السودان الوطن الرائع الذي قمنا بتحطيمه (1)
شوقي بدري
23 August, 2022
23 August, 2022
كل حكوماتنا قامت بتخريب السودان . حتى حكومة عبود التي قدمت اكثر الى السودان ولم يعرف عنها فساد يذكر، اغرقت حلفا واعطت المصريين اسوأ اتفاقية بخصوص السد العالي. تنازلت عن حقنا في الحصول على الكهرباء من السد ، واعطينا مصر الحق في التحكم في نصيبنا الصغير في مياهنا . وحجمت سيطرتنا على الجزء الجنوبي من بحيرة السد 150 كيلومتر داخل الاراضي السودانية .
اسوأ حكومة مرت على السودان هى حكومة اللصوص والقتلة ... الانقاذ . الانقاذ تو اسوأ من الانقاذ ون . واظن ان الانقاذ رقم ثلاثة في الطريق .
الحكومة الحالية ضعيفة متهالكة ولهذا يتلاعب بها الجميع خاصة مصر الطامع في السودان الاول .هنالك قصة الطفل الذي اراد أن يلحق باترابه الصغار في اللعب . بعد اللعب عاد الطفل ليستلم ،، الدومة ،، من جده الذي اودعها عنده . سأل الجد بحنان لماذا اختاره الحفيد من جميع اهل المنزل الكبير ؟ الجواب كان .... عشان يا جدي انت ما عندك سنون !!
الحكومة الانقلابية التي تقتل الصبية الشباب تغنصب تنهب تبيع الارض الخيرات والشرف لمن هب ودب تقوم بهذا لأنه ليس عندها اسنان وجيشنا عبارة عن عسكر غير منضبط لا يعرفون العسكرية جبناء . الدليل أن البشير المشير استعان بمجرم قاتل مثل المدان والمحكوم عليه بالسجب بتهمة نهب المساكين في عملية النهب المسلح هلال وسلمه وظيفة الجيش . وعندما كبرهلال واغتنى تكاسل وتكبر حتى على البشير . اتى البشير بمن هو اسوأ من هلال وكوشيب ، انه حميدتي الذي اكتشف سريعا أن الجيش نمر من ورق لا انياب له ولا مخالب فطغى واهان الجيش بالمفتوح والبرهان يرتجف امامه ولهذا طلب المساعدة حتى من ستات الشاي اطفال الدرداقات والصوفية . وأخيراانبرش للكيزان !!! جلد عميد في الجيش مثل حمار، بغل او جمل بواسطة صبية حميدتي في الضعين ويا لرخص الدبابير .... الطفل عرف لمن تسلم الدومة . والمتربصون بالسودان كرهوا حكومة الثورة وما قبل انقلاب اكتوبر 2021 وسلموا الامر للجيش ،، الخايب ،، .
في سنة 1963وفي شهر مايو بدأت عملية التطهير في المشاريع الزراعية كالعادة . والتطهير هنا ليس الجريمة التي مارسها الحزب الشيوعي وحلفاءه الفاشيون القوميين العرب في مايو 1969وتم طرد الموظفين من عملهم وتسليم الامر لاهل الوفاء وليس الكفاءة . التطهير هو تخليص الترعة الرئيسية من الطمي المتراكم الشجيرات الاعشاب الثابته واعشاب النيل الطافية الخ ، والا ستنكسر الترع وابعشرينات ابستة الخ . هذا ماحدث الآن في الجزيرة والمناقل .
اذكر أن مساعد الناموسىة سقط وقامت الناموسة وهى الجرافة العملاقة بدهس رجله . اسرعوا به الى الرنك التي هى المركز لاسعافه في المستشفى . المساعد كان شجاعا لم يحدث حتى بعض الانين .
للحصول على الارنيك ثمانية كان الشاويش منتغطرسا . وكان يوجه الكثير من الاسئلة الفارغة والمصاب في الانتظار.
