مبادرة: اتخاذ يوم ٢ يناير من كل عام، يوما العطاء والانفاق

 


 

 

أيام لها شأن!
الأيام العالمية
فهلا اتخذنا يوماً للعطاء و الإنفاق؟
مبادرة سبق نشرها،ولا امل من تكرارها،علها تجد من يسمع النداء ويستجيب.
أيام لها شأن ،أوشكتُ أن أكتبها “أيام لها إيقاع!” و لكن خشية من يرى حبلاً –ثُعباناً ،فقد ارتبطت بحسين خوجلي و برنامجه الجميل و أضعه من بين المبدعين رغم صلته الوثيقة بنظام الإنقاذ أو مايو 2. لحسين معجبون ، كما له كارهون وهم كُثر! لعل حسين خوجلي يُبرئ ساحته من الانتساب للإنقاذ و لجهاز الأمن و يعلن توبته في إطار مشروع أهلي للمصالحة و الاعتراف و للعدالة. فهو قد إعترف قبل سقوط الإنقاذ بتلقيه لحوالى 500000دولار أميركي نظير عمله تسهيلاً لمعاملات مستثمر وقد أطلق عليها عملاً له عرق! و من ضراعه ! وهي من السمسرة، وقد لا تكون مشروعة. إذ مارس ذلك العمل من غير مكتب معروف وما يتبعه من دفع للضرائب و غير ذلك من رسوم – أفلح نظامه في وضعها على المعارضين لحكمهم وأخرجوهم من أعمالهم مهما تواضعت !
و نعود لأيام الله السبع ، إذ تعارف بعض الناس من أهل الفلاح عبر هيئات و جهات وطنية أو إقليمية ودولية على إختيار يوم معلوم في مسيرة الإنسانية ليصبح عيداً للاحتفاء بذلك الشأن. لعل اليوم الأشهر هو الأول من مايو من كل عام تحتفل به النقابات و الهيئات و الدول بالعمال ، بما لهم من دور مهم في حياة الناس بجهدهم و كسبهم في أعمالهم الشاقة :من رعي للحيوان في الغفار الموحشة و أعمال الزراعة –بدءاً من نثر البذور و حتى الحصاد و أشغال التعدين و المناجم و صيد الأسماك و النظافة و غير ذلك من مهن عديدة – يتم في العالم الأول تصنيفها و تحديد ساعاتها و أجورها. و قد رأينا ما يتعرضون له من مخاطر في وقتنا الحالي ! فهم الأكثر إصابة بالكورونا. لذلك حقيق بنا الاحتفاء بالعمال.
كان لنظام مايو الحظ الأوفر في الاحتفال بالعمال حين كان لصيق الصلة بالاتحاد السوفيتي. وقد إحتفل أيضاً بيوم المرأة العالمي وقد سبق كثيراً من الأنظمة بتكريم المرأة و توظيفها في مهام كانت وقفاً للرجل مثل الجيش و الشرطة و القضاء مع الوزارة. وقد إحتفى الشعب بالرائدة عيشة حسن ! يوم الطفل و يوم الحصاد …إلخ.
تذكرتُ إسبوع الفضاء العالمي وقد مر علينا دون أن نسمع به في الرابع من أكتوبر من عام 1957 أطلق الاتحاد السوفيتي أول قمر صناعي يدور حول الأرض وقدأسموه إسبوتنيك و هي بلغة الروس تعني الشرق ! دليلاً على إنتصار الشرق على الغرب و اليوم نسمع ذات الكلمة تستخدم في تسمية لقاح الكورونا الذي أنتجته روسيا ! دلالة أخرى على إنتصار الشرق في إنتاج أول لقاح في العالم. وقد شكك الغرب في جدواه !
يحتفل العالم بأسبوع الفضاء العالمي بدءاً بالرابع من أكتوبر، تأكيداً على أهمية الفضاء للبشرية و ما نتج عن ذلك من علوم و تكنولوجيا ذات أثر في حياتنا – الإرصاد الجوي أضحى أكثر دقة، بل حتى في متابعة الأعاصير و تنبيه الغافلين إلى ضرورة أخذ الاحتياطات الضرورية للحد من أضرارها. الإرسال التلفزيوني الذي عم الكرة الأرضية و كذلك الإرسال الإذاعي و هنا لأحد مواطنينا دور مهم في منظومة أقمار صناعية و شركته العالمية التي أسماها عالم الفضاءWorld Space وهو نوح سمارة.وقد جاء في زيارة للبلاد قبل أعوام و من المدهش زيارته لأحد الصحف و مع ذلك لم يحتفَ به وبمشروعه العملاق! و من المؤسف إفلاس تلك الشركة. لسبب واحد وهو أن نوح سمارة كان محامياً و رجل أعمال ! وقد غابت عنه متغيرات العلوم و التكنولوجيا المتسارعة! كما غابت عن صديقه صلاح إدريس- فقد حكى في لقاء متلفز عقب ضربة مصنع الشفاء، حين سئل عن سر أمواله فذكر مستنكراً بإنه مساهم بعشرين مليوناً من الدولارات في شركة عالم الفضاء.