في البطاقة القومية اكتبوا أمام سوداني الجنسية كلمة (شهيد)

 


 

 

(1)

لا أتخيل أن أمدرمان العاصمة (القومية) أو (الوطنية) للسودان والتى غنى لها الخليل (مــن فــتــيـح للخـور للمـغـالق مــن عــلايــل ابـروف للمـزالق قـدلة يـا مـولاي حـافـي حـالق بــالطـريـق الشـاقـيـه التـرام) تبقى عاصمة للبمبان .. يموت على نفس هذه الطرق التى قال فيها الخليل (مسرح الغزلان في الحدائق ..والشوارع الغر والمضايق)..ألّا تخجلون من (ام درمانكم) تلك وانتم تجعلوها مسرحاً للرصاص وضرب النار؟
ألا تستحون؟
أليس فيكم من شجع الهلال او المريخ وخرج من دار الرياضة ام درمان عصراً وهو يغازل الناس في الطرقات كما قال بشرى الفاضل؟
ام درمان التى كانت تتعطر بكلمات علي المك وتضبط بـ(شاي) محجوب شريف وتضحك بأهداف نصرالدين عباس جكسا … ام درمان التى كتب فيها الطيب صالح ادبه وقال عنها عبدالقادر الكتيابي وهي بين المدنية والبداوة انها اضحت اشبه بالفتاة التى سقطت طرحتها (سهواً) من رأسها لتجمع بين هذا وذاك.
شوارع الاربعين والموردة ومهداوي والوادي والشنقيطي والنص في ام درمان اصبحت مرتعاً للرصاص.
يزفون لنا بعد كل موكب (شهيداً) جديداً .. ويتحدثون بعد ذلك عن السلام والعدالة والحرية يزورن الطلاب وهم في حجرات الامتحانات وهم نفسهم الذين يلاحقونهم في الطرقات.
هل تغيّر لون الدم.؟
ألم يعد (القتل) يشكل ذنباً عليكم؟
هؤلاء الذين يقتلون في طرقات ام درمان الآن لو كانوا (فراخاً) في امريكا او اندونسيا او الصومال او الاراضي العربية المحتلة لوجدوا معاملة افضل من التى يجدونها اهالي ام درمان.

(2)

نسألكم إن كان هذا هو حالكم وانتم في السلطة ان تشترطون شهادة (الشهيد) قبل استخراج الرقم الوطني.
اشترطوا لمنح الجنسية السودانية اضافة كلمة (شهيد) على البطاقة الوطنية ..فكل ابناء هذا الوطن يسيرون على هذا الطريق.
اخرهم كان الشهيد محمد خالص …شهيد اخر لا يجدون حرجاً في قتله بالرصاص وهو بجلباب الشارع (حافي حالق) في موكب سلمي لا يملك في هذه الدنيا غير حبه للوطن.
أردوه قتيلاً .. هل اصبحت (الوطنية) جريمة؟
ألم تنجبوا (الابناء)؟ ألم تخافوا عليهم من لسعات البرد ووخزات الحر ؟ ألم تقفوا على اسرّتهم وتغطوا اجسادهم هؤلاء الذين يموتون الآن بالذخيرة الحية ..ايضاً لهم اباء وأمهات وإخوان.
ألا تخافون من دعوات الامهات عليكم في الثلث الاخير من الليل؟ – عندما لا يكون هناك حجاب بين دعوات العبد وربه.
اذا كانت قيمة (الكراسي) عندكم اغلى من قيمة (الدم) يبقى لا تثريب عليكم سوف يثبت لكم الشعب السوداني سوء هذه الحسبة وسوء المنقلب.

(3)

اذا تأخرت عدالة الارض او تأخرت بعض الشيء فان عدالة السماء آتية – من الافضل لكم ان تحاسبوا هنا قبل محاسبة العلي الجبار.
انتم كيف سوف تقابلون ربكم بهذه وأيديكم ملطخة بكل هذه الدماء؟
اننا نخشى على هذا الوطن ان يؤخذ بما فعل السفهاء فيه.

(4)

بغم /
السودان في فترة حكومة الانقلاب يصدّر الماشية والذهب ويستورد الرصاص وعبوات الغاز المسيل للدموع.
وكل الطرق تؤدي (المدنية).

 

آراء