ويقول مفسرا امام الرجل المصاب ... الراجل ده يمكن يموت لازم اعرف . وبعد جهد اصدر الارنيك الا انه قام بحظر الناموسة وعدم تحريكها وهى على بعد عشرات الكيلومترات . لم يشفع انه موسم التطهير والمشاريع تحتاج للتطهير بسرعة وهذه مشاريع ضخمة مثل القيقر ابخدرة الرنك بركة العجب والمشاريع الاصغر. الشاويش تعنت . واخيرا هاج الناس وماجوا واتصلوا في ملكال بالحاكم العسكري والمفتش في الرنك . واطلق سراح الناموسة لاهيتها لآلاف الاسر . انا اذكر كل هذا لاعطي الناس في العاصمة فكرة عن العمل في الجزيرة المناقل وحتى المشاريع الخصوصية تحت اشراف الدولة والبنك الزراعي اللصيق .اهل المدينة لم يكن عندهم فكرة او اهتمام عن ما يحدث في الزراعة .
كثيرا ما اتوقف في اوربا لاتمعن في عملية المحراث الذي يجره التراكتور . للمحراث 12 ديسك او دكس ،، اسطوانة ،، كما يقول المزارعون في الجزيرة . محاريث السودان تتكون من 36 ديسك 12 في الوسط و12 تطوى من الجانبين وهى في الطريق وتفرد عند عملية الحرث لانها تنطلق في مساحات شاسعة لا ترى العين مداها . ويشاركنا في هذه المحاريث العملاقة البرازيليون . روعة الزراعة المطرية في السودان المشاريع الزراعية الجزير المناقل هى انبساط وانفتاح الارض مما يسهل كثيرا على عكس الدول الأخرى عملية الحرث النظافة الحش الحصاد القلع والحرق الخ .
ابناء الزيداب كانوا متمكنين من حملة الحرث . كانوا يأتون لبضعة اشهر لعملية الحرث ثم يعودان لديارهم . كانوا يتقاضون دخلا عاليا وبونصا يسمح لهم بالعيش بقية السنة في سلام . بدا البعض منهم في الاستقرار في الجزيرة .
اليوم قد صارت الجزيرة عبارة عن جبراكات تزع فيها كل المحاصيل المتنوعة ، مما يعرقل عملية الحرث الزراعة الحصاد الخ . وقريبا سيزرع فيها البنقو والمخدرات فكل شئ جائز في زمن الفساد والكيزان . وسيريجنا هذا من الاستيراد واستغلال القوات المسلحة والقوات الملتقة التي تستورد المخدرات وتغضب عندما تقبض عليها الجمارك .
زراعة القطن بدأت في الزيداب ليس بعيدا من المتمة . وفي المتمة كانت ابشع مجزرة للنساء الاطفال الرجال الغيرمسلحين بواسطة على فرفار القائد الانصاري انتقاما لمن جرح او قتل من جبيش محمود ود احمد الذي ارتكب مذبحة المتمة ولم يستسلم الجعليون بدون قتال . على فرفال اعطى الاوامر لمن قال له ان من اهل الزيداب من هم ابكار الانصار . قال .... اركبوهم شلكاية عدو وصليح .
مشروع الزيداب بدأ قبل الجزيرة وطيبة كتجربة لزراعة القطن في الجزيرة فيما بعد . استعان البريطانيون بالمزارعين المصريين ، ومن هنالك اتت البلهارسيا التي حملها المصريون معهم . وتطرق عمر بن العاص لظاهرة الرجال الذين يحيضون او يتبولون دما في مصر ؟. تواجدي في الترع وفي تفاتيش الجزيرة المروية والانهار اصابني بالبلهارسيا ، واعرف مشاكلها وافرح عندما اسمع بمحاربتها .
من موضوع غبينة المصريين مع مشروع الجزيرة اقتباس ........
منذ قديم الزمان كان عند المصريين غبينة مع مشروع الجزيرة . فلقد هاجموه بشراسة واتى محمد حسين هيكل الأول, وهذا يختلف عن محمد حسنين هيكل الذي يزور التاريخ. والأول شتم السودانيين بكل قباحة ولؤم ووصفهم بالعبيد وشتم حتى طعامهم الكسرة ناسيا المش المدود الذي يتلذذ بأكله المصريون. المصريون كانوا يقولون بالمفتوح ان ري السودان يضر بري مصر. وان على السودان ان يكتفي بالزراعة المطرية وان ينتج الحبوب واللحوم التي تحتاجها مصر ويكتفي بذلك. وهذا يعني ان السودان يجب ان يكون جبراكه لمصر. لمعلومية من لا يعلم فإن الجبراكه هي المزرعةالصغيرة التي تزرعها المرأة خارج منزلها..
في المؤتمر الشيوعي العشرين بعد التخلص من الإستالينية. كان هنالك نقاش عن تقسيم العمل في مجموعة (الكوميكون) الدول الاشتراكية. وطرحت فكرة تخصيص بلغاريا وبعض الدول الاخرى للتخصص في الانتاج الزراعي لإطعام بقية المجموعة. أنسحب الوفد البلغاري احتجاجا. ثم اعيد النظر في الامر وتراجع الاتحاد السوفيتي لأنه لا يمكن ان تبني الإشتراكية بدون قاعدة صناعية.
الآن بعد قتل السودانيين في ميدان مصطفى محمود. وإصطياد السودانيين كالأرانب في الحدود الإسرائيلية. وبعد ان تكرم علينا المصريون واكرمونا بإحتلال حلايب , وسفك الدم (البربري), يكرم المصريون وتطرح قضية مكافأتهم بمليون فدان من اخصب الاراضي في العالم. ولا يهم اذا كانت تمليك, هدية او (دقندي). يجب ان نعرف ان المصريين عندهم عداوة مع مشروع الجزيرة. ولقد افلح الانجليز في إبعادهم عن مشروع الجزيرة.
دقندي هي الزراعة بتأجير الارض لموسم واحد.
من المحن السودانية ان الإنقاذ لا يهما اي شيء في الوقت الحاضر سوى المحافظة على وجودهم. وسيعطوا إبليس راكوبة في القصر الجمهوري, اذا احسوا أن هذا سيجنبهم الملاحقة. ولكن هل يصعب على السودانيين ان يفهموا ان مصر والسودان مثل اثنين في الملجة يبيعون البطيخ فإذا حدثت مصيبة لأحدهم سيستفيد الآخر .
مصر والسودان ينتجان القطن طويل التيلة وهنالك جزء صغير من بوليفيا ينتج بعض القطن طويل التيلة. ومصر كانت تسعى كل الوقت وتدعو الله ان ينزل صاعقة تقضي على مشروع الجزيرة حتى ينفردوا بالسوق العالمي . وقديما كان كل الإنتاج يذهب الى انجلترا ومغازل لانكشير التي كانت الاكبر في العاليم وتصنع اقمشة الروبيا التي لا ينتجها الا القطن طويل التيلة. وكانت الروبيا ترجع الينا في شكل ثياب ابو قجيجة وازهري في المطار والمظاهر واسرار.
وبدأت سويسرا تستورد كميات ضخمة من القطن السوداني طويل التيلة عالي الجودة وكانوا يقولون ان الموضة تبدا في مدينة سانت قالان. هنالك تصنع اقمشة الفوال وهو تخصص سويسري وهو الخيط المبروم . وتذهب تلك الاقمشة الى فرنسا وايطاليا وكل العالم. ولهذا افتتح مكتب للأقطان في جنيف كان يديره خيرة ابناء السودان منهم الطيب ميرغني شكاك رحمة الله عليه. وفي نهاية الثمانينات كان يديره الاخ امير عبدالله ميرغني. والثياب التي تأتينا في السودان ليست مصنعة للسودان وهي مصنعة لكل العالم خاصة نيجيريا التي تستهلك كميات ضخمة. 120 مليون نيجيري وخاصة الرجال يلبسون المخرم والمطرز. والتطريز تتخصص فيه النمسا التي تعيد المنسوجات بعد تطريزها لسويسرا. السودان كان يمكن ان يحدد اسعاره ويفرض شروطه. والقطن السوداني كان يدفع ثمن العلاج والتعليم ومرتبات الموظفين والبنى التحتية والجيش والشرطة…..الخ.
مشروع الجزيرة هو اكبر مزرعة في العالم تحت إدارة واحدة. وهنالك شبكة قنوات تفوق ال 8 الف كيلومتر. والري هو الري الانسيابي الذي لا يحتاج الى مضخات او اي تعب يأتي المطر في شهر 6 وتبذر البذور ولا يبقى سوى الرقاعة ,,ملئ الاماكن التي لم ينبت فيها النبات ,, الشلخ ،،عندما تنمو عدة نباتات متقاربة, والطراد الناشف والطراد بالبقر والحش ثم اللقيط والقلع والحرق, وترحيل القطن الذي كان يتم بسكة حديد داخلية ومحالج. وسكك حديد قومية تأخذ القطن الى بورتسودان. عملية مرتبة ومنظمة وبسيطة. تحتاج لمقدرة وجهد عظيم لكى تخرب هذه المنظومة. ومن المحن السودانية اننا نتمتع بحكومات قادرة على الخراب .
عندما استلم الاشتراكيون السلطة في انجلترا واطاحوا بحكومة وينستون تشرشل, تعاملوا مع المستعمرات وخاصة السودان بطريقة كريمة . والانجليز عندهم حب و احترام للسودانيين ليس بمسبوق. يمكن ان نرى هذا في كتب مثل ظلال على الرمال وحكاوي كانتربري وذكريات قوين بل. ولقد مدح الشاعر المميز واللورد البريطاني كيبلينق السودانيين خاصة البجا الذين هزموا الانجليز في معركة التيب في شرق السودان والتي حدث في نفس يوم معركة شيكان. وكسر المربع البريطاني وجرح اللورد كتشنر. وقال كيبلينق لقد حاربنا خلف البحار. حاربنا كثيرا من الشجعان وحاربنا آخرين لم يكونوا من الشجعان. لقد حاربنا الزولو والبتان ولكن البجا يبقون اروع الشجعان ووصفهم كيبلينق ب (فاظي واظي) اشارة الى شعورهم المميز..
رفع حزب العمل الانجليزي الاشتراكي شعار ان السودان والمستعمرات قد ضحوا في الحرب العالمية وانه يجب تعويض السودان. وكان اول تعويض عبارة عن 2 مليون جنيه سوداني. وقديما ميزانية حكومة السودان كانت تتراوح بين 4 و 6 مليون جنيه سودان. وانشئ مشروع ومصنع النسيج في انزارالزاندي لإنتاج القطن والغزل. وتضاعف انتاج القطن في جبال النوبة وفي طوكر. وكان السودانيون قد تخلصوا من آفات القطن وامراضه. لأن السيقان كانت تحرق بعد كل موسم. وكانت التقاوي تزرع في طوكر حتى يعطي هذاالقطن مناعة ..
ولفترة عانى القطن السوداني من الكرمشة واللزوجة والتي تسبب مشاكل في الغزل. وحلت تلك المشاكل . ولكن مصر كانت تعاني كل الوقت من امراض فظيعة خاصة اللطع الذي كان يحتاج المزارع المصري ان يحاربه بيده . وعندما كانت مبيعات السودان ترتفع كانت مصر تواجه مشاكل في تسويق القطن. وبسبب التدخل المصري خاصة عندما تأكد لجمال عبدالناصر ان الإتحاد لن يتم, دبرت مصر المؤآمرات للسودان وكانت مشاكل وإضرابات مشروع انزارا. وكان من المحرضين احد المصريين ,, كما ورد في تقريرلجنة التحقيق ,, الذي كان عضوا نشطا في النقابة. وانتهى الامر بإضرابات ومذبحة انزارا التي كانت بداية الإنتفاضة الجنوبية . والتي لا نزال نعاني منها الى الآن . وكان للشماليين القدح المعلى. لقد صدرت اوامر من الجيش و البوليس بإطلاق النار على المتظاهرينفي انزارا بعد طرد 300 عامل جنوبي واستبدلوا بشماليين فيعملية السودنة . وفرحت مصر ..
إن اي نشاط بشري له خلفية إقتصادية . المال هو الذي يحرك كل شيء. عندما اتفقت شركات تصنيع السيارات الاربعة في لوس انجلس قاموا بشراء شركات المواصلات العامة ثم الغوها. وساعد هذا في بيع كميات ضخمة من السيارات ولهذا فإن لوس انجلس لم تعرف المواصلات العامة.
اذا سيطر المصريون على نصف مشروع الجزيرة فسيكونون سعداء جدا ان تنتج فيه حبوب واعلاف حتى لا يجد قطنهم المنافسة, خاصة و ان الاقمشة المصرية قد بدأت تجد رواجا في العالم.
