مرتزقة فاغنر..جيش بوتن السري

 


 

 

بشفافية -
لو كانت وزارة الخارجية قالت أن مرتزقة فاغنر الروسية لم يعد لها وجود في السودان، كان يمكن أن يؤخذ من قولها هذا ويرد، لكن أن تنفي بالكلية وجود هؤلاء المرتزقة في الماضي والحاضر، فذلك ما تكذبه جملة من الوقائع والشواهد، اذ كانت جماعة من هؤلاء المرتزقة الذين ينشطون في تنفيذ عمليات قذرة فى عدد من الدول باسم (جيش بوتين السري)،
قد ظهروا في العاصمة السودانية الخرطوم عام 2017، وكشفت ذلك جملة من التقارير الإعلامية المصحوبة بالصور، كما رصد الثوار وعدد من المراقبين وشهود العيان ايام التظاهرات شاحنة روسية الصنع تحمل رجالا من ذوي البشرة البيضاء يرتدون الزي الأخضر المموه، تتجول في شوارع الخرطوم، وكان هدف وجودها فى السودان لدعم النظام البائد فى مواجهة الحراك الثوري الذي بدأ فى التنامي ضد النظام، اضافة الى المهمة الاخرى المنوطة بها والمتمثلة فى حراسة مناجم التعدين التي كانت تنشط فيها عدد من الشركات الروسية، هذا غير مهام تدريبية خاصة كانت تضطلع بها،
وتجدر الاشارة هنا الى ان الرئيس المخلوع البشير سبق له ان طلب الحماية من روسيا في مواجهة الولايات المتحدة ابان زيارته لروسيا ولقائه الرئيس الروسي في منتجع سوتشي على البحر الأسود، وكانت صحيفة الصيحة قد كشفت عبر تحقيق لها عن علاقة مشبوهة بين الرئيس المخلوع وهذه المجموعة، بتنازل المخلوع عن أسهم حكومة السودان في قطاع تعدين الذهب بولاية البحر الأحمر لصالح شركة ميروقولد الروسية، مخالفا بذلك الإجراءات القانونية والمحاسبية المالية الخاصة بهذا القطاع، دون توضيح الفائدة والمقابل الذي ستجنيه حكومة السودان من هذا التنازل الذي يبدو واضحا من الوثائق والمكاتبات الصادرة من وزارة المعادن الملاحقة والإلحاح من الشركة الروسية لاستعجال إنفاذ التوجيه، لإكمال تلك الصفقة المريبة بالتنازل عن نصيب حكومة السودان البالغ (30%) في مربع الامتياز A3 لصالح شركة (ميروقولد) الروسية، ومنحها أيضا رخصة لمعالجة مخلفات التعدين (الكرتة)، مخالفا بذلك النص القانوني بأن التنازل عن نصيب الحكومة لصالح الشركات أو أي جهة لا يتم بالقرارات الفوقية من الرئيس أو أي مؤسسة أخرى.
وفي مقابل ذلك تولت (فرقة التدابير الفعالة) التابعة للمجموعة مهمة حماية المخلوع وتدريب الخلايا الأمنية الموازية، ولكن بعد الثورة والاطاحة بالمخلوع تعمل المجموعة الارتزاقية بجد لتغيير جلدها وخلق علاقة بحسب بعض التقارير مع أشخاص ذوي نفوذ من قيادات الفترة الانتقالية، وتشير هذه التقارير الى أن عددا من كبار قادة فاغنر زاروا السودان سرا أكثر من مرة، على رأسهم قائدها بريغوزين الذي حط طائره بالخرطوم في منتصف يوليو 2020 وفي معيته بعض المرتزقة، والتقى خلال زيارته بأحد كبار المسؤولين، وكذلك المرتزق ديمتري يوتكين المعروف باسم ديفايتي، وآخرين، منهم من يقال ان المقام بالخرطوم طاب له فاستقر بها، هذا غير النشاط الاعلامي الدعائي الذي نشطت فيه لدرجة لفتت نظر ادارة فيسبوك فأزالت عددا من المواقع والحسابات والصفحات الترويجية المزيفة والوهمية التي عملت طوال الفترة الماضية لنشر قصص دعائية عن روسيا..ولهذا لا يخرج نفي وزارة الخارجية من أحد أمرين، اما أنها مثل الزوج المخدوع آخر من يعلم وتلك مصيبة، أو أنها تعلم ولكنها تعمد للي عنق الحقيقة والمصيبة هنا أعظم..
الجريدة

 

آراء