بداية أم نهاية الحوار !!
صباح محمد الحسن
9 June, 2022
9 June, 2022
أطياف -
لم تكن الحرية والتغيير (مجموعة الميثاق الوطني) والجبهة الثورية جناح جبريل، وحزب الاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الشعبي وغيرهم من الذين شاركوا في الجلسة الاولى للحوار المباشر بدعوة من الآلية الثلاثية المشتركة بين بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا (إيغاد)، لم تكن هذه المجموعات التي شاركت على خلاف مع المكون العسكري ولم تكن جزءاً من الحكومة التي اعلن البرهان انقلابه عليها ولاهي الاحزاب التي تمثل الحاضنة السياسية لحكومة الثورة السودانية، التي تم حلها عنوة من قبل المكون العسكري ، حتى تبدأ الالية الثلاثية الحوار معها.
كما ان مجموعة الميثاق لم تدخل المعتقلات ولم تنزع الحقوق نزعاً، وان جبريل لم يغادر منصبه بقرار من البرهان ، بل حرص على ان يكون جبريل وزيراً للمالية (حسب طلبه)، كما ان الازمة السياسية هي أزمة بين المكون المدني والمكون العسكري أشعل نيرانها الأخير عندما سيطر على الحكم عبر انقلاب ٢٥ اكتوبر الماضي ومزق وثيقة الحكم كعقد للشراكة كان ود لباد احد شهوده.
ومعلوم أن بعثة «يونيتامس»، أعلنت انها أسست آلية تنسيق مشتركة مع الاتحاد الإفريقي لتوحيد جهودهما والعمل معاً في إطار المساعي الدولية لحل الأزمة في السودان بين المكونين للخروج من الأزمة الراهنة باستعادة النظام الدستوري المدني، وفي الجلسة الافتتاحية قال المبعوث الأممي إلى السودان إن آلية تيسير الحوار تتضمن ترتيبات للدستور واختيار رئيس وزراء وبرنامج انتقالي وقيام الانتخابات، مضيفاً أن دور الأمم المتحدة هو تسهيل الحوار وأن الأمر متروك للسودانيين الذين هم أصحاب الأمر فيه ، لذلك يبقى السؤال للآلية ، الحوار مع من ؟ فكل المجموعة التي كانت حضوراً في الجلسة الافتتاحية ، ليس لديها خلاف مع المكون العسكري ومايجمعها به لا يستحق حواراً مباشراً او غير مباشر ففولكر الآن يبدأ حوار تسهيل ام تعسير.؟.
فعندما التقت الآلية بقائد الانقلاب كانت مجموعة الميثاق تجلس جواره على طاولة واحدة ، وجبريل يجتمع بالبرهان ضعف اجتماعات الآلية ، أضف الى أن الجميع ساهم في الاطاحة بحكومة الثورة ، وصنع هذا الواقع المرير ، اذا فولكر لا يحاور الاطراف من أجل حلول للأزمة، فولكر يحاور الازمة نفسها ، المتمثلة في هؤلاء الذين آووا ونصروا الانقلاب، فبوابة قاعة الجلسة الافتتاحية هل هي مخرج من انفاق وظلمات الأزمة ام مدخل الى أغوار أكثر ضبابية وظلمة ؟!
وجبريل( لكل زول) حضوره طاغي في كل المحافل ، فهو رجل الضوء والظلام شارك في الحكومة المحلولة وفي مجموعة الميثاق للعمل من اجل حلها، وشارك في النظام الانقلابي الذي خلق الازمة، واليوم يشارك في الحوار من أجل الخروج من الازمة ، كل هذا لم يقرأه فولكر في كتاب المشهد السياسي السوداني ويفوت على ود لباد الذي يقول انه تفاجأ بعدم حضور قوى الحرية والتغيير وان الحوار لا يمكن ان يستمر بهذه الطريقة ، فالآلية بكل ثقلها وتجاربها العالمية ان كانت تدرك بعد ان ترى فهذه كارثة وان ادركت من قبل وبدأت الحوار بهذا الشكل الأعرج فالكارثة مضاعفة.
