يوميات الاحتلال (26): برهان والكيزان والالاعيب القديمة

 


 

جبير بولاد
21 April, 2022

 

.. يطل علينا مشهد الجنرال و هو محاط برجال حراسته و أمنه مع بعض (الهتيفة) الجاهزون في فناء جامع الخرطوم الكبير ليذكرنا بتلك المسرحيات المعهودة التي كانت تقام للبائد البشير طوال سنوات حكمه البئيسة حتي سقط ، و من ثمة تتوالي علينا مشاهد الافطارات لأناس لم يصوموا من سفك الدماء و كل الإنتهاكات المحرمة طيلة ثلاثون عاما و ما زالت ربايبهم تفعل ذات المحرمات ، هذه المشاهد و المسرحيات انما تقرأ في خانة ما بعد إطلاق سراح قيادات الإخوان المسلمين إنعكاس ذلك علي عضويتهم المهزومة و التي اختبأت في جحورها المظلمة منتظرة اما نسيان التاريخ لها او تقية مع المجتمع الذي اجرمت في حقه .
.. الجنرال و هو كامن في وحدته و عزلته و خسرانه المبين بعد قفزة الانقلاب الظلامية اتي من ينصحه بأنعاش الشياطين المصفدة باطلاق سراحها وفق صفقة جديدة تعد في الغرف السرية و لخلق سند موازي في معادلة الانقلابيين فيما بينهم و لذلك اي مشهد الآن مشهد معاد و سمج كما كان يعد في الماضي للمخلوع ، سوف يعاد تدوير المشاهد للجنرال المخمور و هو فرح، سعيد بذلك لأنه مجبول علي كل أنواع الغباء .
.. الكيزان سوف يغرفون من ذات الالاعيب القديمة و ليس في جرابهم غيرها و هنا يبرز السؤال الأهم: هل القوي السياسية المتحالفة مع قوي الثورة و المقاومة مستعدة لهذا النزال؟ .
.. دعوني اجيبكم بكل صراحة و مثلما تكررت ألاعيب الكيزان، يتكرر ايضا خذلان القوي السياسية في رموزها لصوت و روح الثورة السودانية، من حجم الضعف الذي يعتريها سوف تتسابق في عادتها السرية لعقد الصفقات المخزية و الاتفاقيات الطاعنة في الظهر لروح الثورة الحقيقية، كيف لا و هم كلما أظهر البرهان و كيزانه تماسك كذوب اخذتهم الرجفة و شعروا بالهوان و تسارعوا لمد الايدي لحلف الشيطان .
.. ما فعله (برمة ) ليس بمستغرب و لطالما فعله الذي علمه الكلام (الصادق ) و هذه سلالة لا تنتهي عند برمة و لكن تمدد و تتمدد داخل جسم انخرته التكلسات و الديناصورات و المدجنين و رهاننا فقط علي شباب داخل هذا الجسم كانوا علي الدوام مع شارع الثورة و علي خلاف قياداتها الكئيبة ، هولاء هم الذين سوف يغيرون الحزب من داخله او يكونوا و يبنوا حزبهم الجديد وفق لمعاني الواقع السوداني الجديد .
.. بقية القوي التي لا يعرف له موقف حتي الآن واضح و صريح، يا تري ماذا يرون في خاذليهم من داخل الجسم الفضفاض المسمي ب(قحت) ، هل يعالجون الخذلان بالصمت أم العلاقات الإجتماعية ام سوف يلحقونهم متلحفين عارهم ؟؟ .
.. علي قوي الثورة الحقيقية الإستعداد بصورة اكثر تماسك و إرادة و صلابة، فالاتي يحتاج كل هذه الأدوات اكثر مما مضي مع تطوير يومي في الفكرة و المنظور و أدوات العمل .
.. أصحاب الهبوط الناعم سوف يكون هبوطهم وعر بعد هذه التطورات و الفرز الذي وصل لأعلي ذررايه و هذا بفضل جذوة الثورة المتقدة لثلاثة سنوات و يزيد و لا ساومت و لا لانت لها قناه ، ثورة روحها الطهر و العفاف و الفداء الممهور بالدم و العرق و الدموع، و عدم النسيان و هذه هي التميمة التي يجب عدم نسيانها ابدا .
.. الثورة وعي و فعل و بناء مستمر .

jebeerb@yahoo.com
///////////////////////

 

آراء