على شرف انتخابات نقابة الصحفيين السودانيين (4) .. محجوب محمد صالح وتوثيقه لمسيرة الصحافة
حسن الجزولي
29 August, 2022
29 August, 2022
نقاط بعد البث
نواصل إضاءاتنا لكتاب محجوب محمد صالح الذي أرخ لمسيرة الصحافة السودانية منذ 1903 وحتى العام 1953، وندلف معه لصدور أول صحيفة سودانية يومية بإسم "النيل" التي أصبح رئيس تحريرها القاضي الشرعي الحاج الأمين بينما عين المصري حسن صبحي مديرها لتحريرها، وقد انتهجت سياسة إدارية وتحريرية جديدة حين أصبحت تصدر صباح كل يوم واعتمدت نظام جديد للاعلان والتوزيع في المنازل وخصصت لأول مرة باعة على الطرقات. وكانت تصدر عن شركة سودانية كان أبرز المساهمين فيها السيد عبد الرحمن المهديومصطفى أبو العلا وعثمان صالح.
وعكس أحد فصول الجزء الثاني من كتاب صالح علاقة الصحافة بالسلطة والمجتمع وأبرز أهم السلبيات التي واجهتها صحافة في طور النمو داخل وطن محتل من قبل سلطتين "بريطانية ومصرية" وكانت ثالثة الأثافي هي المجموعات القبلية التي لم تنصهر بعد في أمة واحدة إضافة للفقر المدقع لبلاد ينقصها التطور في بنياتها الأساسية وتتحكم فيها نسبة الأمية العالية المتفشية وسط سكانها، وهي العوامل التي قال محجوب في كتابه أنها انعكست على الآداء الصحفي وعلى حركة الصحافة في علاقاتها بالمجتمع أولاً وبالسلطة ثانياً".
وفي جانب العلاقة بالسلطة فقد بدأت الدعوة لحرية الصحافة التي كانت مكبلة بالعديد من القوانين الصارمة من السلطة الاستعمارية الحاكمة، بسياسة مهادنة انتهجتها في بداية ، وكانت تتجه للرجاءات والاستعطافات فيما يتعلق بمطالب الصحافة والصحفيين، ولكن بعد توقيع معاهدة عام 1936 وقيام مؤتمر الخريجين، وبعد أن قوي عود الحركة الوطنية لحد ما، بدأ صوت المطالب الصحفية الهامس يرتفع رويداً، وكمثال تم نشر مقال يقول" نطالب بحرية الصحافة ونرى أن القبض من حديد على أيدي الكاتبين الأحرار وتهديدهم بعيشهم إذا ما أرادوا أن ينشروا مبينين ما يجري في دواوين الحكومة وما ينشر في الأروقة الحكومية، عقوق وخروج على مباديئ العدالة"!.وهكذا لم يعد الأمر بمثابة رجاء واستعطاف، بل إدانة وتحدي وإعلان لمطالب محددة، وارتفعت أصوات الصحفيين بأتوضيح أن الصحافة في البلاد تعد (مءسسة متحدثة باسم أهل البلد لأن الصحافة في السودان هي برلماننا الوحيد وإذا ما فك إسارها وحلت أصفادها وقيودها وتركت تعمل آمنة مطمئنة فإنها سيتصل لحلول ترمي لمساعدة الشعب والنهوض به مادياً وأدبياً"!.
