في سِياق الانْتِقَال الديمُقراطِي: الانْتِخَابات فِي السُودان تِحتاج للدَعم الدُولي (5/5)
د. سَامِي عبد الحليم سَعيد
25 February, 2022
25 February, 2022
خامساً: التمويل و الدعم الفني
في اطار التفكير الاستراتيجي، من المهم الوضع في الاعتبار، ان الانتخابات في السودان تأتي في سياق بناء الديمقراطية و السلام و الاستقرار السياسي في السودان و ذلك لان للانتخابات أهداف اخرى بجانب الاهداف السياسية. و في السياق الانتقالي الذي يمر به السودان، و كما تم ذكره في مقال سابق، للانتخابات تداعيات اجتماعية و امنية خطيرة على الاستقرار السياسي و الاجتماعي في السودان. و بالتالي لا يتصور ان تقوم انتخابات حرة و نزيهة، في سياق التحول الديمقراطي في السودان، قبل ان يتم انجاز توافق سياسي حول الدستور الانتقالي و كذلك النظام الانتخابي. بجانب ذلك، من المهم أن يتم بناء النظام الانتخابي في سياق بناء الديمقراطية، و بموجب اعتراف دولي و بالتعاون مع الامم المتحدة و الاتحاد الافريقي. تاتي أهمية الاعتراف الدولي بالانتخابات السودانية في ظل التحول الديمقراطي، في انها تفتح المجال للدعم اللوجستي و الفني و حشد الدعم الدولي للانتخابات. هذه ثلاث موضوعات، لاهميتها سأحاول مناقشتها بصورة مقتضبة في هذا المقال.
ما هو النظام الانتخابي الذي ستتم الانتخابات في ظله؟
من الواضح انه الاجابة على السؤال أعلاه، غير واضحة، بسبب غياب الاتفاق السياسي. نصت الوثيقة الدستورية على أنه يتطلب إجراء انتخابات عامة عند نهاية المرحلة الانتقالية ، ولكن الوثيقة الدستورية لم تنص على وجه التحديد النظام الانتخابي الذي سيتم اعتماده. قد يتوقع البعض إجراء انتخابات رئاسية مباشرة بينما قد يتوقعها البعض الاخر ان تكون برلمانية، او مختلطة. و لان عملية الانتقال السياسي قد تم تصميمها بحيث تنجز العديد من المهام، من بينها الاصلاح التشريعي و المؤسسي، و اجراء العديد من الاصلاحات الدستورية ، يمكن أن نتوقع أن تؤثر عملية الإصلاح الدستوري على المواقع الدستورية في الدولة و شكل الحكومة و المؤسسات التشريعية التي سيتم انتخابها.
لقد جاءت اتفاقية جوبا لسلام السودان الموقعة في اكتوبر 2020، بالعديد من المبادئ الدستورية الجديدة الخاصة باقتسام السلطة، و التي توثر بالضرورة على شكل الحكومة، و بالضرورة تؤثر على النظام الانتخابي. لقد اقترحت الاتفاقية تطبيق النظام الاقليمي في اطار النظام الفيدرالي، و لكن الاتفاقية لم تحدد الطبيعة الدستورية للنظام الاقليمي المقترح، و لم تحدد الاتفاقية، و لا الوثيقة الدستورية مستويات الحكم في الاطار الفيدرالي الجديد، و كيفية اختيار المسؤلين في تلك المستويات من الحكم في السودان. و كان من المتوقع ان تنجز الحكومة الانتقالية مؤتمرا للحكم خلال ستة اشهر بعد توقيع اتفاقية السلام، الا ان ذلك لم يحدث في الموعد المحدد. بالضرورة ان تحديد طبيعة النظام الانتخابي يساعد بصورة مباشرة في تحديد عدد، و رسم حدود الدوائر الانتخابية. ان هذه التحديات مهمة للغاية في التفكير الاستباقي في التحضير للانتخابات.
تمويل العملية الانتخابية:
ليس من السهل تحديد التكلفة الكلية للعملية الانتخابية، بدون تحديد النظام الانتخابي، او قبل ايجاد المؤسسة المعنية بادارة الانتخابات. و لكن بحسب التجارب الانتخابية في الظروف الانتقالية، من المتوقع أن تكون التكاليف كبيرة ، و ذلك بسبب انها تؤسس النظام الانتخابي من جديد، على عكس تكلفة الانتخابات في الديمقراطيات المستقرة، و التي يكون فيها النظام الانتخابي قد تم تاسيسه في زمن سابق.
ان العمليات الانتخابية في الديمقراطية الجديدة، تتضمن بجانب التكاليف الاساسية للعملية الانتخابية. تكاليف التعداد السكاني، و تكاليف الترتيبات الامنية للانتخابات. و تكون غالبا هذه التكاليف عالية جدا، و ليس في مستطاع السلطات الانتقالية في تلك البلدان توفير تلك الاموال من موازنتها الوطنية المحدودة. و برغم ذلك، يظل على الحكومة الانتقالية ان توفر تلك الاموال من مواردها الوطنية و بحشد الدعم الدولي لتمويل الانتخابات العامة. و لان الانتخابات هي التزام سياسي في المقام الاول، يجب انجازه خلال الفترة الانتقالية، يمكن للحكومة الالتزام بحصتها التمويلية، قبل الاتصال بالشركاء و الداعمين للحصول على المساعدة الدولية ، إذا كان ذلك مطلوبًا.
و بمناقشة تحديد موعد للانتخابات في السودان، او القطع بامكانية انعقادها في يوليو 2023، يجب الوضع في الاعتبار انه هناك محددات موضوعية – اذا توفرت - تجعل تلك الانتخابات ممكنة في ذلك التاريخ او غيره. و في خاتمة القول، من المهم القول ان اقامة الانتخابات العامة في السودان، يجب ان يكون في اطار التفكير الاستراتيجي في بناء الديمقراطية و السلام في السودان، ان إغفال هذا الاعتبار في تنظيم عملية الانتخابات في السودان في الارجح ان يتسبب في المزيد من الاضطراب السياسي، و ربما تعميق ازمة النزاع المسلح في السودان. إن الانتخابات الحرة النزيهة هي الطريق الامثل للسودانين لتبادل السلطة بصورة سلمية، و كذلك تساعد الانتخابات السلمية النزيهة بصورة مباشرة في بناء الوحدة الوطنية، و تحد من العنف السياسي بين السلطة الحاكمة و المواطنين او بعضهم، كما تساعد على الاستقرار و تسارع مستويات التنمية الاقتصادية. و بالتالي لا يجب ان تتم معالجة مسالة الانتخابية على اساس انها عملية شكلية لاستكمال الترتيبات السياسية لصالح مجموعة و اقصاء مجموعات اجتماعية و سياسية، و لكن يجب النظر اليها دائما على انها عملية استراتيجية في بناء سلام و ديمقراطية السودان.
advosami@hotmail.com
////////////////////////
فلاديمير لينين وفلاديمير بوتين .. بقلم: محمد كاس
الاتحاد السوفييتي هو حزمة من الجمهوريات السوفيتية التي تتبنى الإشتراكية ومعنى كلمة (سوفيت) باللغة الروسية بمعنى الكيان الذي يربط بين الناس يشتركون في الفكرة او الثقافة او الأرض او التاريخ و الاتحاد السوفيتي عبارة عن دولة شيوعية نقية خالية من الترسبات و الايدلوجيات الأخرى و تأسست في ديسمبر من عام 1922م، بعد الحرب العالمية الأولى وجاءت فكرة تكوينه ونشأته لِمجموعة من التغيرات السياسية التي الحقت الضعف في الهينمة الروسية وخاصة إبان الثورة الروسية التي بدأت عام 1927م وتحولت بعد ذلك إلى حروب ذات طابع أهلي استمرت لأكثر من ثلاث سنوات أي منذ 1918 -1921م. والاتحاد السوفيتي هو ولد من رحم خمس عشرة دولة تتمثل في :روسيا/ وأوكرانيا/ وجورجيا/وأذربيجان/ وأوزباكستان وتركمانستان/ وفيرغيزستان/ وطاجيكستان/ ولاتفيا، وليتوانيا/ واستونيا، وملدوفا وروسيا