أم المعتقلين السودانيين ليست من ضمن قائمة المفرج عنهم

 


 

بشرى أحمد علي
21 February, 2022

 

ذهبت العديد من الأسر وهي في صحبة المحامين لتتفقد ذويها المعتقلين الذين خرجوا من سجون الانقلاب ، فكان من بين الحضور الأم والأخت والزوجة والأبناء والمعارف ، كانت المعلومات عن المعتقلين أو المُفرج عنهم شحيحة ، فلم تحتاط السلطات لهذا الإجراء المباغت بعد أن نما لعلمها زيارة خبير حقوق الإنسان المكلف بالتقصي عن الوضع في السودان ، ولذلك تم ترتيب البيت على عجل، وقد كان الإنقلابيون في سباق مع الزمن لرسم صورة وردية عن حقوق الإنسان ، لذلك لم يتم توزيع المفرج عنهم حسب مناطق سكنهم او مكان اعتقالهم كما جرت العادة ، كما لم يتم التواصل مع أسرهم واطلاعهم بالمستجدات، كانت الأسر السودانية كأنها افاقت من عاصفة (تسونامي ) حيث كانت الامور ضبابية ومعقدة ، فلم يخرج من المعتقلين سوى 40 من أصل أكثر الف معتقل ومفقود ، واليوم تم إعتقال أكثر من هذا العدد حتى يتم تعويض الفارق ، وهذا أسلوب طالما مارسته إسرائيل في حق الفلسطينيين، حيث تطلق سراح عشرة لتعتقل مائة.
ضبابية مشهد إطلاق سراح السجناء اليوم نابعة من تعدد الأجهزة الأمنية التي كانت تنفذ حملة الإعتقالات ، ويدير السجون السرية للإنقلابيين جهاز المخابرات ، وهو أحد ذيول الحركة الإسلامية التي أعادها الفريق البرهان ، وهذا الجهاز قام بتفعيل بطاقة نظام البشير وبالنسبة له أن الإعتقالات هي نوع من أخذ الثار والإنتقام ، وكذلك هناك السجون السرية لقوات الدعم السريع وهي لا تخضع لأي رقابة قانونية وتتم فيها ممارسة التعذيب والقتل ، أما الحركات المسلحة ، فقد كانت تقتل المعارضين وتلقي بجثثهم في مناطق نائية بعد سلب أغراضهم الشخصية ..
فالشعب السوداني أمام كارثة أسوأ من التسونامي ..
ومن بين المفرج عنهم اليوم غاب إسم أم الأسرى ، الأستاذة /سليمي المحامية والتي تسكن حي العمدة جنوب ، فقد تم إعتقالهاً ليلاً بواسطة قوات خاصة امام أفراد أسرتها ، لم يُسمح لها بأخذ أدويتها أو التواصل مع ذويها ، وقف افراد أسرتها امام محاجر الشرطة وهم يطالعون الوجوه التي تخرج لعلهم يطالعونها تخرج من السجن الذي وصفه أكثر الذين خرجوا : بأن الداخل له مفقود والخارج منه مولود.
لذلك تبدل أمل السودانيين من التحول نحو حلم الحرية والرخاء ليجدوا أنفسهم أمام طوابير الإنتظار بين بوابات السجون ومراكز الشرطة وهم يبحثون عن احبائهم ، ولن ننسى المشارح والمستشفيات، فالشعب السوداني يراوح مكانه بين شهيد وجريح وسجين، فقد تحول السجن لسجن كبير ، لكن الأمل لم ولن يموت ، وسوف ينتصرون السودانيون على هذا التسونامي مهما طال أمد الإنتظار.

 

آراء