وهكذ ففي الفصول اللاحقة تناول صالح قضايا متعلقة بدور الطائفتين الختمية والأنصار في تطور الصحافة السودانية ، وتناول قضية الرأي العام فيما يخص المهنية والاعتدال، وتحدث عن الصحافة الرديكالية، وبالطبع أفرد فصلاً عن صحيفة الأيام في عهد جديد وصحافة جديدة وتجربة جديدة أيضاً عندما تولى المحجوبان وبشير (محجوب محمد صالح ومحجوب عثمان وبشير محمد سعيد) تأسيس صحيفة الأيام في العام 1935.
hassanelgizuli45@gmail.com
///////////////////////
نواصل إضاءاتنا لكتاب محجوب محمد صالح الذي أرخ لمسيرة الصحافة السودانية منذ 1903 وحتى العام 1953، وندلف معه لصدور أول صحيفة سودانية يومية بإسم "النيل" التي أصبح رئيس تحريرها القاضي الشرعي الحاج الأمين بينما عين المصري حسن صبحي مديرها لتحريرها، وقد انتهجت سياسة إدارية وتحريرية جديدة حين أصبحت تصدر صباح كل يوم واعتمدت نظام جديد للاعلان والتوزيع في المنازل وخصصت لأول مرة باعة على الطرقات. وكانت تصدر عن شركة سودانية كان أبرز المساهمين فيها السيد عبد الرحمن المهديومصطفى أبو العلا وعثمان صالح.
وعكس أحد فصول الجزء الثاني من كتاب صالح علاقة الصحافة بالسلطة والمجتمع وأبرز أهم السلبيات التي واجهتها صحافة في طور النمو داخل وطن محتل من قبل سلطتين "بريطانية ومصرية" وكانت ثالثة الأثافي هي المجموعات القبلية التي لم تنصهر بعد في أمة واحدة إضافة للفقر المدقع لبلاد ينقصها التطور في بنياتها الأساسية وتتحكم فيها نسبة الأمية العالية المتفشية وسط سكانها، وهي العوامل التي قال محجوب في كتابه أنها انعكست على الآداء الصحفي وعلى حركة الصحافة في علاقاتها بالمجتمع أولاً وبالسلطة ثانياً".
وفي جانب العلاقة بالسلطة فقد بدأت الدعوة لحرية الصحافة التي كانت مكبلة بالعديد من القوانين الصارمة من السلطة الاستعمارية الحاكمة، بسياسة مهادنة انتهجتها في بداية ، وكانت تتجه للرجاءات والاستعطافات فيما يتعلق بمطالب الصحافة والصحفيين، ولكن بعد توقيع معاهدة عام 1936 وقيام مؤتمر الخريجين، وبعد أن قوي عود الحركة الوطنية لحد ما، بدأ صوت المطالب الصحفية الهامس يرتفع رويداً، وكمثال تم نشر مقال يقول" نطالب بحرية الصحافة ونرى أن القبض من حديد على أيدي الكاتبين الأحرار وتهديدهم بعيشهم إذا ما أرادوا أن ينشروا مبينين ما يجري في دواوين الحكومة وما ينشر في الأروقة الحكومية، عقوق وخروج على مباديئ العدالة"!.وهكذا لم يعد الأمر بمثابة رجاء واستعطاف، بل إدانة وتحدي وإعلان لمطالب محددة، وارتفعت أصوات الصحفيين بأتوضيح أن الصحافة في البلاد تعد (مءسسة متحدثة باسم أهل البلد لأن الصحافة في السودان هي برلماننا الوحيد وإذا ما فك إسارها وحلت أصفادها وقيودها وتركت تعمل آمنة مطمئنة فإنها سيتصل لحلول ترمي لمساعدة الشعب والنهوض به مادياً وأدبياً"!.
وهكذ ففي الفصول اللاحقة تناول صالح قضايا متعلقة بدور الطائفتين الختمية والأنصار في تطور الصحافة السودانية ، وتناول قضية الرأي العام فيما يخص المهنية والاعتدال، وتحدث عن الصحافة الرديكالية، وبالطبع أفرد فصلاً عن صحيفة الأيام في عهد جديد وصحافة جديدة وتجربة جديدة أيضاً عندما تولى المحجوبان وبشير (محجوب محمد صالح ومحجوب عثمان وبشير محمد سعيد) تأسيس صحيفة الأيام في العام 1935.
hassanelgizuli45@gmail.com
///////////////////////