البيضاء/ وأرمينيا/أوزبكستان. وكانت روسيا أكبر هذه الدول وهي المؤسسة لهذا الاتحاد أي إنها الوريث الشرعي له وهناك عدد من دويلات صغيرة ذات الاعتراف المحدود داخل أراضي الاتحاد السوفيتي انزاك وهي تتمثل في (ترانسنيستريا)التي تقع في شرق مولدوفا و(أبخازيا) و (أوسيتيا الجنوبية) في شمال جورجيا و(قرة باغ) في جنوب غرب أذربيجان. وبعد مرور عدة سنوات من انهيار الاتحاد السوفيتي أعلنت جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية في أقصى شرق أوكرانيا الاستقلال وهما الدولتان اللتا يشهدان الحروب وهما قد يكونان السبب الرئيسي في اندلاع الحرب العالمية الثالثة وكل هذه الدول غير المعترف بها باستثناء قرة باغ تعتمد على الدعم الروسي المسلح والمساعدات المالية تم دمج قرة باغ مع أرمينيا، التي تحافظ أيضًا على تعاون وثيق مع روسيا. قبل ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا في مارس 2014، وهو أمر غير معترف به من قبل معظم البلدان، أعلنت لفترة وجيزة نفسها دولة مستقلة بدعم و مساندة من روسيا ومن هنا أمريكا صب جل أعمالها لسقوط التحالف السوفيتي وبدأت في كيفية انهيار الاتحاد السوفيتي سقوط الاتحاد السوفيتي بايادي أمريكية خالصة بل حتى الحقت السقوط بحلفاء السوفيتي حيث بدأت بالحرب الباردة
لان الاتحاد السوفيتي يشكل تحدي كبير في الأمن الأمريكي ومصدر قلق على الصعيد الدولي وأمريكا بدأت في تطوير اسلحتها لمجابهة الاتحاد وجهزت كل أنواع الأسلحة الفتاكة والدمار الشامل وغواصات حربية عالية التدريب ووتيرة الحرب اشتدت في الستينات و السبعينات القرن الماضي بين أمريكا ودول الاتحاد السوفيتي وتم وصفه بالاتحاد الشر من قبل أمريكا و الإمبراطورية الشريرة ومن ثم بدأت أمريكا بتدمير القوة النووية السوفيتية من خلال تدمير الصواريخ السوفيتية ودمرو الاقتصاد السوفيتي من خلال عزل الاتحاد السوفيتي عن بقية الاقتصاد العالمي وخفض أسعار النفط إلى أدنى مستوى وهذه الأعمال كانت سبباً في انهيار الاتحاد السوفيتي شتمل الاتحاد السوفيتي على العديد من التنوع في تركيبها اللغوية والثقافية وكثير من هذه التنوع و التعدد لم تتفق مع بعضها البعض، وقد قاد هذا الاختلاف له دوافع عرقية وبدأ العديد من الحلفاء السوفيتيين بالانقسام على أساس أصولهم العرقية والقبلية مما أدى إلى تكوين كتل وانقسامات في أوكرانيا وبيلاروس ودول عدة وهكذا بدأ الانسحاب والاستقلال عن الاتحاد السوفيتي، وبالتالي ضعفت القوة المركزية للاتحاد السوفيتي، وفي مطلع عام 1991م كانت نهاية الاتحاد السوفيتي وبداية شرارة الحرب الروسية الاوكرانيا سيتحول أمريكا لدعم أوكرانيا ويحذر حلفائها من التعاون مع الروس وبالمقابل يحذر حلفاء الروس بأن لا يتعاونوا مع الروس ويبدأ حروبات لا حمل عقباه وجوهرية المشكله تكمن في الهينمة السياسية للأراضي والموارد و السيادة على الدول و الأقاليم والمكتب السياسي ل فلاديمير لينين و جوزيف ستالين وكل المفكرين الذين وضعوا اللبنات الأساسية للشيوعية لديهم مفهوم الحكم يتجسد في الهيمنة على رؤس الدول و الأقاليم والموارد و التسلط على الجميع بقوة السلاح او زعزعة الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي بالرغم من الاختلاف والاتفاق معهم في كثيرآ من القضايا متعلقة بالتحرر والاستقلال وليس الاستغلال وشن هجوم صباح اليوم على أوكرانيا من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو تطبيق لمشروعية أفكار فلاديمير لينين.
