مبادرة السادات لزيارة الكيان الاسرائيلي الغاصب جني ثمرتها الصهاينة

 


 

 

مبادرة السادات لزيارة الكيان الاسرائيلي الغاصب جني ثمرتها الصهاينة بكل خبث وبها أخرجوا مصر من زعامة العرب وجعلوها تدور في فلكهم !!..

كلا وحاشا أن بطل اكتوبر السادات عندما فاجأ إسرائيل بزيارة اذهلت العالم وحتي المواطن الإسرائيلي العادي راي في السادات بهذه الخطوة التي لم تخطر بباله ولم يكن يتصورها لا يقظة ولا مناما أنه ملاك أو قديس وربما رسول سلام من الطراز الرفيع جاء يحمل معه الشوق والرغبة لوضع حد للصراع في المنطقة الذي لا يكاد ينقضي وقد كثرت ضحاياه وبسببه هلك الناس ومات الزرع والصرع !!..
مصر كما هو معروف هي قائدة العرب وقد تحملت في سبيل الدفاع عن الأمة الكثير وكانت راضية بهذه المسؤولية الجسيمة وتحملتها باذلة المهج والأرواح والعدة والعتاد وبقية العرب أما أن مشاركتهم في ميدان القتال محدودة أو أنهم لم يجربوا خوض غمار الوغي والتعرض للهيب والنيران لأن جيوشهم أصلا مجهزة لقمع مواطنيهم ولذا سلم منهم الأعداء وهي جيوش ديكورية يشتري لها الملوك والأمراء السلاح بالمليارات بشرط أن لا يستخدم ضد إسرائيل ويظل السلاح هذا الذي كلف الكثير حبيسا في المستودعات الي أن يصدا وتشتري القيادات كوتات جديدة من الأسلحة لا لزوم لها والغرض إنعاش خزينة أسيادهم الامريكان ومن لف لفهم بالمال الوفير الذي تنال إسرائيل أكبر حصة منه وكل يوم تزداد شراسة ضد العرب ومخصصاتها من الغرب تتدفق عليها بردا وسلاما والسلاح مبذول لها مجانا ومعه القبة الحديدية من أجل الطمأنينة وراحة البال .
السادات عندما خطا خطوته الجريئة الغير مسبوقة وقد وصل إلي تل أبيب من مركز قوة وبدلا من أن يقف معه العرب أعلنوا عليه العداوة والبغضاء وسخروا من هذه الزيارة ونعتوه بالخيانة وتقريبا قالوا فيه مالم يقله مالك في الخمر وتطورت الأمور ونزعوا الجامعة العربية من أحضان مصر وارسلوها الي تونس !!..
وكرد فعل علي هذا الجحود وهذا التطاول من معظم الدول العربية علي مصر العروبة أصابت القيادة المصرية الحزن الدفين والشعور بالإهانة والتنكر للتضحيات الغالية التي ظلوا يجودون بها علي مر السنين من غير من أو اذي وحتي الشعب احس بالجرح الغائر في كبريائه المطعونة وظهر الفن وخاصة المسرح يعضد من هذا الشعور بالاسي والحزن وبرزت للوجود المسرحية الشهيرة ( مصر بلدي ويسن ولدي ) وهذه المسرحية دشنت لخروج مصر من صفوف العرب وصارت في ركن قصي تتصرف لوحدها وفاوضت إسرائيل منفردة وافلحت في إرجاع أراضيها المحتلة في سيناء وطابا وسعدت إسرائيل بالتفاوض المباشر مع مصر ودخل جيمى كارتر في الخط وتم التوقيع علي اتفاقية كامب ديفيد التي جعلت القلعة العربية الحصينة مصر مجرد دولة تابعة للصهاينة عملت علي الفوز بما يرضيهم وحتي المدافع المصرية التي كانت فوهاتها موجهة شرقا الي إسرائيل استدارت لتكون في مواجهة ليبيا ومن البنود السرية لهذه الاتفاقية التي شتت شمل العرب ايقاف بث أحاديث الشيخ الشعراوي من التلفزيون وإقالة ابطال اكتوبر مثل الجمصي ومطاردة بعض الأبطال بل اتهامهم بالعمالة !!..
هكذا حول الصهاينة بطل اكتوبر الي عميل لهم صار طوع أمرهم واليوم صارت معظم الدول العربية خرابا يبابا وكل سانحة تنفرد إسرائيل بقطر عربي وتعبث به وتحوله الي لا دولة والمسلسل لا يتوقف وكل هذا بسبب كامب ديفيد وبسبب العرب الذين رأوا في زيارة السادات خيانة مع أنه ذهب إليهم وكان منتصرا عليهم في أكتوبر وكان واثقا من نفسه وضاعت فرصة للتفوق العربى وعدنا من جديد نتجرع الخيبة والسادات كان رأسماله طلقة وضعها القناص عباس الزمر في حنجرته رغم السترة الواقية من الرصاص !!..
طبعا بعد كل هذه التراجيديا وفترة مبارك البائسة وتحوله الي فرعون وقيام الثورة جاء كبير الفراعنة السيسي واجهض الثورة بمساعدة السعودية والإمارات وامريكا لأن هؤلاء القوم الديمقراطية تسبب لهم الكرونا وجدري القرود وانفلونزا الخنازير !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء