استراحة محارب

 


 

 

عندما امر الله سيدنا نوح ان يبني السفينة مرَ عليه قومه وسخروا منه، وتساءلوا.. كيف بعد أن كان يدعوهم للتوحيد و التنكر لاوثانهم التي كانوا يعبدونها أصبح نجاراً ليبني سفينة لا تجر على اليبس وترك امر الدعوة . وكانوا يمرون عليه في شكل مجموعات ويقولون نفس الكلام.
ولكن سيدنا نوح عليه السلام رد عليهم بالقول : ان تسخروا منا فأنا سوف نسخر منكم كما تسخرون..
ولا يعلم كلكل الحرب الا الذي اكتوى بنارها، فالشاب الذي أمامنا هو بطل ومحارب وصائد بمبان، وقد اختنق بسبب الكمية التي تعامل معها في ذلك اليوم، ولذلك هذه الصورة التي تدل على الشجاعة والاقدام كانت مؤلمة للانقلابيين لأنها كشفت مستوى الصمود ، سبعة اشهر والانقلاب يتعثر، تم تشكيل عدة حكومات ولكن بسبب صمود هذا النوع من الثوار تم (دك) الورق وانهارت خططهم واحلامهم ، رغم آلة الإعلام المدفوع والحرب النفسية ظلت الثورة السودانية متماسكة وقطعت الطريق على الانقلابيين وهدمت قصور أحلامهم..
فقد فقدوا احترام العالم وتخلى عنهم الحلفاء الذين طالما اوهموهم بأن ثورة الشباب وراءها المخدر تنتهي عند انتهاء المفعول، وهذا هو بالضبط ما فعلوه مع شبابهم في حرب الجنوب، اوهموهم بالدخول الي الجنة والزواج بالحور العين، وبعد أن ماتوا وصفوهم (بالفطايس)
المشهد الذي أمامنا هو صورة مكتملة من الشجاعة والاقدام، وهي قيمة لا يعرفها الذين اعترفوا بعضمة لسانهم بأن (قاشهم) مرخي، فقد سخر منهم حتى شريكهم في الحكم.

 

آراء