Email :mohamedkass01@gmail.com
//////////////////////////
في اطار التفكير الاستراتيجي، من المهم الوضع في الاعتبار، ان الانتخابات في السودان تأتي في سياق بناء الديمقراطية و السلام و الاستقرار السياسي في السودان و ذلك لان للانتخابات أهداف اخرى بجانب الاهداف السياسية. و في السياق الانتقالي الذي يمر به السودان، و كما تم ذكره في مقال سابق، للانتخابات تداعيات اجتماعية و امنية خطيرة على الاستقرار السياسي و الاجتماعي في السودان. و بالتالي لا يتصور ان تقوم انتخابات حرة و نزيهة، في سياق التحول الديمقراطي في السودان، قبل ان يتم انجاز توافق سياسي حول الدستور الانتقالي و كذلك النظام الانتخابي. بجانب ذلك، من المهم أن يتم بناء النظام الانتخابي في سياق بناء الديمقراطية، و بموجب اعتراف دولي و بالتعاون مع الامم المتحدة و الاتحاد الافريقي. تاتي أهمية الاعتراف الدولي بالانتخابات السودانية في ظل التحول الديمقراطي، في انها تفتح المجال للدعم اللوجستي و الفني و حشد الدعم الدولي للانتخابات. هذه ثلاث موضوعات، لاهميتها سأحاول مناقشتها بصورة مقتضبة في هذا المقال.
ما هو النظام الانتخابي الذي ستتم الانتخابات في ظله؟
من الواضح انه الاجابة على السؤال أعلاه، غير واضحة، بسبب غياب الاتفاق السياسي. نصت الوثيقة الدستورية على أنه يتطلب إجراء انتخابات عامة عند نهاية المرحلة الانتقالية ، ولكن الوثيقة الدستورية لم تنص على وجه التحديد النظام الانتخابي الذي سيتم اعتماده. قد يتوقع البعض إجراء انتخابات رئاسية مباشرة بينما قد يتوقعها البعض الاخر ان تكون برلمانية، او مختلطة. و لان عملية الانتقال السياسي قد تم تصميمها بحيث تنجز العديد من المهام، من بينها الاصلاح التشريعي و المؤسسي، و اجراء العديد من الاصلاحات الدستورية ، يمكن أن نتوقع أن تؤثر عملية الإصلاح الدستوري على المواقع الدستورية في الدولة و شكل الحكومة و المؤسسات التشريعية التي سيتم انتخابها.
لقد جاءت اتفاقية جوبا لسلام السودان الموقعة في اكتوبر 2020، بالعديد من المبادئ الدستورية الجديدة الخاصة باقتسام السلطة، و التي توثر بالضرورة على شكل الحكومة، و بالضرورة تؤثر على النظام الانتخابي. لقد اقترحت الاتفاقية تطبيق النظام الاقليمي في اطار النظام الفيدرالي، و لكن الاتفاقية لم تحدد الطبيعة الدستورية للنظام الاقليمي المقترح، و لم تحدد الاتفاقية، و لا الوثيقة الدستورية مستويات الحكم في الاطار الفيدرالي الجديد، و كيفية اختيار المسؤلين في تلك المستويات من الحكم في السودان. و كان من المتوقع ان تنجز الحكومة الانتقالية مؤتمرا للحكم خلال ستة اشهر بعد توقيع اتفاقية السلام، الا ان ذلك لم يحدث في الموعد المحدد. بالضرورة ان تحديد طبيعة النظام الانتخابي يساعد بصورة مباشرة في تحديد عدد، و رسم حدود الدوائر الانتخابية. ان هذه التحديات مهمة للغاية في التفكير الاستباقي في التحضير للانتخابات.
تمويل العملية الانتخابية:
ليس من السهل تحديد التكلفة الكلية للعملية الانتخابية، بدون تحديد النظام الانتخابي، او قبل ايجاد المؤسسة المعنية بادارة الانتخابات. و لكن بحسب التجارب الانتخابية في الظروف الانتقالية، من المتوقع أن تكون التكاليف كبيرة ، و ذلك بسبب انها تؤسس النظام الانتخابي من جديد، على عكس تكلفة الانتخابات في الديمقراطيات المستقرة، و التي يكون فيها النظام الانتخابي قد تم تاسيسه في زمن سابق.
ان العمليات الانتخابية في الديمقراطية الجديدة، تتضمن بجانب التكاليف الاساسية للعملية الانتخابية. تكاليف التعداد السكاني، و تكاليف الترتيبات الامنية للانتخابات. و تكون غالبا هذه التكاليف عالية جدا، و ليس في مستطاع السلطات الانتقالية في تلك البلدان توفير تلك الاموال من موازنتها الوطنية المحدودة. و برغم ذلك، يظل على الحكومة الانتقالية ان توفر تلك الاموال من مواردها الوطنية و بحشد الدعم الدولي لتمويل الانتخابات العامة. و لان الانتخابات هي التزام سياسي في المقام الاول، يجب انجازه خلال الفترة الانتقالية، يمكن للحكومة الالتزام بحصتها التمويلية، قبل الاتصال بالشركاء و الداعمين للحصول على المساعدة الدولية ، إذا كان ذلك مطلوبًا.
و بمناقشة تحديد موعد للانتخابات في السودان، او القطع بامكانية انعقادها في يوليو 2023، يجب الوضع في الاعتبار انه هناك محددات موضوعية – اذا توفرت - تجعل تلك الانتخابات ممكنة في ذلك التاريخ او غيره. و في خاتمة القول، من المهم القول ان اقامة الانتخابات العامة في السودان، يجب ان يكون في اطار التفكير الاستراتيجي في بناء الديمقراطية و السلام في السودان، ان إغفال هذا الاعتبار في تنظيم عملية الانتخابات في السودان في الارجح ان يتسبب في المزيد من الاضطراب السياسي، و ربما تعميق ازمة النزاع المسلح في السودان. إن الانتخابات الحرة النزيهة هي الطريق الامثل للسودانين لتبادل السلطة بصورة سلمية، و كذلك تساعد الانتخابات السلمية النزيهة بصورة مباشرة في بناء الوحدة الوطنية، و تحد من العنف السياسي بين السلطة الحاكمة و المواطنين او بعضهم، كما تساعد على الاستقرار و تسارع مستويات التنمية الاقتصادية. و بالتالي لا يجب ان تتم معالجة مسالة الانتخابية على اساس انها عملية شكلية لاستكمال الترتيبات السياسية لصالح مجموعة و اقصاء مجموعات اجتماعية و سياسية، و لكن يجب النظر اليها دائما على انها عملية استراتيجية في بناء سلام و ديمقراطية السودان.
advosami@hotmail.com
////////////////////////
فلاديمير لينين وفلاديمير بوتين .. بقلم: محمد كاس
الاتحاد السوفييتي هو حزمة من الجمهوريات السوفيتية التي تتبنى الإشتراكية ومعنى كلمة (سوفيت) باللغة الروسية بمعنى الكيان الذي يربط بين الناس يشتركون في الفكرة او الثقافة او الأرض او التاريخ و الاتحاد السوفيتي عبارة عن دولة شيوعية نقية خالية من الترسبات و الايدلوجيات الأخرى و تأسست في ديسمبر من عام 1922م، بعد الحرب العالمية الأولى وجاءت فكرة تكوينه ونشأته لِمجموعة من التغيرات السياسية التي الحقت الضعف في الهينمة الروسية وخاصة إبان الثورة الروسية التي بدأت عام 1927م وتحولت بعد ذلك إلى حروب ذات طابع أهلي استمرت لأكثر من ثلاث سنوات أي منذ 1918 -1921م. والاتحاد السوفيتي هو ولد من رحم خمس عشرة دولة تتمثل في :روسيا/ وأوكرانيا/ وجورجيا/وأذربيجان/ وأوزباكستان وتركمانستان/ وفيرغيزستان/ وطاجيكستان/ ولاتفيا، وليتوانيا/ واستونيا، وملدوفا وروسيا البيضاء/ وأرمينيا/أوزبكستان. وكانت روسيا أكبر هذه الدول وهي المؤسسة لهذا الاتحاد أي إنها الوريث الشرعي له وهناك عدد من دويلات صغيرة ذات الاعتراف المحدود داخل أراضي الاتحاد السوفيتي انزاك وهي تتمثل في (ترانسنيستريا)التي تقع في شرق مولدوفا و(أبخازيا) و (أوسيتيا الجنوبية) في شمال جورجيا و(قرة باغ) في جنوب غرب أذربيجان. وبعد مرور عدة سنوات من انهيار الاتحاد السوفيتي أعلنت جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية في أقصى شرق أوكرانيا الاستقلال وهما الدولتان اللتا يشهدان الحروب وهما قد يكونان السبب الرئيسي في اندلاع الحرب العالمية الثالثة وكل هذه الدول غير المعترف بها باستثناء قرة باغ تعتمد على الدعم الروسي المسلح والمساعدات المالية تم دمج قرة باغ مع أرمينيا، التي تحافظ أيضًا على تعاون وثيق مع روسيا. قبل ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا في مارس 2014، وهو أمر غير معترف به من قبل معظم البلدان، أعلنت لفترة وجيزة نفسها دولة مستقلة بدعم و مساندة من روسيا ومن هنا أمريكا صب جل أعمالها لسقوط التحالف السوفيتي وبدأت في كيفية انهيار الاتحاد السوفيتي سقوط الاتحاد السوفيتي بايادي أمريكية خالصة بل حتى الحقت السقوط بحلفاء السوفيتي حيث بدأت بالحرب الباردة
لان الاتحاد السوفيتي يشكل تحدي كبير في الأمن الأمريكي ومصدر قلق على الصعيد الدولي وأمريكا بدأت في تطوير اسلحتها لمجابهة الاتحاد وجهزت كل أنواع الأسلحة الفتاكة والدمار الشامل وغواصات حربية عالية التدريب ووتيرة الحرب اشتدت في الستينات و السبعينات القرن الماضي بين أمريكا ودول الاتحاد السوفيتي وتم وصفه بالاتحاد الشر من قبل أمريكا و الإمبراطورية الشريرة ومن ثم بدأت أمريكا بتدمير القوة النووية السوفيتية من خلال تدمير الصواريخ السوفيتية ودمرو الاقتصاد السوفيتي من خلال عزل الاتحاد السوفيتي عن بقية الاقتصاد العالمي وخفض أسعار النفط إلى أدنى مستوى وهذه الأعمال كانت سبباً في انهيار الاتحاد السوفيتي شتمل الاتحاد السوفيتي على العديد من التنوع في تركيبها اللغوية والثقافية وكثير من هذه التنوع و التعدد لم تتفق مع بعضها البعض، وقد قاد هذا الاختلاف له دوافع عرقية وبدأ العديد من الحلفاء السوفيتيين بالانقسام على أساس أصولهم العرقية والقبلية مما أدى إلى تكوين كتل وانقسامات في أوكرانيا وبيلاروس ودول عدة وهكذا بدأ الانسحاب والاستقلال عن الاتحاد السوفيتي، وبالتالي ضعفت القوة المركزية للاتحاد السوفيتي، وفي مطلع عام 1991م كانت نهاية الاتحاد السوفيتي وبداية شرارة الحرب الروسية الاوكرانيا سيتحول أمريكا لدعم أوكرانيا ويحذر حلفائها من التعاون مع الروس وبالمقابل يحذر حلفاء الروس بأن لا يتعاونوا مع الروس ويبدأ حروبات لا حمل عقباه وجوهرية المشكله تكمن في الهينمة السياسية للأراضي والموارد و السيادة على الدول و الأقاليم والمكتب السياسي ل فلاديمير لينين و جوزيف ستالين وكل المفكرين الذين وضعوا اللبنات الأساسية للشيوعية لديهم مفهوم الحكم يتجسد في الهيمنة على رؤس الدول و الأقاليم والموارد و التسلط على الجميع بقوة السلاح او زعزعة الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي بالرغم من الاختلاف والاتفاق معهم في كثيرآ من القضايا متعلقة بالتحرر والاستقلال وليس الاستغلال وشن هجوم صباح اليوم على أوكرانيا من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو تطبيق لمشروعية أفكار فلاديمير لينين.
Email :mohamedkass01@gmail.com
//////////////////////////