بالملّي جيران الوالي، أنكروا (الآيس) وستجدونه في منازلكم!!

 


 

 

احتلال اجباري .. اتنازل اليوم الخميس عن زاوية بهدوووء مستجيبا لرسالة ينبغى أن تحظى بالاهتمام لأهمية القضية والطرح والخطر الذي يتربص باجيالنا واطفالنا ومجتماتنا ككل وتحية المحبة والود والسلام يا صديقي العزيز جدا خويلد عبدالعظيم توني :
وصلت عند الخامسة من صباح الجمعة لولاية القضارف (5) كيلوجرام من الآيس ..
هذا الخبر قد لا يعني شيئ للكثيرون.. لكنه ليس كذلك وسط (المكنات).. فهذه الكمية وحسب رأي المروج صاحب البضاعة، فإنها ستعمل على (خراب السوق) .. ومحاربة الجشع ووضع حد لاستغلال المتعاطين من قبل بعض المروجين؟؟؟برضو فهم واخلاق مهنة ، حيث بلغ سعر الجرام(7000ج) قبل التعديل، حسب إفادة متعاطي سابق.. اي بواقع(3500ج) للجرعة.. حيث أن ال(100)غرام يتم تعديلها كيميائياً لتصبح 200 غرام مخفف.. وهي كمية كافية لتجاوز هذا الشهر الذي يزداد فيه الطلب.
((لكن يرى آخرون أكثر خبرة في مجال التعاطي أن (الزُمبة) جات مضروبة ومسممه وفيها شفتنا.. والجرام بدوك لي ناقص لانو الجرعة ما بتجيك من المروج مباشرة.. بتاخد ليها لفة طويييلة لحدي ماتصلك، يعني لما تستلم وتنجز بكون نصها إيتشفتن))
وفي سؤال لأحد المتعاطين.. لماذا التركيز على (الآيس) بالرغم من علمكم بمخاطره المميتة.. أجاب بأنه يأخذ فترة طويلة حتى تتم عملية (الفصل) ويعني بالفصل مرحلة التعافي من أثر الجرعة والعودة للوعي الكامل، مع مزايا أخرى (للآيس) وهو إمكانية (رفعه) والرفع مصطلح آخر يعني تناول بعض المشروبات والسجائر لإعادة رفع معدل النشوة كلما نقصت.. وقد يستمر ذلك ل(24)ساعة قبل عملية الفصل.
وفي حوار مع متعاطي سابق ذكر قائلا: الآيس مريح ياخ أفضل من الشاش والبنقو.. كيف الكلام ده، ما بتحتاج لي (طقة) دربات بس يامان.. لأنك بتكون فاقد، الشهية.. يعني عادي ممكن (4) ايام ما تطق ليك حاجة؟؟ ولو عايز تنجز مابتحتاج ميزانية كبيرة.
طيب ده كله كوم ماقاعدين تحسبوا المخاطر القانونية؟؟؟هههه ياعمك انا بعد انجز مافارقا معاي.. كلها كم شهر وبطلع.. لكن بكون سويت (الفي رأسي)، وهنا وبعد هذه العبارة المملؤة بروح التحدي.. يأتي السؤال؟؟ الشباب ديل، بتحدوا منو.. ولي شنو؟؟..
وفي إشارة للعودة بالحديث لإدارة المخدرات.. يتسأل.. بعدين ناس المخدرات ديل.. بدل يتعبوا ويخسروا مواتر وبنزين عشان يقبضوا متعاطي بي سيجارة واحدة.. ماااا يموشوا يقبضوا المروجين... وهم عارفين محلاتهم وبيوتهم.. ولو عملوا كده ما محتاجين يفتشوا المتعاطين.. يعني الحكومة تقصها من قعرها.. وبدل تساكك ليك عشرة متعاطين أقبض مروج واحد!!!! والله منطق؟ لكن وين الإمكانيات البقبضوا بيها مروج ..
طيب في بنات متعاطيات؟؟؟ البنات اكتر حاجة في التوزيع، لانو مابتفتشوا.. ولو عايز تفتش ليك بت في السوق مافي زول بخليك تصلها.. لكن ممكن يطلعن (كروز).. يعني شنو؟؟؟ يعني ينجزوا وهم لافين بي عربية مقفلة مشوار طويل.. طيب الشيرينق بتاع البنات ذي الشيرينق بتاع الاولاد.. والله ماقاعدين نحدد الحاجة دي... أي زول عندوا مهمة بقوم بيها والأمور بتمشي ..
اها والزول الجديد بدخل في وسطكم كيف؟؟؟ كدي الموضوع ده خلي يامان هههه.
رتبت الأقدار أن التقي باحدهم حيث لايجب أن نلتقي.. تبادلت معه الحديث بالرغم من انعدام الروابط والإهتمامات.. لمسببات عدة.. أولها فوارق السن.. صبي في ريعان العمر وسنواته النضيرة يرافقه صبي آخر بذات الإهتمامات تبدؤ ملامح الإلفة بينهم واضحة.. يتحدث بحذر ينبئ بتجربة تفوق عمره ..
لاحظت انه يدخن بشراهة.. تجاذبت معه الحديث، موجهاً له سؤال.. (الجابرك على الكلام ده شنو) .. وبعد أن اطمئن لشخصي.. دون خوف أو تردد، تلى على مسامعي قائمة من صنوف المخدرات.. البعض اعلمه والبعض الآخر لم يطرق مسامعي قط.. ينطق أسماء لمركبات كيميائية وأدوية بلكنة طبية وجودة لغوية عالية يتفوق فيها على بعض الصيادلة والمختصين ..
كيف لا يكون لهذا الصبي مثل هذه الخبرة المميتة .. ووارد المخدرات بولاية القضارف يكاد يوازي وارد السم سم بأسواق المحاصيل.. ففي خلال شهر واحد فقط تمكنت إدارة المخدرات بولاية القضارف من ضبط (58) جوال شاشمندي. أي بمعدل يقارب الاثنين جوال يومياً في ولاية لا يتخطى تعداد سكانها الاثنين مليون نسمة ..
لكن وبالرغم من الكميات المهولة هذه.. فمن المؤكد أن هنالك كميات موازية لها تجاوزت الرقابة وعبرت حدود الولاية أو إنتشرت داخلهاوالإنتشار مؤكد، والكميات، مؤشر كافي لتعداد نسبة المتعاطين وإن أنكر المجتمع ذلك.
كنت على إعتقاد أن مخدر (الآيس) هو مخدر يتعاطاه أبناء الطبقة البرجوازية، نسبة لكلفته العالية.. لكن الآن وبعد مقابلات أجريتها بنفسي، تأكد لي أن هذا الوحش أصبح متاح بولاية القضارف وسط الشباب والصبيان مادون ال(18)سنة ..)
حدثني احدهم بأن بعض هذه المخدرات لايتوقف أثرها على النشوة والإستمتاع.. فمنها مايمنحك إحساس القوة ومقدرة مواجهة الضواري والوحوش.. ويسهل لك مهمة إرتكاب الجرائم مهما كانت.. ويصورها لك مثلها مثل أي نقاش عادي.. أما أخطرها، فهو مايسمى (بالآيس) (والترامادول ) و(النيرڨاكس) والأخير هذا، له مهمة تعجز عن أدائها أجود المنتجات والمنشطات الجنسية.. فهو محفز للشهوة بدرجة عالية ومخيفة ، وعند تناوله يصبح المتعاطي رهن الإشارة لإشباع رغبته الجنسية وليس مهما عنده كيف تكون وسيلة الإشباع ( فاعل ام مفعول به ) وهذا حديث الصبي يتحدث به وهو ضاحكاً.. فعندما يتمكن المخدر من الجسد تتهاوى الرجولة والقيم وكافة المبادئ وضوابط التربية ..
استمر تدفق الحديث من الصبي بين أنه فخور بتجربة خطيرة تمنحه الاهتمام والتميز وسط اصدقائه .. وبين أنه نادم لامقدرة له في العودة لجادة الطريق .. فقد حدثني بألم بائن انه وقبل الإدمان كان لا يحتمل رائحة السيجار الأحمر، ولا يتعاطى اي نوع من المكيفات.. وأنه كان من المداومين للصلاة في المساجد.. ثم أعقب حديثه وهو يبتسم ابتسامة ألم .. هسي بقيت ماعارف الجامع ده من جوه كنب ولا كراسي ..
الصور المرفقة يظهر لكم منها جزء من كيفية التحضير لجلسة تعاطي وهي صور تم إلتقاطها من داخل ديوان بولاية القضارف.. ولانود تحديد الأحياء التي انتشر فيها (الآيس) فبعد أشهر فقط ستصبح الولاية مركز توزيع لكافة الولايات وسيصبح (الشاشمندي) سلعة (توشن) لايرغب فيها أحد وإن تم عرضها على ارفف البقالات والدكاكين .
السيد والي ولاية القضارف ..
أمام منزلك (مباشرة) غرفة (خرابة) تحيط بها سيارات متهالكة.. يجتمع بجانبها عدد من الشباب تجدهم يجلسون على ظهور (المواتر) والحجارة.. فهل تعلم أي شباب هؤلاء؟ انهم فتية إدارة مكافحة المخدرات..الجدار الواقي والمصد الأول للولاية من الإنهيار.
السيد والي ولاية القضارف ..
لا نود أن نحدثك عن كيف ينجزون أعمالهم، اوكيف يمر اليوم الإداري داخل هذا (المبنى المتهالك) فالحديث عن ميزانية الإدارة تحدثك به عربات الكارو وشراء المياه (بالجوز) تحدثك به السيارات (الباركة) والحواجز التي تحيط بالمبنى حماية له وتأمين.
السيد والي الولاية ..
إنتشار المخدرات وبهذا الكم سينسف اي جهد آخر تعملون عليه الآن، وترون انه اهم درجة من الإلتفات لهذه الإدارة، زيارة (جيرانك) ستجعلك اكثر إلماماً بهذه الإدارة وبأهمية العمل الذي يؤدونه.
اول خطوات المعالجة لهذه الكارثة الاجتماعية.. الإعتراف بالمشكلة، واولاها إزالة الوصمة والتعامل مع المتعاطي كفرد إيجابي في المجتمع وتقبل الإختلال الذي أصابه و إعادته مرة أخرى للدائرة التي حاد عنهاولذلك عدة طرائق أولها إنشاء مركز لمعالجة الإدمان.
خويلد عبدالعظيم توني

mido34067@gmail.com
////////////////////////

 

آراء