طابور الرئاسة
عـادل عطيـة
2 August, 2022
2 August, 2022
کان سؤال الصحفي الفرنسي، للرئيس الجزائري الراحل «هواري بومدين»، هكذا: «لماذا لم تختر أحداً لمنصب نائب رئيس الجمهورية؟!»..
جاء رده سريعاً، إذ قال: «في الجزائر لا نحتاج إلى نائب رئيس، فبمجرد وفاتي أو ابعادي، ستجد الجزائريين يقفون طوابير من أجل السلطة»!
وما تزال تلك الإجابة، التي قيلت في السبعينيات من القرن الماضي، كما هي لم تتغير، كشيء من التأكيد على جاذبية السلطة، وينبطق عليهم وصف «فريدريك نيتشه»، عندما قال: «ها هم يتسلقون تمثال الدولة من كل ناحية، كالقردة»!
وفي شرقنا، بالتحديد، نرى صورة مبتكرة من هذا التسلق: فالمرشح، يعلن بأنه لن يرشح نفسه، وفي وقت لاحق، يعلن ترشيح نفسه؛ نزولاً عند رغبة الرئاسة، التي رشحته لنفسها، ولأنه لا ينافسه إلا نفسه، ولأنه ديمقراطي، فيجعل نفسه تفوز عليه، وفي النهاية، يحصل على التسعات الشهيرة، التي تقترب به من المئة في المئة، ثم نجد من يجد في ذلك: آية لمن يتضع، فيرتفع، حتى يستوي على كرسي الرئاسة!
ولكننا، ومع خبرتنا السابقة بهذه التسلقية، نجد في طوابير المرشحين، الذين يتنافسون على نوال كرسي الرئاسة، ما يدعوننا إلى خلق اللحظة العظيمة في تاريخهم الوطني، وأن نتخيل فقط ما يمكن أن يحققونه لنا في الغد، غير عارفين، أن الأمر الوحيد الذي ينبغي علينا أن نتوقعه حقاً في الأعراس الإنتخابية، هو أنها تتحدى كل توقعاتنا، إلى حد الخوف من الذين قد يقتلون أحلامنا!
إذ نادراً ما نراهم، بعد فوزهم بالكرسي، في أمامية الصورة!
ويصدموننا بما أبتكره الأمريكان، من مرض نفسي للمعارضين لسياستها، أطلقوا عليه: «اضطراب العصيان المعارض»!
هذا الافتراء، الذي تنبأ به "جورج واشنطن"، عندما قال لوالده: "تريدني أن أمتنع اطلاقاً عن الكذب؛ فكيف تريدني أن أصبح رئيساً؟!".
لقد أعطانا الملك سليمان، درساً في كيف تكون السلطة، عندما رأى في بدء حكمه، حلماً، سأله فيه الله عما يطلب، فلم يطلب: غنی، ولا عظمة، ولا طول أيام.. بل طلب، قائلاً: «اعط عبدك قلباً فهيماً لاحكم على شعبك، وأميّز بين الخير والشر؛ لأنه من يقدر أن يحكم على شعبك العظيم هذا؟»!
إن القلب الذي يحمل للقريبين من كلامه، الإجابة الصادقة المخلصة، لهو قلب قادر على إلهامنا؛ لكي ننهض، ونقول بصوت عالٍ: "نعم، أو: لا"، وإلا وجدنا أنفسنا نمتنع دائماً عن التصويت؛ لكي نُجنّب أنفسنا الشعور بالمسئولية عن أي شيء يجري في مقار الحكم والسلطة، ووجدنا آخرين، لديهم وعياً كافياً، يجب أن يُحتذى بهم في الادلاء بأصواتهم، حيث يذهبون إلى اللجان المخصصة لهم؛ ليعطوا صوتهم، رغم أنهم ماتوا منذ سنوات عدة!...
adelattiaeg@yahoo.com
جاء رده سريعاً، إذ قال: «في الجزائر لا نحتاج إلى نائب رئيس، فبمجرد وفاتي أو ابعادي، ستجد الجزائريين يقفون طوابير من أجل السلطة»!
وما تزال تلك الإجابة، التي قيلت في السبعينيات من القرن الماضي، كما هي لم تتغير، كشيء من التأكيد على جاذبية السلطة، وينبطق عليهم وصف «فريدريك نيتشه»، عندما قال: «ها هم يتسلقون تمثال الدولة من كل ناحية، كالقردة»!
وفي شرقنا، بالتحديد، نرى صورة مبتكرة من هذا التسلق: فالمرشح، يعلن بأنه لن يرشح نفسه، وفي وقت لاحق، يعلن ترشيح نفسه؛ نزولاً عند رغبة الرئاسة، التي رشحته لنفسها، ولأنه لا ينافسه إلا نفسه، ولأنه ديمقراطي، فيجعل نفسه تفوز عليه، وفي النهاية، يحصل على التسعات الشهيرة، التي تقترب به من المئة في المئة، ثم نجد من يجد في ذلك: آية لمن يتضع، فيرتفع، حتى يستوي على كرسي الرئاسة!
ولكننا، ومع خبرتنا السابقة بهذه التسلقية، نجد في طوابير المرشحين، الذين يتنافسون على نوال كرسي الرئاسة، ما يدعوننا إلى خلق اللحظة العظيمة في تاريخهم الوطني، وأن نتخيل فقط ما يمكن أن يحققونه لنا في الغد، غير عارفين، أن الأمر الوحيد الذي ينبغي علينا أن نتوقعه حقاً في الأعراس الإنتخابية، هو أنها تتحدى كل توقعاتنا، إلى حد الخوف من الذين قد يقتلون أحلامنا!
إذ نادراً ما نراهم، بعد فوزهم بالكرسي، في أمامية الصورة!
ويصدموننا بما أبتكره الأمريكان، من مرض نفسي للمعارضين لسياستها، أطلقوا عليه: «اضطراب العصيان المعارض»!
هذا الافتراء، الذي تنبأ به "جورج واشنطن"، عندما قال لوالده: "تريدني أن أمتنع اطلاقاً عن الكذب؛ فكيف تريدني أن أصبح رئيساً؟!".
لقد أعطانا الملك سليمان، درساً في كيف تكون السلطة، عندما رأى في بدء حكمه، حلماً، سأله فيه الله عما يطلب، فلم يطلب: غنی، ولا عظمة، ولا طول أيام.. بل طلب، قائلاً: «اعط عبدك قلباً فهيماً لاحكم على شعبك، وأميّز بين الخير والشر؛ لأنه من يقدر أن يحكم على شعبك العظيم هذا؟»!
إن القلب الذي يحمل للقريبين من كلامه، الإجابة الصادقة المخلصة، لهو قلب قادر على إلهامنا؛ لكي ننهض، ونقول بصوت عالٍ: "نعم، أو: لا"، وإلا وجدنا أنفسنا نمتنع دائماً عن التصويت؛ لكي نُجنّب أنفسنا الشعور بالمسئولية عن أي شيء يجري في مقار الحكم والسلطة، ووجدنا آخرين، لديهم وعياً كافياً، يجب أن يُحتذى بهم في الادلاء بأصواتهم، حيث يذهبون إلى اللجان المخصصة لهم؛ ليعطوا صوتهم، رغم أنهم ماتوا منذ سنوات عدة!...
adelattiaeg@yahoo.com