السور الخارجي لقصر بكنجهام غطته باقات الزهور

 


 

 

السور الخارجي لقصر بكنجهام غطته باقات الزهور وهذا ماتم تري لو كان فرحا اكيد أن الزنبقة السوداء سيكون لها حضور كبير وعبق يجلب السرور !!..

سيدة اعتلت عرش بريطانيا وهي في شرخ شبابها وظلت محافظة علي رزانتها وأناقتها وابتسامتها الساحرة لمدة سبعين عاما وكانت تعرف تماما حدود مسؤوليتها فلم تخرج عن النص طيلة هذا الزمن الطويل وبادلها الشعب البريطاني حبا جارفا وردت له هذا الحب بأجمل منه !!..
اجتمع شمل الأسرة قربها في لحظاتها الأخيرة قبل الوداع الأبدي وهذا إجماع لا يتحقق إلا للأسر الناجحة العريقة ودليل علي أن كبيرة العائلة كانت دائما بهم ومعهم في ألفة واحترام متبادل وحبل متين من الود والرصانة في التعامل !!..
هذه السيدة العظيمة التي رحلت عن ٩٦ عاما كانت تمزج بميزان دقيق بين حبها لأسرتها الصغيرة وبين أسرتها الكبيرة التي تشكل الوطن بكامله والدول التي مازالت تربطها أوثق العلاقات مع بريطانيا سواء كانت دول الكومونولث وغيرها وقد رأينا رؤساء العالم المتحضر يعبرون عن حزنهم العميق لرحيل الملكة اليزابيث الثانية والكثير منهم أو من ينوب عنهم سيكونوا حاضرين عند التشييع دلالة على الحب الجارف والوفاء النادر للفقيدة التي خدمت الإمبراطورية وبريطانيا العظمي بامومة حانية ولم تدس أنفها ابدا في ما لا يعنيها وعاشت عمرها المديد تضع نصب عينيها رفاهية الجميع من رعاياها وكان شيئا طبيعيا أن يهرع أفراد الشعب للقصر يعبرون عن الألم العميق وحزنهم الدافق ولم يثنهم المطر عن الوقوف لساعات طوال يذرفون الدموع ويذكرون ايام خلت عاشوها مع ملكتهم الطيبة الواعية الرزينة التي جلبت لهم احترام العالم من الشرق والغرب بإجماع فريد نقلته الفضائيات لكل اركان الدنيا !!..
صار ابنها شارلس خلفا لها وهو تقريبا بشابهها في الطباع والأخلاق الحميدة وفي حب الخير والإنسانية المتدفقة و رأيناه ينزل الي الشارع يصافح المواطنين فردا فردا في تلاحم انيق بين الراعي والرعية في بلد الديمقراطية فيه راسخة والناس فيه سواسية كاسنان المشط لا فرق بين حاكم ومحكوم في الحقوق والواجبات !!..
نتمني أن يفهم حكام العرب والحكام العساكر أن حب شعوبهم لهم يات بالحب المتبادل والتفاني في خدمتهم وجلب الراحة لهم وليس بسرقة أموالهم وايداعها في البنوك الخارجية ويحرمون الشعب منها وفي النهاية حتي الحكام لن يستفيدوا منها أما لأنهم يكونوا قد بلغوا من الكبر عتيا أو أن الدول العظمي قد استولت عليها !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
//////////////////////

 

آراء