بابٌ جديد للتباكي !!
هيثم الفضل
25 August, 2022
25 August, 2022
haythamalfadl@gmail.com
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
الأغلبية تتحدَّث بحزنٍ وأسف عن ما آلت إليه (مؤسسات الدولة) من دمار شامل ومُخطَّط ، عبر ما أصاب أذرعها في الخدمة المدنية ومؤسساتها ومشاريعها الرائدة من ضمور أو تلاشي تام ، نتاجاً لآفة التمكين السياسي التي أعملها النظام البائد بوضع يد قياداته على موارد البلاد وإمكانياتها ، ثم توجيهها لصالح التنظيم وأطماع حلفائه من المنتفعين الذين ظنوا أنهم بشراء ضمائرهم سيستطيعون الخلود في السلطة قابضين على رقاب الشعب بقوة السلاح وسطوة الجاه والنفوذ ، إثر ذلك ما زلنا (نتباكى) ونلعن القدر الذي رمى السودان وأهله في أيدي هؤلاء الذين تساءل الأديب الراحل الطيب صالح عن غرابة أحوالهم حين قال قولته المشهورة (من أين أتى هؤلاء؟) ، كيف إستطاع هؤلاء القضاء بلا وازع على الدولة ومؤسساتها وتحويل مواردها وثرواتها إلى ضِيَّع وأملاك خاصة تلتهمها جيوب قادة الكيزان وتسخيرها لمصالحهم الخاصة ومستلزمات تنظيمهم المشبوه ؟ ، أهلكوا وأبادوا مشروع الجزيرة ومحالج مارنجان ومصانع النسيج والنقل النهري والسكة حديد وشركة الصمغ العربي ومشروع الرهد وسكر الجنيد وسودانير والخطوط البحرية السودانية والنقل الميكانيكي وحديقة الحيوان والفندق الكبير وما خفي كان أعظم ، ولكن آخر المفاجآت أن أعلن بالأمس المتهم الطليق السراح فضل محمد خير عن حوزته مستندات تفيد شرائه الجزء الأعظم والإستراتيجي من أراضي ومنشآت ومباني جامعة الخرطوم التي لا يختلف إثنان في هيبة مكانتها العلمية وعراقتها التاريخية ولا عطائها النضالي والإبداعي على المستويين الأكاديمي والسياسي في التاريخ الوطني للسودان المعاصر رغم ما إكتنف هذا العطاء من جحود وذلك التاريخ من جراحات ومآسي وكبوات.
رغم ذلك دعونا نفتح باباً جديداً (للتباكي) على كارثةٍ جديدة ألمت بنا لا تقل أهمية على مستوى الخسائر التي يتكبَّدها الشعب السوداني جراء إستيلاء الطُغاة على مؤسسية الدولة ، ألا وهي ما يمكن إختصارهُ في جُملة (هدم أدبيات إحترام القادة لهذا الشعب الصامد الصابر) ، إذا لم يخطر على بال الزعيم الأزهري أوالفريق عبود ، أو المشير النميري وكل من جاء بعدهم من قادة وحُكَّام بما فيهم المخلوع البشير ، أن بإمكانهم التوغُل في الجُرأة على الشعب السوداني وإرادته الحُرة بمُجرَّد إمتلاك موهبة اللا حياء في بذل الأكاذيب ونقض العهود والتحالف مع السُفهاء والجُهلاء والنفعيين وتحويل النعرات القبلية والعنصرية والعصبية المذهبية إلى خنادق مُظلمة وآسنة في معركتهم مع الشعب السوداني ، كما لم يخطر ببالهم أن بإستطاعتهم إخماد صوت الشارع الثوري عبر قتل مواطن أعزل بهدف نشر الخوف والهلع في أركان المجتمع (أنظروا كيف إحتفت ثورة إكتوبر في أدبياتها بشهيدٍ واحد كان إسمهُ القرشي) ، فمقتل القرشي في جامعة الخرطوم كان كافياً لإستسلام الطُغاة ، ففي ذلك الزمن كان للإنسان قيمة وللدماء قداسة ، أما الآن فالشهداء يقاربون الألف عدداً والجرحى والمعتقلين لا يعلم عددهم إلا رب العالمين ، وما زال قادة الإنقلاب الخاسر وحلفائهم يُراهنون على تركيع الشعب السوداني وإستسلام شاباتنا وشبابنا في شارع الثورة المٌمَّهد بالتضحيات الجِسام ، حق لنا بعد أن تباكينا على ضياع الدولة ومؤسساتها أن نتباكى على (هواننا) على من يقودون بلادنا اليوم إلى الهاوية ، ومن يدفعون بأقل الناس فينا وطنيةً وعلماً وحكمةً ونزاهةً وأخلاقاً ليتسيَّدوا الموقف ويؤموا المنابر ، في حين يقبع أصحاب الوطنية والكفاءة من المُنافحين عن الحرية والحق والعدالة في السجون والمنافي وعلى رؤوسهم فوهات البنادق تحملها يد السلطة الجائرة ، وإن غدٍ لناظره قريب.
