نحو الهاوية" ودعي الشباب الى "الوقوف الى جانب كل القوى الإيجابية ومحاربة كل قوى الدمار".
عند احتفاله ببلوغه المائة عام في 08/07/2021م أصدر كتابه "دروس لقرن من الحياة" ومما جاء فيه من نصائح "قاوم كل أشكال الهيمنة" ولمقاومة الهيمنة يقترح "مبدأ العمل الذي لا يأمر بل ينظم ولا يتلاعب بل يتواصل ولا يوجه بل ينعش"!!!
نعم لا استطيع ادعاء الفهم في السياسة أكثر من الاخرين وانا اجد مثل الفيلسوف إدغار موران الحاصل على درجة علمية في القانون والجغرافية التاريخية والذي انتخب استاذا باحثا دون ان يكتب اطروحة دكتوراه و اقترح على اليونسكو- منظمة الثقافة والعلوم كتاب "المعارف السبعة اللازمة للتربية في المستقبل" ، يقول عن نفسه " ..انني مثل شجرة تحمل الريح بذورها التي سوف تسقط أحيانا في الصحاري او سوف تنبت في بعض الاحيان بعيدا جداَ عن ها هنا"!!!
ذلك ما كان من شأني وشأن الفيلسوف ادغار موران أي اننا استوعبنا معنى ما قاله الامام الشافعي رض الله عنه "كلما أدّبني الدهر أراني نقص عقلي وكلما ازددت علما زادني علما بجهلي"، كتب د. مصطفي محمود "كان أينشتين يقول.. كلما ازددت علماً، ازداد إحساسي بجهلي. وهذه بداية العلم الحقيقي.. العلم الذي يورث الأدب مع الله". ففهمنا معنى التواضع ورفض الهيمنة أي كان مصدرها!!!
أما اصحاب الرؤوس الفارغة التي تحدث كثير من الضوضاء فتشوش على الاذان مثل ذلك البرهان الذي لم يجد انه حقق في حياته شيء يذكر سوى إنه أصيب ست مرات في حياته العسكرية الممتدة منذ واحد واربعين سنة، فقال "عملت في الجيش 41 عاما في كل أصقاع السودان ومصاب 6 إصابات"، ويخجل ان يقول بأن تلك الست إصابات كانت في معارك ضد ابناء السودان أنفسهم!!! وقبلها لا يجد سوى القول بأن أباه قد رأى في المنام بأن ابنه سيصبح من قادة البلد!!! إذن تلك الست اصابات وحلم ابيه تجعل منه موهوما بأنه مؤهلا ليرأس السودان وبانه وصي على الجيش وان الجيش وصي على السودان " “جنود الجيش هم أوصياء على البلاد، الجيش وصي وأي شخص يقول غير ذلك ليأتي بجهة أخرى تحمي البلاد. الجيش وصي على البلاد وهو الحارس والأمين”.!!!
من المؤكد ايضا أن اصحاب العقول الفارغة هم في حالة عدم رضى دائم او زعل!!! زعل البرهان هو من فصيلة زعل ذلك "الملكي" الذي حياه البرهان تحية عسكرية وهو يلبس بذلة عسكرية - دي زعلتني انا دا ابن العسكري وحفيد العسكري-، نعم زعل البرهان "الغبيان" من شاكلة زعل "رئيسه" السيسي القائل" لما اجيء عاوز اخرجكم من العوز واخليكم امة ذات شأن بفضل الله سبحانه وتعالى وتعملوا هاشتاق ارحل يا سيسي ازعل ولا ما ازعل في دي ازعل"!!!
زعل البرهان المرة الاولى عندما قام وزبانيته بفض الاعتصام وصمد الشعب ضد العنف فأعلن في 04/06/2019 "وقف التفاوض مع قوى الحرية والتغيير- قائدة الحراك الشعبي-، ...، وإلغاء كل الاتفاقات السابقة معها...وأن المجلس سيقوم بترتيبات لتشكيل حكومة تسيير مهام لتنفيذ مهام الفترة الانتقالية"!!!
ثم استمر في حالة زعل لأن كل مؤامراته التي يمكن ان تبرر اعلان حالة الطوارئ وحل الحكومة المدنية واعلان حكومة عسكرية فشلت -الفتنة القبلية في بورت سودان، ثم كسلا، ثم خشم القربة، السيولة الامنية، النقرز، الانقلابات الوهمية، قفل الميناء وقفل طريق العقبة...الخ-!!!
فلم يجد بدّ من أن يزداد زعلاَ على زعل عندما قال السيد محمد الفكي " إن جلوس المدنيين مع المكون العسكري خصم من رصيدهم النضالي"!!! فأنتفخ زعلاَ معلناً " لا حل للأزمة مع المدنيين إلا بحل الحكومة الحالية"!!! وقال كذلك "سنغير هذه البلاد، وعقلية الناس الذين يريدون استغلال الشعب السوداني، وعقلية من يريدون التلاعب وسوق الناس عمياناً" !!!
لعل العناية الالهية جعلت البرهان "الغبيان" يدين نفسه بنفسه ويشد انشوطة الحبل حول رقبته فيقول دون ان يدري معنى ما يقول "الناس كلهم أصبحوا واعين ومفتحين، ويعرفون مَن هو الحريص على الانتقال والتحول الديمقراطي"!!!
مرة اخيرة لا أجد في نفسي الى ان ادعو البرهان لقراءة مقالي المنشور بتاريخ 05/11/2012م ضد طغمة الانقاذ والمخلوع البشير بعنوان "شكر الله سعيكم" وازيد هنا فأقول لا خروج من المأزق الراهن الا بذهاب اللجنة الأمنية من المجلس العسكري وخاصة الكباشي والبرهان.

wadrawda@hotmail.fr

 

آراء