وقبل البدء في عملية الحوار كنا قد تحدثنا عن ان فشل الآلية سيكون مضموناً لأن تجاوز قوى سياسية وثورية مؤثرة مثل قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) ولجان المقاومة والحزب الشيوعي وتجمع المهنيين السودانيين سيكون له اثره البالغ على مستقبل الحوار ونتائجه ، وان محاولة تهميش مطالب الشارع الثوري ، لن يدرك المكون العسكري أهميتها وتأثيرها الا بعد ان يواجه الفشل في كل خطوة يقفز بها على ارادة ورغبة الشعب ، و مخطيء من يظن ان المجتمع الدولي تجاوز القوى السياسية والثورية غير المشاركة المجتمع الدولي (يجرب) ان كان الحوار يمكن ان يكون بدونهم، ولكنه لن يستمر في الدعوة مجدداً للحوار بهذا الشكل ، فالذي حدث يكشف أن الآلية لاتريد حكماً مدنياً حقيقياً كما تدعي فكل الحضور يريدها عسكرية اذاً هذه الخطوة تقود الى (عسكرية بالمكشوف) وان كان هذا هو الهدف فيجب على الآلية ان تختصر عليها الوقت وان لا يرهق فولكر نفسه أكثر وان تبحث بعثته عن مهمة أخرى في اجندة أعمالها.
فبداية الحوار الذي أخذ له موقعاً ووقوفاً خطأ بين لافتتي القتل والاحتجاجات لم ولن يؤتي أكله، لطالما ان المركب التي يقودها تحمل الذئب والاسد وتحاول أن يشاركها الحمل رحلة الإبحار بالصعود في ذات المركب، هذا لا يصدقه العقل والمنطق، ولا أدري أكان على الآلية ان تعلن بداية الحوار أم نهايته .
طيف أخير
غداً ندخل مع مالك عقار ميادين الإرهاب بصفته رجل الحرب الحقيقي والسلام الزائف.
الجريدة
لم تكن الحرية والتغيير (مجموعة الميثاق الوطني) والجبهة الثورية جناح جبريل، وحزب الاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الشعبي وغيرهم من الذين شاركوا في الجلسة الاولى للحوار المباشر بدعوة من الآلية الثلاثية المشتركة بين بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا (إيغاد)، لم تكن هذه المجموعات التي شاركت على خلاف مع المكون العسكري ولم تكن جزءاً من الحكومة التي اعلن البرهان انقلابه عليها ولاهي الاحزاب التي تمثل الحاضنة السياسية لحكومة الثورة السودانية، التي تم حلها عنوة من قبل المكون العسكري ، حتى تبدأ الالية الثلاثية الحوار معها.
كما ان مجموعة الميثاق لم تدخل المعتقلات ولم تنزع الحقوق نزعاً، وان جبريل لم يغادر منصبه بقرار من البرهان ، بل حرص على ان يكون جبريل وزيراً للمالية (حسب طلبه)، كما ان الازمة السياسية هي أزمة بين المكون المدني والمكون العسكري أشعل نيرانها الأخير عندما سيطر على الحكم عبر انقلاب ٢٥ اكتوبر الماضي ومزق وثيقة الحكم كعقد للشراكة كان ود لباد احد شهوده.
ومعلوم أن بعثة «يونيتامس»، أعلنت انها أسست آلية تنسيق مشتركة مع الاتحاد الإفريقي لتوحيد جهودهما والعمل معاً في إطار المساعي الدولية لحل الأزمة في السودان بين المكونين للخروج من الأزمة الراهنة باستعادة النظام الدستوري المدني، وفي الجلسة الافتتاحية قال المبعوث الأممي إلى السودان إن آلية تيسير الحوار تتضمن ترتيبات للدستور واختيار رئيس وزراء وبرنامج انتقالي وقيام الانتخابات، مضيفاً أن دور الأمم المتحدة هو تسهيل الحوار وأن الأمر متروك للسودانيين الذين هم أصحاب الأمر فيه ، لذلك يبقى السؤال للآلية ، الحوار مع من ؟ فكل المجموعة التي كانت حضوراً في الجلسة الافتتاحية ، ليس لديها خلاف مع المكون العسكري ومايجمعها به لا يستحق حواراً مباشراً او غير مباشر ففولكر الآن يبدأ حوار تسهيل ام تعسير.؟.
