البرهان .. إختشي
عز الدين صغيرون
19 March, 2022
19 March, 2022
رئيس دولة – والقائد الأعلى والعام لجيشها وشرطييها وجهاز أمنها – منهارة، تغرق في الفوضى، وفي طريقها للتفكك، بعد أن استباحت قواتها المشتركة البلاد تمارس نهب المواطنين وسرقتهم، وتستولي على ممتلكاتهم، وتغتصب الحرائر في رابعة النهار بكل جرأة، في مجموعات مسلحة وبزيها الرسمي، بالسيارات الحكومية المتحركة، وفي المرتكزات الأمنية، بل وتقتحم منازل الناس لتنهبها.
وتنتشر الفيديوهات التي توثق وتفضح عمليات النهب المسلح والسرقة في شوارع العاصمة العامة، بينما رئيس الدولة قائد كل القوى المسلحة. ونائبه، الذي يملك هو أيضاً جيشه الخاص الذي لا يخضع لسلطة رئيسه، منهمكان في حركة دائبة بين عواصم بعينها تدعمهما وتعينهما على شعبهما الثائر ضدهما وثورته !.
رئيس مثل هذا الرئيس، وفي موقف مثل هذا الموقف، وتأتيك الأخبار بأنه وبكل "قوة عين" "قدم مقترحاً للفرقاء في جنوب السودان، لحل أزمة الترتيبات الأمنية التي كادت تؤدي إلى حرب جديدة بين الأطراف الموقعة على اتفاق السلام".
تقرأ الخبر فلا تدري بأي صفة يمكنك أن تصف الرجل !.
دعك من منصبه "السيادي" الذي يجعله قائداً أعلى لكل مؤسسات الدولة بما فيها أجهزتها الأمنية وغير الأمنية جانباً.
- كيف يرضى كـ"قائد عام" للقوات المسلحة أن توازيها قوات مسلحة أخرى لا تخضع لسلطته ولا لسلطة الدولة، دع عنك أن هذه القوة عبارة عن مليشيا فيها أجانب، خليط بين الصبية الأحداث والأميون (على غرار قائدهم ونائبه). نشأت خارج الجسم الشرعي للقوات المسلحة، وبعقيدة قتالية مختلفة، تدين فيها بالولاء لقائدها، ولا علاقة لها بالدستور الذي يقسم على حمايته كل طالب حربي عند التخرج من الكلية الحربية ؟.
- وكيف يسمح بوجود مليشيات مسلحة في المدن، وهي التي تدين بالولاء لقادتها، وتجاهر بخطابها العنصري وتمارس تهديد الأمن في قلب العاصمة وفي أطراف السودان وداخل حدوده الغربية ؟.
* أي قائد عسكري يسمح بمثل هذا التهاون والتشنيع بالمؤسسة التي يعتز ويفاخر بها وبالانتماء إليها، ويرضى لها الهوان؟.
* أي قائد عسكري هذا الذي تسمح له مروءته ورجولته ونخوته السودانية، بل أين شرف الجندية وحرائر وطنه تُغتصب، ولا تتحرك فيه شعرة من حمية ؟.
* كيف جاز له أن يلوِّث تاريخ القوات المسلحة الناصع ويغض الطرف عن شرف نساء بلده المنتهك، بينما سلفه من العسكر السودانيين حموا شرف الليبيات في الحرب العالمية الثانية بشهادة الليبيين أنفسهم ؟.
كل هذا كوم.
أما أن تقول الأخبار "إن رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قدم مقترحاً لإنشاء قاعدة مدمجة للفصائل الأمنية والعسكرية إلى جانب الشرطية لحل الأزمة بين سلفاكير ومشار، بشأن ملف الترتيبات الأمنية"
فكوم آخر.
لا يثير السخرية والتعجب، بقدر ما يثير الشفقة على هذا الرئيس ومن هم حوله من جنرالات ومدنيين فقدوا تماماً كل صلة بالواقع والعقل.
ولكن يبقى السؤال معلقاً: ماذا فعلت أنت بملف الترتيبات الأمنية عندك، خاصة وأن الحالة الأمنية في جوبا عاصمة دولة الجنوب لم تصل فوضاها وتكلفتها ما وصلت إليه في عاصمتك، أيها الرئيس والقائد العام لكل الأجهزة الأمنية والعسكرية والشرطية (هل نضيف إليها كتائب الظل ؟)
صحيح : الإختشو ماتوا. ويبدو أنهم قضوا منذ ثلاثة عقود مع مجيء التتار المتأسلمين، وتركوا لنا "حتربهم" في قعر الكاس.
izzeddin9@gmail.com
/////////////////////////
وتنتشر الفيديوهات التي توثق وتفضح عمليات النهب المسلح والسرقة في شوارع العاصمة العامة، بينما رئيس الدولة قائد كل القوى المسلحة. ونائبه، الذي يملك هو أيضاً جيشه الخاص الذي لا يخضع لسلطة رئيسه، منهمكان في حركة دائبة بين عواصم بعينها تدعمهما وتعينهما على شعبهما الثائر ضدهما وثورته !.
رئيس مثل هذا الرئيس، وفي موقف مثل هذا الموقف، وتأتيك الأخبار بأنه وبكل "قوة عين" "قدم مقترحاً للفرقاء في جنوب السودان، لحل أزمة الترتيبات الأمنية التي كادت تؤدي إلى حرب جديدة بين الأطراف الموقعة على اتفاق السلام".
تقرأ الخبر فلا تدري بأي صفة يمكنك أن تصف الرجل !.
دعك من منصبه "السيادي" الذي يجعله قائداً أعلى لكل مؤسسات الدولة بما فيها أجهزتها الأمنية وغير الأمنية جانباً.
- كيف يرضى كـ"قائد عام" للقوات المسلحة أن توازيها قوات مسلحة أخرى لا تخضع لسلطته ولا لسلطة الدولة، دع عنك أن هذه القوة عبارة عن مليشيا فيها أجانب، خليط بين الصبية الأحداث والأميون (على غرار قائدهم ونائبه). نشأت خارج الجسم الشرعي للقوات المسلحة، وبعقيدة قتالية مختلفة، تدين فيها بالولاء لقائدها، ولا علاقة لها بالدستور الذي يقسم على حمايته كل طالب حربي عند التخرج من الكلية الحربية ؟.
- وكيف يسمح بوجود مليشيات مسلحة في المدن، وهي التي تدين بالولاء لقادتها، وتجاهر بخطابها العنصري وتمارس تهديد الأمن في قلب العاصمة وفي أطراف السودان وداخل حدوده الغربية ؟.
* أي قائد عسكري يسمح بمثل هذا التهاون والتشنيع بالمؤسسة التي يعتز ويفاخر بها وبالانتماء إليها، ويرضى لها الهوان؟.
* أي قائد عسكري هذا الذي تسمح له مروءته ورجولته ونخوته السودانية، بل أين شرف الجندية وحرائر وطنه تُغتصب، ولا تتحرك فيه شعرة من حمية ؟.
* كيف جاز له أن يلوِّث تاريخ القوات المسلحة الناصع ويغض الطرف عن شرف نساء بلده المنتهك، بينما سلفه من العسكر السودانيين حموا شرف الليبيات في الحرب العالمية الثانية بشهادة الليبيين أنفسهم ؟.
كل هذا كوم.
أما أن تقول الأخبار "إن رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قدم مقترحاً لإنشاء قاعدة مدمجة للفصائل الأمنية والعسكرية إلى جانب الشرطية لحل الأزمة بين سلفاكير ومشار، بشأن ملف الترتيبات الأمنية"
فكوم آخر.
لا يثير السخرية والتعجب، بقدر ما يثير الشفقة على هذا الرئيس ومن هم حوله من جنرالات ومدنيين فقدوا تماماً كل صلة بالواقع والعقل.
ولكن يبقى السؤال معلقاً: ماذا فعلت أنت بملف الترتيبات الأمنية عندك، خاصة وأن الحالة الأمنية في جوبا عاصمة دولة الجنوب لم تصل فوضاها وتكلفتها ما وصلت إليه في عاصمتك، أيها الرئيس والقائد العام لكل الأجهزة الأمنية والعسكرية والشرطية (هل نضيف إليها كتائب الظل ؟)
صحيح : الإختشو ماتوا. ويبدو أنهم قضوا منذ ثلاثة عقود مع مجيء التتار المتأسلمين، وتركوا لنا "حتربهم" في قعر الكاس.
izzeddin9@gmail.com
/////////////////////////