تكونت بحيرة عملاقة بين مقابر أحمد شرفي وكلية التربية!!

 


 

 

تكونت بحيرة عملاقة بين مقابر أحمد شرفي وكلية التربية ليس بسبب تغير المناخ ولكن أنها الفوضي والاهمال الذي هو طابعنا المميز !!..

تكابد آلاف المركبات الألم الممض وهي اصلا في معظمها انتهي عمرها الافتراضي خاصة ما يسمي جورا وظلما بالنقل العام تتلوي كالثعابين بمجرد دخولها الي منطقة البحيرة التي تقع في منطقة وسطي بين مقابر أحمد شرفي وكلية التربية حيث بقي الماء المعفر بالتراب والطين اللزج وتحته حفر بشتي المقاسات والاسفلت راح في إجازته الأبدية ولا ينتظر عودته قريبا لأن المؤسسة العامة للطرق والجسور تفهم في أي شيء ما عدا بناء وصيانة طرق وجسور البلاد التي صار حالها يغني عن سؤالها ليس في العاصمة فحسب بل في عموم السودان وكم رأينا في موسم الخريف أن حابل طريق الاسفلت يختلط بنابل التراب المجاور له ويعم الخبوب والطين مساحات شاسعة بما في ذلك الساحات العامة والانفاق مما يجعل المشاة يعانون ويبكون أكثر من المركبات العادية والمركبات التي تجرها الدواب والحل أما استخدام الطائرات الطوافة أو المركبات الفضائية عقب كل مطرة ولو كانت مليمترات لا تذكر !!..
قلنا قبل ذلك حتي بح صوتنا أن بلادنا الحبيبة ليس فيها حكومات محلية تهتم بتقديم الخدمات الضرورية للمواطن من ماء نظيف وكهرباء ممنوعة من القطع وطرق سالكة واهتمام بالنظافة العامة وذوق عام وحدائق ومنتزهات !!..
السياسيون عندنا يريد الواحد منهم القفز بالزانة رأسا لمنصب الوزير المركزي أو عضو مجلس السيادة فهذه الاماكن الجذابة توفر له العش السعيد له ولأسرته الكريمة وهو في قرارة نفسه ما فاضي عشان يخدم الآخرين لأن الايام بتجري ذي ما بتجري الدموع ولا بد له من أن يضع في بنوك بلاد برة خمشة محترمة من الدولارات تكون زاده للمستقبل لو قالوا له باي باي تصبح علي خير !!..
نستطيع أن نؤكد علي رؤوس الأشهاد أن وطننا الذي كان والذي جار عليه الزمان لا يعرف شيئا اسمه الشفافية ويقظة الضمير ولذا لا توجد رقابة من اي نوع ولاي عمل عام مما جعل التسيب واللامبالاة هما اللعبة المفضلة للكثيرين وهذه الأجواء القاتمة الممعنة في السواد تؤسس لحاضنة مثالية تفرخ أشد أنواع الفساد فتكا بالشعب الذي يدفع الفاتورة والحاكم ينعم بالخيرات هو واسياده بالخارج خاصة الجنرالات الذين منذ أن عرفوا طريقهم للكرسي الساحر لم تقم للبلاد قائمة وهي تتخبط بين حفرة واخري والطين يغمرها مع الماء الاسن والاسي والحزن وانسداد الأفق وانعدام الضوء حتي في اخر النفق !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء