الانتفاضة الشعبية وأهمية المد الثوري حتى النهاية

 


 

 

 

كانت ولا تزال وسوف تظل انتفاضة شعب السودان نابعة من وجدانه وترجمة حقيقية لمعاناة امتدت ل 28 عاماً ولم تكن للقرارات الجائرة برفع الأسعار واعلان موازنة مرتدة لمن خططوا لها بل هي انتفاضة ظلت كامنة في قلوب الغالبية الصامتة والمغلوب عليها من شعبنا تنطلق بالصدق باحتجاجات وانتفاضات وعصيان مدني من أجل التغيير القادم باذن الله وكان وقودها شباب أمتنا شهداء ومصابين شرفاء وأبطالاً في سجل التاريخ طوال فترة حكم الانقاذ الوهم ، وهم جاهزون لخوض المسيرة الوطنية للنهاية المحتومة بتحقيق الهدف الموعود في الحياة الكريمة والحريات العامة وانتشال شعبنا من مؤشرات الفقر والحرمان من حقوقه المشروعة في الغذاء والتعليم والصحة والخدمات العامة والحريات ، بل فيضاً من دروس الوطنية لدول العالم وليس أدل على ذلك من من ثورة الشعب أكتوبر 1964 التي أصبحت مدرسة للشعوب المغلوب على أمرها أسموها بالربيع العربي والانتفاضة ولكنها الأكاديمية الأولى في الثورات على مستوى العالمين العربي ولأفريقي ، وطالما شعبنا صاحب الارادة القوية في جاهزية لخوض المعارك القادمة والذي يظل الرصيد الوحيد لضمان تحقيق الأمل في التغيير, 

أحسنت الأحزاب والمنظمات السودانية باصدار البيانات والنشرات من أجل الغاء القرارات الأخيرة الجائرة وتفوق الصحفيون السودانيون الشرفاء برفع الراية مع أبناء أمتهم وتفتحت لهم منابر الصحافة الالكترونية فكانت أقوالهم لهيباً هز أركان النظام ووجد الناس في الرسائل اليومية ( وابسب وغيرها ) وسيلة للتواصل وتعبيراً عن معاناة شعبنا وهو ما يسمى اليوم بالاعلام الجديد أو اعلام الشعوب ،، نعم انها صورة رائعة وحدت شعبنا على هدف واحد وهو التغيير والثبات على استمرار النضال الوطني.
لقد وضح أن مخاطبة السلطة الحاكمة أمرً لا يُجدي لأن البلاد قد اُبتليت بمسؤولين صمُ ولا يسمعون وينظرون ، لمأساة الشعب ،،،أما الرئيس فقد احاطت به شلة من الوصولين والمنافقين لتحجب عنه الحقيقة فبعُد عن شعبه مسافات طويلة وأصبح في عُزلة لمن حوله طالما هو محاط بكافة الأجهزة العسكرية التي أصبحت تحت امرته الشخصية ، الأمر الذي أدى للفلتان والترهل في اتخاذ القرارات كالذي يعلنها من داخل مكتبه بالوعود لقطع الرؤوس وآخر بالمواجهة الشرسة للمظاهرات وجهلاء في اتخاذ القرارات الاقتصادية الظالمة لشعبنا ، الأمر الذي يحتم على القوى الوطنية التحرك الجاد للتغير المنشود.
اليوم القوى المعارضة أصابها الشلل بعد أن فتحت لنفسها اختراقات لتقسيم قواها فها هي الاحزاب السودانية التقليدية التي شاخت قد انقسمت على نفسها وحتى حاملي السلاح قد فتحوا الباب لصراعات في داخلهم ، ومنظمات المجتمع المدني قد أصابها الضمور بعد حل النقابات ومنظمات الطلاب واتحادات المهنيين من محامين وأطباء واقتصاديين والرصيد المتنامي من أبناء المهجر الذين أصبحت بلادهم طاردة لهم وتلقفتهم المنظمات العالمية وعدد من الدول مستشارين وتنفيذيين ورجال اعلام متقدم وعليهم أن يجمعوا شتاتهم المعطاء في تنسيق بينهم عبر البلدان المضيفة لهم وغيرهم ،، الأمر الذي يُحتم عليهم مواكبة تطلعات شعبنا وفي أقصر وقت ممكن لا يتعدى الأسبوع لتوحيد أشلائها والعمل تحت قيادة واحدة في كل حزب أو منظمة أو تحاد يجمعها على كلمة سواء من أجل تحقيق آمال شعبنا في التغيير وأن تؤجل خلافاتها الى بعد التغيير بانتخابات في داخلها نزيهة لتحسم خلافاتها.
و لا يستغرب الصابرون والصامتون على مدى ثلاثة عقود بأن تختلف القيادات الحزبية على قيادة قوى التغيير والمعارضة لأن هذا طابعها ولكنها مرحلة تتطلب تضتفر الجهود لتوحيد جبهة عريضة تضم كل هذه المؤسسات الحزبية وغيرهالقيادة المرحلة القادمة أما الهرولة لكراسي الحكم في حالة التغيير فأمرُ يحسمه الشعب بالاختياد المناسب لكل موقع تنفيذي ووقتها سوف يصبح كرسي القيادة أو الوزارة وكأنه قنبلة تنفجر بكل منحرف أو فاسد وهو المكان الطبيعي للشرفاء لتصبح القضية ذات شقين : -
أولاً- قيادة تتولى التفاوض مع السلطة للتسليم السلمي للسلطة ولتكن بالقيادات الحالية للمعارضة بانواعها المختلفة مدنية ومسلحة بشرط ، ألا تتولى هذه القيادات أي منصب بعد التغيير ضماناً لنزاهتها واصراراها لتحقيق تطلعات شعبنا ولماذا لا تكون بقيادة الامام الصادق المهدي والمناضل علي محمود حسنين وقادة بقية الأحزاب ا ومنظمات المجتمع المدني وحكماء الأمة أمثال أبراهيم منعم منصور ومن بقوا على قيد الحياة أطال الله في أعمارهم وبلادنا زاخرة بالشرفاء.
ثانيا: أما الشق الثاني فيتمثل في وضع التصور برؤى واضحة المعالم للمرحلة القادمة بعد التغيير لانتشال شعبنا من الفقر والحرمان من الحياة الحرة الكريمة واليوم وسائل الاعلام الجديد أصبحت تجمع الاقتصاد والاعلام والأمن والصحة والتعليم وكافة الخدمات العامة والعلاقات مع دول الجوار ودول العالم أن يتقدموا بالتنسيق الجاد لتقديم رؤية مشرقة للمرحلة القادمة وأن ينسق للهذه الرؤية المشرقة الدكتور سيف الدولة حمدنالله الذي تفوق في عرضه لقضايا شعبه عبر الاعلام الالكتروني , وربما تتولى الصحيفة العامرة بادارتها الدكتور طارق الجزولي وهي صحيفة ( سودا نايل ) الالكترونية التي تفتح صفحاتها دوماً للشرفاء على الرغم من قلة الامكانات وعطاء المساهمين ) وهو أمر لايقبل التأجيل حتى لا نقع في التخبط لادارة المرحلة القادمة وربما يجمع النقاش ووضع الرؤية قيادات فكرية من أبناء السودان الشرفاء في الداخل والخارج . ولتجعل من تصورها السودان أولاً وشعبه البطل .
انها مرحلة جامعة لشعبنا انتفاضة شعبية وقيادات خالصة لوجه الله وراعية لشعبها وبالله التوفيق.

Ismail,shamseldin99@gmail,com

 

آراء