فعندما التقت الآلية بقائد الانقلاب كانت مجموعة الميثاق تجلس جواره على طاولة واحدة ، وجبريل يجتمع بالبرهان ضعف اجتماعات الآلية ، أضف الى أن الجميع ساهم في الاطاحة بحكومة الثورة ، وصنع هذا الواقع المرير ، اذا فولكر لا يحاور الاطراف من أجل حلول للأزمة، فولكر يحاور الازمة نفسها ، المتمثلة في هؤلاء الذين آووا ونصروا الانقلاب، فبوابة قاعة الجلسة الافتتاحية هل هي مخرج من انفاق وظلمات الأزمة ام مدخل الى أغوار أكثر ضبابية وظلمة ؟!
وجبريل( لكل زول) حضوره طاغي في كل المحافل ، فهو رجل الضوء والظلام شارك في الحكومة المحلولة وفي مجموعة الميثاق للعمل من اجل حلها، وشارك في النظام الانقلابي الذي خلق الازمة، واليوم يشارك في الحوار من أجل الخروج من الازمة ، كل هذا لم يقرأه فولكر في كتاب المشهد السياسي السوداني ويفوت على ود لباد الذي يقول انه تفاجأ بعدم حضور قوى الحرية والتغيير وان الحوار لا يمكن ان يستمر بهذه الطريقة ، فالآلية بكل ثقلها وتجاربها العالمية ان كانت تدرك بعد ان ترى فهذه كارثة وان ادركت من قبل وبدأت الحوار بهذا الشكل الأعرج فالكارثة مضاعفة.
وقبل البدء في عملية الحوار كنا قد تحدثنا عن ان فشل الآلية سيكون مضموناً لأن تجاوز قوى سياسية وثورية مؤثرة مثل قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) ولجان المقاومة والحزب الشيوعي وتجمع المهنيين السودانيين سيكون له اثره البالغ على مستقبل الحوار ونتائجه ، وان محاولة تهميش مطالب الشارع الثوري ، لن يدرك المكون العسكري أهميتها وتأثيرها الا بعد ان يواجه الفشل في كل خطوة يقفز بها على ارادة ورغبة الشعب ، و مخطيء من يظن ان المجتمع الدولي تجاوز القوى السياسية والثورية غير المشاركة المجتمع الدولي (يجرب) ان كان الحوار يمكن ان يكون بدونهم، ولكنه لن يستمر في الدعوة مجدداً للحوار بهذا الشكل ، فالذي حدث يكشف أن الآلية لاتريد حكماً مدنياً حقيقياً كما تدعي فكل الحضور يريدها عسكرية اذاً هذه الخطوة تقود الى (عسكرية بالمكشوف) وان كان هذا هو الهدف فيجب على الآلية ان تختصر عليها الوقت وان لا يرهق فولكر نفسه أكثر وان تبحث بعثته عن مهمة أخرى في اجندة أعمالها.
فبداية الحوار الذي أخذ له موقعاً ووقوفاً خطأ بين لافتتي القتل والاحتجاجات لم ولن يؤتي أكله، لطالما ان المركب التي يقودها تحمل الذئب والاسد وتحاول أن يشاركها الحمل رحلة الإبحار بالصعود في ذات المركب، هذا لا يصدقه العقل والمنطق، ولا أدري أكان على الآلية ان تعلن بداية الحوار أم نهايته .
طيف أخير
غداً ندخل مع مالك عقار ميادين الإرهاب بصفته رجل الحرب الحقيقي والسلام الزائف.
الجريدة