///////////////////////////
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
الأغلبية تتحدَّث بحزنٍ وأسف عن ما آلت إليه (مؤسسات الدولة) من دمار شامل ومُخطَّط ، عبر ما أصاب أذرعها في الخدمة المدنية ومؤسساتها ومشاريعها الرائدة من ضمور أو تلاشي تام ، نتاجاً لآفة التمكين السياسي التي أعملها النظام البائد بوضع يد قياداته على موارد البلاد وإمكانياتها ، ثم توجيهها لصالح التنظيم وأطماع حلفائه من المنتفعين الذين ظنوا أنهم بشراء ضمائرهم سيستطيعون الخلود في السلطة قابضين على رقاب الشعب بقوة السلاح وسطوة الجاه والنفوذ ، إثر ذلك ما زلنا (نتباكى) ونلعن القدر الذي رمى السودان وأهله في أيدي هؤلاء الذين تساءل الأديب الراحل الطيب صالح عن غرابة أحوالهم حين قال قولته المشهورة (من أين أتى هؤلاء؟) ، كيف إستطاع هؤلاء القضاء بلا وازع على الدولة ومؤسساتها وتحويل مواردها وثرواتها إلى ضِيَّع وأملاك خاصة تلتهمها جيوب قادة الكيزان وتسخيرها لمصالحهم الخاصة ومستلزمات تنظيمهم المشبوه ؟ ، أهلكوا وأبادوا مشروع الجزيرة ومحالج مارنجان ومصانع النسيج والنقل النهري والسكة حديد وشركة الصمغ العربي ومشروع الرهد وسكر الجنيد وسودانير والخطوط البحرية السودانية والنقل الميكانيكي وحديقة الحيوان والفندق الكبير وما خفي كان أعظم ، ولكن آخر المفاجآت أن أعلن بالأمس المتهم الطليق السراح فضل محمد خير عن حوزته مستندات تفيد شرائه الجزء الأعظم والإستراتيجي من أراضي ومنشآت ومباني جامعة الخرطوم التي لا يختلف إثنان في هيبة مكانتها العلمية وعراقتها التاريخية ولا عطائها النضالي والإبداعي على المستويين الأكاديمي والسياسي في التاريخ الوطني للسودان المعاصر رغم ما إكتنف هذا العطاء من جحود وذلك التاريخ من جراحات ومآسي وكبوات.
رغم ذلك دعونا نفتح باباً جديداً (للتباكي) على كارثةٍ جديدة ألمت بنا لا تقل أهمية على مستوى الخسائر التي يتكبَّدها الشعب السوداني جراء إستيلاء الطُغاة على مؤسسية الدولة ، ألا وهي ما يمكن إختصارهُ في جُملة (هدم أدبيات إحترام القادة لهذا الشعب الصامد الصابر) ، إذا لم يخطر على بال الزعيم الأزهري أوالفريق عبود ، أو المشير النميري وكل من جاء بعدهم من قادة وحُكَّام بما فيهم المخلوع البشير ، أن بإمكانهم التوغُل في الجُرأة على الشعب السوداني وإرادته الحُرة بمُجرَّد إمتلاك موهبة اللا حياء في بذل الأكاذيب ونقض العهود والتحالف مع السُفهاء والجُهلاء والنفعيين وتحويل النعرات القبلية والعنصرية والعصبية المذهبية إلى خنادق مُظلمة وآسنة في معركتهم مع الشعب السوداني ، كما لم يخطر ببالهم أن بإستطاعتهم إخماد صوت الشارع الثوري عبر قتل مواطن أعزل بهدف نشر الخوف والهلع في أركان المجتمع (أنظروا كيف إحتفت ثورة إكتوبر في أدبياتها بشهيدٍ واحد كان إسمهُ القرشي) ، فمقتل القرشي في جامعة الخرطوم كان كافياً لإستسلام الطُغاة ، ففي ذلك الزمن كان للإنسان قيمة وللدماء قداسة ، أما الآن فالشهداء يقاربون الألف عدداً والجرحى والمعتقلين لا يعلم عددهم إلا رب العالمين ، وما زال قادة الإنقلاب الخاسر وحلفائهم يُراهنون على تركيع الشعب السوداني وإستسلام شاباتنا وشبابنا في شارع الثورة المٌمَّهد بالتضحيات الجِسام ، حق لنا بعد أن تباكينا على ضياع الدولة ومؤسساتها أن نتباكى على (هواننا) على من يقودون بلادنا اليوم إلى الهاوية ، ومن يدفعون بأقل الناس فينا وطنيةً وعلماً وحكمةً ونزاهةً وأخلاقاً ليتسيَّدوا الموقف ويؤموا المنابر ، في حين يقبع أصحاب الوطنية والكفاءة من المُنافحين عن الحرية والحق والعدالة في السجون والمنافي وعلى رؤوسهم فوهات البنادق تحملها يد السلطة الجائرة ، وإن غدٍ لناظره قريب.
///////////////////////////