لذلك علينا إدخال مستشاريات العلوم و التكنولوجيا في كافة الوزارات لمتابعة المتغيرات في عالمنا المتسارع! ولتفتي فيما يمكن أن نطلق عليه جدوى المشروع المستقبلي- مقابل دراسات الجدوى الفنية و الاقتصادية. فقد أضحى الراديو متوفراً على الموبايل و على الانترنيت، كما أن الإرسال الإذاعي بالموجات المعززة Modulated Frequency وغيرها أصبح متيسراً على نطاق المدن. وعلى كل حال ما زالت ثمار علوم و تكنولوجيا الفضاء في تنامٍ. لقد سهلت أعمال الملاحة بأجهزة الجي بي إس و المساحة ، مع إنتاج الخرائط الرقمية و الورقية و الخرائط المصورة مما يتوفر حتى على أجهزة الموبايل- خرائط قوقل المصورة (قوقل إيرث).
أحياناً يُراد من الاحتفال بيوم لنشاط ما ، تعزيزاً لذلك النشاط و نشراً له.لقد عجزنا في مجالات العلوم و التكنولوجيا ! فلا يجوز أن نعجزفي المجالات الإنسانية و الاجتماعية- إذ الفرص متاحة للإبداع و الابتكار. وهذه دعوة للتجربة،لعلها تجد من يسمع و يؤخذ بما ندعو له. وهو تخصيص يوم للاحتفال بالعطاء و الإنفاق. و ليكن في الثاني من يناير من كل عام ، مباشرة عقب الاحتفال بعيد الاستقلال، و لكن دون إجازة !
يوم للعمل و للعطاء و الإنفاق- ففي أماكن العمل يمكن للناس أن يتداعوا للعطاء في أي مجال يستحق الاهتمام ، مثل التعليم،الصحة و النظافة. وغيرها.ويمكننا أيضاً نشر ثقافة العطاء بين الأطفال، ليشبوا عليها.
من المدهش أن الغرب أكثر إنفاقاً، بل أكثر حرصاً على تعليم الأجيال القادمة لهذه القيمة الرائعة. إذ نجد الآن أكثر الناس إنفاقاً من أهل الغرب ،خصوصاً من ولايات أميركا المتحدات.(بيل قيت و بوفيت ، خير نموذج للأسوياء من البشر).
أيضاً في مناطق السكن يمكن للجار أن يهدي لجاره نموذجاً يحتذى و لنشر هذه الفضيلة بالقدوة الحسنة و السنة النبيلة و على الإعلام القيام بدوره في الترويج للإنفاق و العطاء وقصص العطاء الكبيرة! ولتخصص دور الإعلام تجمعاتها بمختلف مسمياتها – منبر، ندوة ، لقاء..إلخ لتسليط الأضواء على الإنفاق و العطاء و أضدادهما من بخل و شح. و ما لدى المجتمعات الأخرى من نماذج جيدة حيث ترى الأطفال في المدن الأوروبية و هم يحملون أوعية لجمع المال و يرتدون ملابس عليها شارات و شعارات المنظمات الطوعية أو المناسبات التي دعتهم لهذه الحملات- مثلما حدث عندما جاعت أفريقيا !
من المنظمات التي أدخلت كثيراً من الابتكارات تعزيزاً لقيمة العطاء و تشجيعاً له –إنشاء المتاجر لتلقي التبرعات العينية و عرضها للبيع مع وقف الأموال لأغراض محددة وفقاً لرغبة صاحب المال أو تلقي أموالاً غير مشروطة.
علينا ألا نبخس أعمال الكرام من مواطنينا الذين أوقفوا أفضل أموالهم لمختلف الأغراض،مثل المحسن عبد المنعم محمد، شروني، البغدادي، الشيخ مصطفى الأمين…و في وقتنا هذا خصص بعض أصحاب الأعمال شيئاً من أموالهم لمنظمات أنشأوها، مثل كمال حمزة و أنيس حجار. ويبقى محمد فتحي إبراهيم ، المعروف بمو محمد- صاحب المشروع الأكبربتخصيصه لثلاثة بلايين من الدولارات لإصلاح الحكم في أفريقيا جنوبي الصحراء، وفقاً لمؤشرات الحكم الرشيد و فلسفة تلخصها الحكمة الشعبية ” السمكة تفسد من رأسها” تشرف على إختيار الحاكم الأرشد جامعة هارفارد و تقوم عليها لجنة عليها كوفي عنان.قيمة الجائزة 5 ملايين دولار و راتب شهري مدى الحياة. ليت من يتولون الحكم الانتقالي ينتبهون لهذه الجائزة فيرشدون ! وهي خير حافز و دافع حتى لو إقتسموها بينهم- لأراحونا و أرتاحوا لبقية حياتهم. و يتجنبوا السجون-دعك من الدوافع الأخرى و نبل المقاصد. ليتهم يهتدون و يرشدون!

a.zain51@googlemail.com
////////////////////////

 

آراء