تصفير العداد
عثمان ميرغني
9 March, 2022
9 March, 2022
حديث المدينة
لن يستطيع أحد مهما كان موقعه رفيعاً، لا البرهان ولا دقلو، أن يقنع الشعب السوداني في هذا الظرف بأن البلاد تسير في طريق آمن يمكن أن يفضي إلى وضع مستقر.. على النقيض تماماً يبدو حال البلد الآن مثل مريض يرفض العلاج فيزداد الألم والداء.. حتى يصل المرحلة التي لا يجدي فيها الدواء..
يجب مواجهة الحقائق بمنتهى الشجاعة، الإصرار على الاحتفاظ بالكراسي رغم أنف كل شيء لن يطيل عمراً ولن يخلد منصباً، فالتاريخ محتشد بعبر السالفين القدامى والمعاصرين الذين راهنوا على "كرسي لا يبلى" حتى جاءهم القدر من حيث لا يحتسبون..
وقبل أيام انتشر في الوسائط شهادة عيان لما قاله الرئيس المخلوع البشير للشيخ خليفة أمير دولة قطر السابق، وكيف أن البشير وصف فكرة التخلي عن الحكم بـ"الغباء"، وحينما سأله المذيع أين هذا الرئيس العربي الآن، وكان يتحفظ في بداية القصة عن ذكر الاسم، رد عليه (في السجن)!!
التاريخ يخلد أصحاب القرارات التاريخية التي تغير مصائر الأوطان و تلهم الشعوب وتطفر بهم في مسار النهضة.. والآن الفرصة متاحة – ربما لوقت قصير جداً- للحكام العسكريين اليوم في السودان أن يخلدوا أسماءهم في التاريخ بالقرارات الشجاعة التي تعيد مسار البلاد في طريق الانتقال نحو الديموقراطية.. الأمر لا يحتاج إلا إلى شجاعة توكل على الله..
للأسف كل ساعة تمر، تعني مريضاً يموت في أحد المشافي لانهيار الخدمات الصحية، وتعني آلاف الأطفال يقفون على قارعة الطريق غير قادرين على ركوب قطار التعليم المزمجر الذي يدهس أحلام الفقراء في وقت بات فيه مجرد الوصول الى المدرسة والعودة استثماراً مالياً لا يقدر عليه غالبية الأسر السودانية..
كل ساعة تمر تعني أماً تموت في الولادة، وشاباً يغرق في البحر الأبيض المتوسط في رحلة الموت هرباً من سوء الحال إلى حتفه..
بل وأكثر من ذلك، كل ساعة تمر تعني ضياع فرص الاستثمار وجذب رؤوس الأموال الأجنبية لاستنهاض مواردنا الناهدة التي نخشى أن نعيدها كما هي يوم القيامة لمن أنعم بها علينا..
ليت رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان يدرك أن الوضع ما بات يحتمل التردد، وليس حلاً أن يلقي باللائمة على المكون المدني كونه متشظياً متعاركاً ومشتتاً، فهو الآن الذي يملك القلم ويستطيع تقرير مصير البلاد..
مطلوب اتخاذ القرارات الشجاعة اليوم قبل الغد..
لن يستطيع أحد مهما كان موقعه رفيعاً، لا البرهان ولا دقلو، أن يقنع الشعب السوداني في هذا الظرف بأن البلاد تسير في طريق آمن يمكن أن يفضي إلى وضع مستقر.. على النقيض تماماً يبدو حال البلد الآن مثل مريض يرفض العلاج فيزداد الألم والداء.. حتى يصل المرحلة التي لا يجدي فيها الدواء..
يجب مواجهة الحقائق بمنتهى الشجاعة، الإصرار على الاحتفاظ بالكراسي رغم أنف كل شيء لن يطيل عمراً ولن يخلد منصباً، فالتاريخ محتشد بعبر السالفين القدامى والمعاصرين الذين راهنوا على "كرسي لا يبلى" حتى جاءهم القدر من حيث لا يحتسبون..
وقبل أيام انتشر في الوسائط شهادة عيان لما قاله الرئيس المخلوع البشير للشيخ خليفة أمير دولة قطر السابق، وكيف أن البشير وصف فكرة التخلي عن الحكم بـ"الغباء"، وحينما سأله المذيع أين هذا الرئيس العربي الآن، وكان يتحفظ في بداية القصة عن ذكر الاسم، رد عليه (في السجن)!!
التاريخ يخلد أصحاب القرارات التاريخية التي تغير مصائر الأوطان و تلهم الشعوب وتطفر بهم في مسار النهضة.. والآن الفرصة متاحة – ربما لوقت قصير جداً- للحكام العسكريين اليوم في السودان أن يخلدوا أسماءهم في التاريخ بالقرارات الشجاعة التي تعيد مسار البلاد في طريق الانتقال نحو الديموقراطية.. الأمر لا يحتاج إلا إلى شجاعة توكل على الله..
للأسف كل ساعة تمر، تعني مريضاً يموت في أحد المشافي لانهيار الخدمات الصحية، وتعني آلاف الأطفال يقفون على قارعة الطريق غير قادرين على ركوب قطار التعليم المزمجر الذي يدهس أحلام الفقراء في وقت بات فيه مجرد الوصول الى المدرسة والعودة استثماراً مالياً لا يقدر عليه غالبية الأسر السودانية..
كل ساعة تمر تعني أماً تموت في الولادة، وشاباً يغرق في البحر الأبيض المتوسط في رحلة الموت هرباً من سوء الحال إلى حتفه..
بل وأكثر من ذلك، كل ساعة تمر تعني ضياع فرص الاستثمار وجذب رؤوس الأموال الأجنبية لاستنهاض مواردنا الناهدة التي نخشى أن نعيدها كما هي يوم القيامة لمن أنعم بها علينا..
ليت رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان يدرك أن الوضع ما بات يحتمل التردد، وليس حلاً أن يلقي باللائمة على المكون المدني كونه متشظياً متعاركاً ومشتتاً، فهو الآن الذي يملك القلم ويستطيع تقرير مصير البلاد..
مطلوب اتخاذ القرارات الشجاعة اليوم قبل الغد..