لماذ الإستعانة بأعمى لكي يقود اعمى آخر. الدولة المصرية فاشلة. من المؤكد انها اقل فشلا من الدولة السودانية الا انها دولة فشلت في ان تطعم اهلها. مصر الى الآن تستجدي نصف اكلها الذي يأتيها في شكل صدقات مشروطة. ومصر ليست دولة مشهورة بالتطور التقني او الإدارة النزيهة المتطورة. لماذا الإتجاه لمصر؟. ومصر عضو معنا في نادي الفاشلين. اين ذهب صراخ البشير وشعاراته في بورتسودان عندما افرح الناس في السودان, وذكر ان حلايب سودانية. وهذه إشارة صريحة بأن هنالك ارض سودانية مغتصبة والمحنة ان المغتصب يكافأ بأرض جديدة! يا للانحطاط. نواصل
شوقي
shawgibadri@hotmail.com
اسوأ حكومة مرت على السودان هى حكومة اللصوص والقتلة ... الانقاذ . الانقاذ تو اسوأ من الانقاذ ون . واظن ان الانقاذ رقم ثلاثة في الطريق .
الحكومة الحالية ضعيفة متهالكة ولهذا يتلاعب بها الجميع خاصة مصر الطامع في السودان الاول .هنالك قصة الطفل الذي اراد أن يلحق باترابه الصغار في اللعب . بعد اللعب عاد الطفل ليستلم ،، الدومة ،، من جده الذي اودعها عنده . سأل الجد بحنان لماذا اختاره الحفيد من جميع اهل المنزل الكبير ؟ الجواب كان .... عشان يا جدي انت ما عندك سنون !!
الحكومة الانقلابية التي تقتل الصبية الشباب تغنصب تنهب تبيع الارض الخيرات والشرف لمن هب ودب تقوم بهذا لأنه ليس عندها اسنان وجيشنا عبارة عن عسكر غير منضبط لا يعرفون العسكرية جبناء . الدليل أن البشير المشير استعان بمجرم قاتل مثل المدان والمحكوم عليه بالسجب بتهمة نهب المساكين في عملية النهب المسلح هلال وسلمه وظيفة الجيش . وعندما كبرهلال واغتنى تكاسل وتكبر حتى على البشير . اتى البشير بمن هو اسوأ من هلال وكوشيب ، انه حميدتي الذي اكتشف سريعا أن الجيش نمر من ورق لا انياب له ولا مخالب فطغى واهان الجيش بالمفتوح والبرهان يرتجف امامه ولهذا طلب المساعدة حتى من ستات الشاي اطفال الدرداقات والصوفية . وأخيراانبرش للكيزان !!! جلد عميد في الجيش مثل حمار، بغل او جمل بواسطة صبية حميدتي في الضعين ويا لرخص الدبابير .... الطفل عرف لمن تسلم الدومة . والمتربصون بالسودان كرهوا حكومة الثورة وما قبل انقلاب اكتوبر 2021 وسلموا الامر للجيش ،، الخايب ،، .
في سنة 1963وفي شهر مايو بدأت عملية التطهير في المشاريع الزراعية كالعادة . والتطهير هنا ليس الجريمة التي مارسها الحزب الشيوعي وحلفاءه الفاشيون القوميين العرب في مايو 1969وتم طرد الموظفين من عملهم وتسليم الامر لاهل الوفاء وليس الكفاءة . التطهير هو تخليص الترعة الرئيسية من الطمي المتراكم الشجيرات الاعشاب الثابته واعشاب النيل الطافية الخ ، والا ستنكسر الترع وابعشرينات ابستة الخ . هذا ماحدث الآن في الجزيرة والمناقل .
اذكر أن مساعد الناموسىة سقط وقامت الناموسة وهى الجرافة العملاقة بدهس رجله . اسرعوا به الى الرنك التي هى المركز لاسعافه في المستشفى . المساعد كان شجاعا لم يحدث حتى بعض الانين .
للحصول على الارنيك ثمانية كان الشاويش منتغطرسا . وكان يوجه الكثير من الاسئلة الفارغة والمصاب في الانتظار.
ويقول مفسرا امام الرجل المصاب ... الراجل ده يمكن يموت لازم اعرف . وبعد جهد اصدر الارنيك الا انه قام بحظر الناموسة وعدم تحريكها وهى على بعد عشرات الكيلومترات . لم يشفع انه موسم التطهير والمشاريع تحتاج للتطهير بسرعة وهذه مشاريع ضخمة مثل القيقر ابخدرة الرنك بركة العجب والمشاريع الاصغر. الشاويش تعنت . واخيرا هاج الناس وماجوا واتصلوا في ملكال بالحاكم العسكري والمفتش في الرنك . واطلق سراح الناموسة لاهيتها لآلاف الاسر . انا اذكر كل هذا لاعطي الناس في العاصمة فكرة عن العمل في الجزيرة المناقل وحتى المشاريع الخصوصية تحت اشراف الدولة والبنك الزراعي اللصيق .اهل المدينة لم يكن عندهم فكرة او اهتمام عن ما يحدث في الزراعة .
