وزيرة تشتكي حكومة الانقلاب !!

 


 

 

وزيرة تعمل مع الانقلاب وهي قيادية في الحركة الشعبية التي يتزعمها عضو مجلس السيادة الانقلابي مالك عقار أكدت في مؤتمر صحفي أن السلطة الانقلابية لم تعتقل أي من المتورطين في الأحداث الدامية في النيل الأزرق التي خلّفت عشرات القتلى والجرحى وآلاف النازحين..! ونحن نأخذ كلامها على محمل الجد لأنها تعمل من داخل سلطة الانقلاب؛ بل هي وزيرة الحكم الاتحادي (رغم عدم وجود مجلس وزراء) وقد ذهبت إلي تحميل السلطة الانقلابية مسؤولية النكوص عن منع هذه الأحداث قبل وقوعها بسبب التهاون والتقصير..!
ماذا تفهم من هذا..! لن تفهم شيئاً يا صديقي غير هذه الفوضى التي أطلقها الانقلاب..! إنها وزيرة الحكم الاتحادي بمعنى أنها من المسؤولين عن علاقات السلطة الإدارية الإقليمية بالمركز..كما أن رئيس حركتها عضو (مرموق) في مجلس السيادة الانقلابي..ولكنها تشكو من تعامل حكومة الانقلاب مع أحداث النيل الأزرق..والغريب أنها قالت في وقت سابق (نحن نرفض الانقلاب رفضاً قاطعاً ولكني قبلنا العمل معه منعاً للحرب) هل استطعتم بعملكم مع الانقلاب إيقاف الحرب..؟! وبالله عليك ما جدوى اتفاقية جوبا للسلام تلك التي جعلتكم تقبلون بالعمل مع الانقلاب..؟! أي اتفاقية هذه التي تجيز لكم الوقوف في صف الانقلاب ضد الحكم المدني...؟! ثم من بعد تريدين أن تكوني وزيرة ذات صلاحيات مدنية تحت سلطة انقلابية تقتل الناس في الشوارع والميادين وتعيث فسادا في أقاليم السودان وتنقل آلة الموت من دارفور إلى كردفان إلى الشرق إلى النيل الأزرق بعد الخرطوم..؟؟ أي اتفاقية سلام هذه التي تجعل قادة حركات سياسية يقومون بجولة مع قوات الدعم السريع التي يعترف قائدها الآن بأنها مليشيات ينبغي دمجها في الجيش..سواء كان حديثه هذا جاداً أم أنه مثل كلام البرهان عن العودة للثكنات..!
هذه هي الفوضى التي أطلقها الانقلاب وهذه هي الحالة التي فضحت حقيقة توجهات الحركات التي ظلت تنادي بالحكم المدني ومحاربة الشمولية وتقول إنها توجه سلاحها ضد المليشيات التي قتلت المدنيين في دارفور وكردفان والنيل الأزرق وأنها تحامي عن حقوق سكان هذه الأقاليم في الحياة..ومنذ أن شرّف قادتها العائدين الخرطوم هرعوا إلى المكوّن العسكري الذي يعمل تحت إمرة لجنة الإنقاذ الأمنية صاحبة المسؤولية الأولى والأخيرة عن محارق الأقاليم..! ثم عندما جاء الانقلاب قالوا إننا مضطرون للتعامل معه بموجب اتفاقية سلام جوبا التي أصبحت غربالاً تمر منه الريح..وأصبحوا وزراء وأعضاء سيادة بحكم الجلوس في القاعات ولكن لا سلطة لهم حتى في اختيار سائقي السيارات..دعك من أن يكونوا قائمين على استتباب السلام أو إبرام أي أمر أو نقضه حتى في المناطق التي يدعون تمثيلها..إنما هم ضمن وفد قائد الدعم السريع الذي يذهب في جولة لممارسة سلطات ليست له...ومن غير أن يكون ذهابه إلى دارفور قراراً من سلطة الانقلاب..وقد سبق أن قام بزيارات خارجية أبرم فيها ما أبرم من اتفاقيات مع دول أجنبية بغير علم رئاسة السلطة التي هو عضو فيها.. دعك من وزارة الخارجية...!!
هذه هي بركات الانقلاب..فوضى مطلقة..وسلطة متصدعة كل من فيها يتحرك وفق ما تمليه أهواؤه ومنافعه.. ووزراء وأعضاء مجلس سيادة من اجل الزينة والديكور..واتفاقية سلام تصنع الموت والحروب..وقادة حركات أعداء للحكم المدني لا يقول كلمة واحدة عن قتل المواطنين الابرياء برصاص الانقلاب..!!
أما حديث هذه السيدة الوحيد الذي يلمس جانباً من الحقيقة فهو قولها أن الإنقاذيين هم من يقف خلف هذه النزاعات الدموية بالتحريض قولاً وفعلاً.. ولكن يا سيدتي من يصدر لك قراراً بالقبض على المتورطين..؟! وما جدوى وجودك في هذه الوزارة إذا كنت ترسلين هذه الشكوى من مقاعد المتفرجين بدلاً من أن يكون موضوع شكواك هو البند الرئيسي الأول في اجتماع مجلسكم الوزاري والسيادي الطارئ..! ولكن الوزيرة تقول ليس هناك مجلس وزراء في السودان منذ قيام الانقلاب في 25 أكتوبر...!
ليس هناك مجلس وزراء ولكن رغم ذلك (هناك وزيرة)..!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء