أمطار الخير والبركة …. والوطن مشلول الحركة..!! بقلم: اسماعيل عبدالله
اسماعيل عبدالله
23 August, 2022
23 August, 2022
اللهم اجعلها أمطار خير وبركة، دعوة يقدمها مذيع النشرة الجوية طيلة أيام موسم الأمطار، في وطن مشلول الحركة الاقتصادية يكابد ويلات جرائم الفساد وسوء الإدارة ولا مبالاة العسكر المتحكمين بمصيره الغامض، ففي عواصم بلدان العالم من حولنا لا ترى للأمطار أثراً بعد هطولها مهما كانت غزيرة، لأن فوهات التصريف تبتلع كل قطرة ماء تسقط من السماء، لا توجد معاناة للمارة بعد انقشاع السحب الهطولة، ولن ترى السيارات المعطّلة بأسباب البلل والرطوبة مصطفة على جنبات الطرقات، ولا تعتري الناس حالات اكتئاب ما بعد المطر التي أضحت سمة بارزة وملازمة للمواطن السوداني القاطن للمدن والعواصم والحواضر، وعلى الرغم من تناسب الأجواء الخريفية مع ميقات الدعوات الصادقات للعباد، إلّا أن الناس يبدون تضجراً واضحاً عندما تبدأ السماء بالتلبد خلف الغيوم الداكنة، فالناس هناك لا يطيقون رؤية هذه السماء المرسلة للوابل المدرار، لأن العاقبة هي الدمار، وتهدم المنازل وإزهاق الأرواح وتفشي الوبائيات والتبطل والتعطل عن العمل، ومع هذه المآسي الموسمية المعتادة لا ترى وجهاً عابثاً من وجوه أفراد الشعب الصابر والمحتسب والمؤمن بما يجيئه من السماء، فيهب بالتكافل والنفائر ليردم الحفائر ويفتح قنوات صمام قلب الحي ليزيل عنها الجلطات الطينية السادّة لشرايين سكك الحي التاجية، فالصغير والكبير يقف ممسكاً بمعدات الحفر وهو يردد رائعة حمد الريح - عجبوني.
الحكومات العسكرية لا تهتم بالبنى التحتية ولا تكترث لأبجديات علوم الهندسة، كل ما في وسعها تقديمه الزيارات البطولية للمسؤول العسكري وهو محاطاً بعدد من الموظفين الممسكين بيديه لمساعدته على عبور الشوارع المتحوّلة لأودية وخيران، في مشهد متكرر تكرار جرائم الإنقلابات العسكرية، فكيف لمن لا يعلم غير إطلاق النار وإشعال الحرائق أن يكون حريصاً على إنشاء وتشييد شبكات الصرف الصحي؟، تسعون بالمائة من عمر الدولة السودانية الحديثة – دولة ما بعد الاستقلال – هي النسبة المئوية التي حاز فيها العسكريون على مقاليد الحكم، فلم يحافظوا على منظومة شبكات الصرف الصحي التي تركها المستعمر، والتي تحولت لمساكن وملاجيء للمشردين يتوالدون داخلها ويتكاثرون، فالحكم العسكري لا يعير بالاً للبنى التحتية مثل دور العلم والمراكز الصحية وتطوير البلديات الخادمة للنظافة العامة والعاكسة لوجه المدن المشرق، فلا يمكن أن يفعل مثل هذا الفعل من كان مهووساً بامتلاك القوة والسلاح والسيارات المصفحة والمدرعات، فالركائز التي ينطلق منها العقل العسكري تدور حول محور الاحتماء من العدو المتوهم وإهمال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لذلك تركّزت جهود إنقلابيي يونيو في التصنيع الحربي وصناعة الطائرات من دون طيار، وتركوا تعليب الفواكه وبسترة الألبان وصناعة الأجبان – الصناعات التي وضعت دولة هولندا صاحبة المساحة الصغيرة على قائمة البلدان الاقتصادية المتقدمة.
لابد من التغيير الجذري للحكومة العسكرية التي يقودها البرهان، والتي ستكون آخر منظومة حكم عسكري تعتلي عرش السلطة بالبلاد، فما يجري من كوارث بيئية وحروب وفيضانات تقتل الانسان والحيوان سنوياً، أمر يجب أن يوضع له حد، فالمهندسون السودانيون الذين بنوا طرق السعودية وقطر والإمارات، والخبراء الاقتصاديون والماليون الذين أخرجوا دول أفريقية وعربية من وحل الإنهيار، والأطباء الحاصلين على أعلى الدرجات في العلوم الطبية التخصصية، سيأتون إلى وطنهم بعد إسقاط حكومة الأنقاذ (تو)، ولا مناص ولا سبيل إلّا باقتلاع قلعة الجهل والتخلف والدمار التي استمرأت استحقار الانسان السوداني، وحطت من قدره بتلاعبها بمقدراته ومستقبل ابناءه، فمشاهد حلقات مسلسل الفقر والمرض والجوع والحرب لابد وأن يقف، ووقفه رهين بالتغيير الجذري، باسقاط وتفكيك منظومة الحكم العسكري الذي بنى السدود المزيفة ورهن البلاد لبيوتات التمويل العالمي دون فائدة مجنية من هذا الرهن، وكفى انصاتاً للمتاجرين بالدين والمخدرين بني الوطن بتبريرات الهوس الديني الفطيرة المثبّطة للهمم، فإله الرحمة لا يغضب من بؤساء السودان المظلومين من ولاة أمرهم بانزال السحب الماطرة، ولو كانت هنالك ثمة غضبة ربّانية حالمة فالأولى أن تقع على رؤوس هؤلاء العسكر، الذين فشلوا في بناء شبكات الصرف الصحي التي تليق بعاصمة البلاد وحواضر الأقاليم إبّان تدفق إيرادات الذهب الأسود.
اسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
20 اغسطس 2022
/////////////////////////////
الحكومات العسكرية لا تهتم بالبنى التحتية ولا تكترث لأبجديات علوم الهندسة، كل ما في وسعها تقديمه الزيارات البطولية للمسؤول العسكري وهو محاطاً بعدد من الموظفين الممسكين بيديه لمساعدته على عبور الشوارع المتحوّلة لأودية وخيران، في مشهد متكرر تكرار جرائم الإنقلابات العسكرية، فكيف لمن لا يعلم غير إطلاق النار وإشعال الحرائق أن يكون حريصاً على إنشاء وتشييد شبكات الصرف الصحي؟، تسعون بالمائة من عمر الدولة السودانية الحديثة – دولة ما بعد الاستقلال – هي النسبة المئوية التي حاز فيها العسكريون على مقاليد الحكم، فلم يحافظوا على منظومة شبكات الصرف الصحي التي تركها المستعمر، والتي تحولت لمساكن وملاجيء للمشردين يتوالدون داخلها ويتكاثرون، فالحكم العسكري لا يعير بالاً للبنى التحتية مثل دور العلم والمراكز الصحية وتطوير البلديات الخادمة للنظافة العامة والعاكسة لوجه المدن المشرق، فلا يمكن أن يفعل مثل هذا الفعل من كان مهووساً بامتلاك القوة والسلاح والسيارات المصفحة والمدرعات، فالركائز التي ينطلق منها العقل العسكري تدور حول محور الاحتماء من العدو المتوهم وإهمال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لذلك تركّزت جهود إنقلابيي يونيو في التصنيع الحربي وصناعة الطائرات من دون طيار، وتركوا تعليب الفواكه وبسترة الألبان وصناعة الأجبان – الصناعات التي وضعت دولة هولندا صاحبة المساحة الصغيرة على قائمة البلدان الاقتصادية المتقدمة.
لابد من التغيير الجذري للحكومة العسكرية التي يقودها البرهان، والتي ستكون آخر منظومة حكم عسكري تعتلي عرش السلطة بالبلاد، فما يجري من كوارث بيئية وحروب وفيضانات تقتل الانسان والحيوان سنوياً، أمر يجب أن يوضع له حد، فالمهندسون السودانيون الذين بنوا طرق السعودية وقطر والإمارات، والخبراء الاقتصاديون والماليون الذين أخرجوا دول أفريقية وعربية من وحل الإنهيار، والأطباء الحاصلين على أعلى الدرجات في العلوم الطبية التخصصية، سيأتون إلى وطنهم بعد إسقاط حكومة الأنقاذ (تو)، ولا مناص ولا سبيل إلّا باقتلاع قلعة الجهل والتخلف والدمار التي استمرأت استحقار الانسان السوداني، وحطت من قدره بتلاعبها بمقدراته ومستقبل ابناءه، فمشاهد حلقات مسلسل الفقر والمرض والجوع والحرب لابد وأن يقف، ووقفه رهين بالتغيير الجذري، باسقاط وتفكيك منظومة الحكم العسكري الذي بنى السدود المزيفة ورهن البلاد لبيوتات التمويل العالمي دون فائدة مجنية من هذا الرهن، وكفى انصاتاً للمتاجرين بالدين والمخدرين بني الوطن بتبريرات الهوس الديني الفطيرة المثبّطة للهمم، فإله الرحمة لا يغضب من بؤساء السودان المظلومين من ولاة أمرهم بانزال السحب الماطرة، ولو كانت هنالك ثمة غضبة ربّانية حالمة فالأولى أن تقع على رؤوس هؤلاء العسكر، الذين فشلوا في بناء شبكات الصرف الصحي التي تليق بعاصمة البلاد وحواضر الأقاليم إبّان تدفق إيرادات الذهب الأسود.
اسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
20 اغسطس 2022
/////////////////////////////