كثيرا ما اتوقف في اوربا لاتمعن في عملية المحراث الذي يجره التراكتور . للمحراث 12 ديسك او دكس ،، اسطوانة ،، كما يقول المزارعون في الجزيرة . محاريث السودان تتكون من 36 ديسك 12 في الوسط و12 تطوى من الجانبين وهى في الطريق وتفرد عند عملية الحرث لانها تنطلق في مساحات شاسعة لا ترى العين مداها . ويشاركنا في هذه المحاريث العملاقة البرازيليون . روعة الزراعة المطرية في السودان المشاريع الزراعية الجزير المناقل هى انبساط وانفتاح الارض مما يسهل كثيرا على عكس الدول الأخرى عملية الحرث النظافة الحش الحصاد القلع والحرق الخ .
ابناء الزيداب كانوا متمكنين من حملة الحرث . كانوا يأتون لبضعة اشهر لعملية الحرث ثم يعودان لديارهم . كانوا يتقاضون دخلا عاليا وبونصا يسمح لهم بالعيش بقية السنة في سلام . بدا البعض منهم في الاستقرار في الجزيرة .
اليوم قد صارت الجزيرة عبارة عن جبراكات تزع فيها كل المحاصيل المتنوعة ، مما يعرقل عملية الحرث الزراعة الحصاد الخ . وقريبا سيزرع فيها البنقو والمخدرات فكل شئ جائز في زمن الفساد والكيزان . وسيريجنا هذا من الاستيراد واستغلال القوات المسلحة والقوات الملتقة التي تستورد المخدرات وتغضب عندما تقبض عليها الجمارك .
زراعة القطن بدأت في الزيداب ليس بعيدا من المتمة . وفي المتمة كانت ابشع مجزرة للنساء الاطفال الرجال الغيرمسلحين بواسطة على فرفار القائد الانصاري انتقاما لمن جرح او قتل من جبيش محمود ود احمد الذي ارتكب مذبحة المتمة ولم يستسلم الجعليون بدون قتال . على فرفال اعطى الاوامر لمن قال له ان من اهل الزيداب من هم ابكار الانصار . قال .... اركبوهم شلكاية عدو وصليح .
مشروع الزيداب بدأ قبل الجزيرة وطيبة كتجربة لزراعة القطن في الجزيرة فيما بعد . استعان البريطانيون بالمزارعين المصريين ، ومن هنالك اتت البلهارسيا التي حملها المصريون معهم . وتطرق عمر بن العاص لظاهرة الرجال الذين يحيضون او يتبولون دما في مصر ؟. تواجدي في الترع وفي تفاتيش الجزيرة المروية والانهار اصابني بالبلهارسيا ، واعرف مشاكلها وافرح عندما اسمع بمحاربتها .
من موضوع غبينة المصريين مع مشروع الجزيرة اقتباس ........
منذ قديم الزمان كان عند المصريين غبينة مع مشروع الجزيرة . فلقد هاجموه بشراسة واتى محمد حسين هيكل الأول, وهذا يختلف عن محمد حسنين هيكل الذي يزور التاريخ. والأول شتم السودانيين بكل قباحة ولؤم ووصفهم بالعبيد وشتم حتى طعامهم الكسرة ناسيا المش المدود الذي يتلذذ بأكله المصريون. المصريون كانوا يقولون بالمفتوح ان ري السودان يضر بري مصر. وان على السودان ان يكتفي بالزراعة المطرية وان ينتج الحبوب واللحوم التي تحتاجها مصر ويكتفي بذلك. وهذا يعني ان السودان يجب ان يكون جبراكه لمصر. لمعلومية من لا يعلم فإن الجبراكه هي المزرعةالصغيرة التي تزرعها المرأة خارج منزلها..
في المؤتمر الشيوعي العشرين بعد التخلص من الإستالينية. كان هنالك نقاش عن تقسيم العمل في مجموعة (الكوميكون) الدول الاشتراكية. وطرحت فكرة تخصيص بلغاريا وبعض الدول الاخرى للتخصص في الانتاج الزراعي لإطعام بقية المجموعة. أنسحب الوفد البلغاري احتجاجا. ثم اعيد النظر في الامر وتراجع الاتحاد السوفيتي لأنه لا يمكن ان تبني الإشتراكية بدون قاعدة صناعية.
الآن بعد قتل السودانيين في ميدان مصطفى محمود. وإصطياد السودانيين كالأرانب في الحدود الإسرائيلية. وبعد ان تكرم علينا المصريون واكرمونا بإحتلال حلايب , وسفك الدم (البربري), يكرم المصريون وتطرح قضية مكافأتهم بمليون فدان من اخصب الاراضي في العالم. ولا يهم اذا كانت تمليك, هدية او (دقندي). يجب ان نعرف ان المصريين عندهم عداوة مع مشروع الجزيرة. ولقد افلح الانجليز في إبعادهم عن مشروع الجزيرة.
دقندي هي الزراعة بتأجير الارض لموسم واحد.
من المحن السودانية ان الإنقاذ لا يهما اي شيء في الوقت الحاضر سوى المحافظة على وجودهم. وسيعطوا إبليس راكوبة في القصر الجمهوري, اذا احسوا أن هذا سيجنبهم الملاحقة. ولكن هل يصعب على السودانيين ان يفهموا ان مصر والسودان مثل اثنين في الملجة يبيعون البطيخ فإذا حدثت مصيبة لأحدهم سيستفيد الآخر .
مصر والسودان ينتجان القطن طويل التيلة وهنالك جزء صغير من بوليفيا ينتج بعض القطن طويل التيلة. ومصر كانت تسعى كل الوقت وتدعو الله ان ينزل صاعقة تقضي على مشروع الجزيرة حتى ينفردوا بالسوق العالمي . وقديما كان كل الإنتاج يذهب الى انجلترا ومغازل لانكشير التي كانت الاكبر في العاليم وتصنع اقمشة الروبيا التي لا ينتجها الا القطن طويل التيلة. وكانت الروبيا ترجع الينا في شكل ثياب ابو قجيجة وازهري في المطار والمظاهر واسرار.
وبدأت سويسرا تستورد كميات ضخمة من القطن السوداني طويل التيلة عالي الجودة وكانوا يقولون ان الموضة تبدا في مدينة سانت قالان. هنالك تصنع اقمشة الفوال وهو تخصص سويسري وهو الخيط المبروم . وتذهب تلك الاقمشة الى فرنسا وايطاليا وكل العالم. ولهذا افتتح مكتب للأقطان في جنيف كان يديره خيرة ابناء السودان منهم الطيب ميرغني شكاك رحمة الله عليه. وفي نهاية الثمانينات كان يديره الاخ امير عبدالله ميرغني. والثياب التي تأتينا في السودان ليست مصنعة للسودان وهي مصنعة لكل العالم خاصة نيجيريا التي تستهلك كميات ضخمة. 120 مليون نيجيري وخاصة الرجال يلبسون المخرم والمطرز. والتطريز تتخصص فيه النمسا التي تعيد المنسوجات بعد تطريزها لسويسرا. السودان كان يمكن ان يحدد اسعاره ويفرض شروطه. والقطن السوداني كان يدفع ثمن العلاج والتعليم ومرتبات الموظفين والبنى التحتية والجيش والشرطة…..الخ.
مشروع الجزيرة هو اكبر مزرعة في العالم تحت إدارة واحدة. وهنالك شبكة قنوات تفوق ال 8 الف كيلومتر. والري هو الري الانسيابي الذي لا يحتاج الى مضخات او اي تعب يأتي المطر في شهر 6 وتبذر البذور ولا يبقى سوى الرقاعة ,,ملئ الاماكن التي لم ينبت فيها النبات ,, الشلخ ،،عندما تنمو عدة نباتات متقاربة, والطراد الناشف والطراد بالبقر والحش ثم اللقيط والقلع والحرق, وترحيل القطن الذي كان يتم بسكة حديد داخلية ومحالج. وسكك حديد قومية تأخذ القطن الى بورتسودان. عملية مرتبة ومنظمة وبسيطة. تحتاج لمقدرة وجهد عظيم لكى تخرب هذه المنظومة. ومن المحن السودانية اننا نتمتع بحكومات قادرة على الخراب .
عندما استلم الاشتراكيون السلطة في انجلترا واطاحوا بحكومة وينستون تشرشل, تعاملوا مع المستعمرات وخاصة السودان بطريقة كريمة . والانجليز عندهم حب و احترام للسودانيين ليس بمسبوق. يمكن ان نرى هذا في كتب مثل ظلال على الرمال وحكاوي كانتربري وذكريات قوين بل. ولقد مدح الشاعر المميز واللورد البريطاني كيبلينق السودانيين خاصة البجا الذين هزموا الانجليز في معركة التيب في شرق السودان والتي حدث في نفس يوم معركة شيكان. وكسر المربع البريطاني وجرح اللورد كتشنر. وقال كيبلينق لقد حاربنا خلف البحار. حاربنا كثيرا من الشجعان وحاربنا آخرين لم يكونوا من الشجعان. لقد حاربنا الزولو والبتان ولكن البجا يبقون اروع الشجعان ووصفهم كيبلينق ب (فاظي واظي) اشارة الى شعورهم المميز..
رفع حزب العمل الانجليزي الاشتراكي شعار ان السودان والمستعمرات قد ضحوا في الحرب العالمية وانه يجب تعويض السودان. وكان اول تعويض عبارة عن 2 مليون جنيه سوداني. وقديما ميزانية حكومة السودان كانت تتراوح بين 4 و 6 مليون جنيه سودان. وانشئ مشروع ومصنع النسيج في انزارالزاندي لإنتاج القطن والغزل. وتضاعف انتاج القطن في جبال النوبة وفي طوكر. وكان السودانيون قد تخلصوا من آفات القطن وامراضه. لأن السيقان كانت تحرق بعد كل موسم. وكانت التقاوي تزرع في طوكر حتى يعطي هذاالقطن مناعة ..
ولفترة عانى القطن السوداني من الكرمشة واللزوجة والتي تسبب مشاكل في الغزل. وحلت تلك المشاكل . ولكن مصر كانت تعاني كل الوقت من امراض فظيعة خاصة اللطع الذي كان يحتاج المزارع المصري ان يحاربه بيده . وعندما كانت مبيعات السودان ترتفع كانت مصر تواجه مشاكل في تسويق القطن. وبسبب التدخل المصري خاصة عندما تأكد لجمال عبدالناصر ان الإتحاد لن يتم, دبرت مصر المؤآمرات للسودان وكانت مشاكل وإضرابات مشروع انزارا. وكان من المحرضين احد المصريين ,, كما ورد في تقريرلجنة التحقيق ,, الذي كان عضوا نشطا في النقابة. وانتهى الامر بإضرابات ومذبحة انزارا التي كانت بداية الإنتفاضة الجنوبية . والتي لا نزال نعاني منها الى الآن . وكان للشماليين القدح المعلى. لقد صدرت اوامر من الجيش و البوليس بإطلاق النار على المتظاهرينفي انزارا بعد طرد 300 عامل جنوبي واستبدلوا بشماليين فيعملية السودنة . وفرحت مصر ..
إن اي نشاط بشري له خلفية إقتصادية . المال هو الذي يحرك كل شيء. عندما اتفقت شركات تصنيع السيارات الاربعة في لوس انجلس قاموا بشراء شركات المواصلات العامة ثم الغوها. وساعد هذا في بيع كميات ضخمة من السيارات ولهذا فإن لوس انجلس لم تعرف المواصلات العامة.
اذا سيطر المصريون على نصف مشروع الجزيرة فسيكونون سعداء جدا ان تنتج فيه حبوب واعلاف حتى لا يجد قطنهم المنافسة, خاصة و ان الاقمشة المصرية قد بدأت تجد رواجا في العالم.
لماذ الإستعانة بأعمى لكي يقود اعمى آخر. الدولة المصرية فاشلة. من المؤكد انها اقل فشلا من الدولة السودانية الا انها دولة فشلت في ان تطعم اهلها. مصر الى الآن تستجدي نصف اكلها الذي يأتيها في شكل صدقات مشروطة. ومصر ليست دولة مشهورة بالتطور التقني او الإدارة النزيهة المتطورة. لماذا الإتجاه لمصر؟. ومصر عضو معنا في نادي الفاشلين. اين ذهب صراخ البشير وشعاراته في بورتسودان عندما افرح الناس في السودان, وذكر ان حلايب سودانية. وهذه إشارة صريحة بأن هنالك ارض سودانية مغتصبة والمحنة ان المغتصب يكافأ بأرض جديدة! يا للانحطاط. نواصل
شوقي
shawgibadri@hotmail.com