تخريمات وتبريمات وفضفضة
فيصل بسمة
10 October, 2022
10 October, 2022
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
القيادة ليست حكراً لأشخاص و أغلب القدامى الذين ذكروا كقادة سياسيين تاريخيين قد وجدوا أنفسهم في المقدمة لأسباب مختلفة في مقدمتها أنهم كانوا القدر المتاح من الأفندية الذين أتيحت لهم الفرصة لفك الخط (من أولاد فلان و علان) ، و قد كان فيهم محدودي القدرة و الذكآء من الذين تبؤوا الدار و المناصب و ملأوا الساحة السياسية و الفضآء بخطبهم الرنانة و نالوا وظآئف في العمل العام و الجهاز التنفيذي ليس لأنهم جهابذة و فطالحة لكنهم أتوا أفندية (الحجل بالرجل) مع السودنة...
و كان وقتها التعليم (لبن طير) و (العندي أنا ما بَدِي) و (مطبول في سحارة المفتش الإنقليزي) الذي يختار و يعطي و يمنح حظوة الجلوس في المقاعد لأبنآء من خدموا و قدموا خدمات للمستعمر (المحتل) الثنآئي...
و من صفات القآئد ان يكون مثلاً و قدوة يحتذى بها و يقتدى به ، و كثيرون من أولئك القدامى لم يكونوا كذلك ، بل كان جلهم/غالبيتهم من أولاد الذوات و الإدارات و البيوتات العاطلون عن العمل الذين (قاموا من نومهم و لقوا كومهم) ، من الذين لا يجيدون شيء سوى ملكة الخطابة و الظرف الإجتماعي و فن تحويل الفسيخ إلى شربات و حياكة التحالفات و كذلك الدسآئس و المؤمرات ، و كان فيهم الكذا و كذا و كان منهم الكذا و كذا و كانت لهم كذا و كذا و كانت عليهم كذا و كذا و (جنس حالات)...
و جزء ليس يسير منهم وصوليون و أرزقية و طفيلية جمعتهم المصالحة و الإرتمآء في أحضان الطآئفية كيما ينالوا الحظوة و مباركة السيدين و توصيات الدآئرة و الجنينة و من ثم الدآئرة فالنيابة البرلمانية فالمراكز و الوظآئف و التصديقات و الأرضي و التراخيص و التوكيلات التجارية...
أما فيما يلي القيادة فإن تصرفات الشخص و تحليه ببعض من الخصال و الصفات تجعل/تحتم على المجموعة تقدمه و تقديمه عليها ، صفات مثل:
الأمانة و الصدق و النزاهة و الإتزان
الفطنة و الذكآء و المبادرة
التجرد و الإيثار
الرؤية و الشفافية و القدرة على الحسم و العمل في فريق مع تقبل النقد و الرأي الآخر و تحمل المسئولية
إن إجتماع كل/معظم هذه الصفات في شخص واحد عسير أو ربما من المستحيل بإستثنآء حالات الرسل و الأنبيآء و أبطال قصص الأساطير و حجاوي الحبوبات...
و يكفي القآئد أن يحوز و يُفَعِّلُ بعضاً من هذه الصفات ، و لكن لن يكون القآئد فَعَّالاً دون الصفات الأساسية:
- الأمانة و الصدق و النزاهة
- الرؤية و الشفافية و القدرة على الحسم و العمل في فريق مع تقبل النقد و الرأي الآخر و تحمل المسئولية
إن ما تقوم به الأحزاب الطآئفية و أحزاب التوابع و (أحزاب عند اللزوم) و (عدي بينا يا ريس) لشيء مقرف و عمل غير أخلاقي يندرج تحت مسميات عديدة فيها: التهافت على المصالح الشخصية و النفاق و الإرتزاق و التطفل و العمالة و الإرتمآء في أحضان: الأجنبي و صاحب البندقية و الدوشكا ، أما الحزب الشيوعي (يرحمه الله) فقد فقدت قيادته في أواخر أيامها الحكمة و البوصلة ، و يسأل سآئلٌ أين العمل؟ و أين الطبقة العاملة و (المسمار الصلحو العمال)؟ و أين الزرع و المزارع؟ ، و يقول آخر (لا شفنا بابور و هندسة مكنيك... و لا أكلنا الرغد و عيش الفريك) مش كده و بس فلقد إستوردنا البنضورة من الأردن و الحليب و الخدار المشكل من السعودية ثم:
باعوا المانقو يا جوزيف...
باعوها لأنه السوق القادم من كل فنادق أوروبا...
من كل عصور الزيف...
و الحديث عن لجان المقاومة ذو شجون و (تصدق آمال و تطول الآجال... و نتقابل) ، و على لجان المقاومة النأي بنفسها و قياداتها عن السَّلفِي و المشمش مع/في السفارات و البعثات الدبلوماسية و الكهنوت السياسي و تحاشي أحلام زلوط و حَشَّاش بدقنو ، و عليهم أن يعووا المقولة التاريخية:
أضربوهم بيد من حديد...
و أن يُفَعِّلُوها ، و أن لا تأخذهم في الحق لومة لآئم ، و ما قالت زينب:
أضرب كفك الطايل... ما ترى الجنزير سمح و خايل...
إلا لأن النجومي كان شوكة في خاصرة المستعمر (المحتل)...
وأن يعلموا أن البعثات الدبلوماسية الأجنبية و بعض من موظفي منظمات العون الإنساني ما هم إلا أفرع و أيادي لأجهزة إستخباراتية تبحث عن عملآء و عيون تخدم مصالحها قبل مصالح الثورة و السودان و الشعوب السودانية و (الدار الما داري أنا ما لي بيه) أو (الزول الما زولي أنا مالي بيه) ، و بمناسبة عشة الفلاتية فإن الذين (جو عايدين) قد عادوا من خدمة المستعمر (المحتل) في كرن و الكفرة ، و معلومٌ أن (الكفرة نيرانها ذي جهنم) ، طيب و عشان نيرانها ذي جهنم تجوا تفكوها فينا إنقلابات و حاجات تانية ، أنحنا دخلنا شنو!!!...
و إن حمدوك لمن الأسباب الرئيسية لفشل الفترة...
و التوافق الوطني تخلقه قيادات و حمدوك زول طيب لكنه يفتقر إلى كل/أغلب صفات القيادة و (دايرها مقنطرة) ، و مش كان أحسن ليهو يجي خبير أو مستشار مع لجنة أمم أو فريق عمل أو تقصي حقآئق و ينزل في فندق السلام روتانا ، و هو مالو و مال ساس يسوس و المَعَافَرَة و دوشة الرأس و حميدتي و كباشي و جبريل و نعال و قفف مني أركو مناوي و الموز و بقية الأرزقية...
و ماذا فعل حمدوك في مواجهة المعوقين؟
غير لوي الرقبة و التبسم السمج و أحاديث العبور و الأنفاق الفطيرة و الشراكة (الشرك) المعجزة التي تتحدث عنها المحافل و الأمم!!!...
ثم تبسم حمدوك و نظر و اصطنع الصبر و ذهب يبحث عن الحكمة عند الأمم المتحدة و الحكمة (راقدة كيمان كيمان) في شوارع المدن السودانية و في وجدان المسحوقين من الشعوب السودانية ، و قد كان بإمكانه أن يكون ثورياً فَعَّالاً يقود التغيير و:
حليل الكان بيهدي الغير صبح محتار يكوس هداي...
و بعدين حمدوك ده الشعوب السودانية أَدَّتُو بَاص pass من باصات الدكتور كمال عبدالوهاب يِشَغِّلُوا في بنك السودان أو مصنع أحذية لاركو أو مصنع نسيج خليل عثمان و حرقوا ليهو الجرايد و بعد ده كلو ما جاب قون و عمل نايم...
حمدوك جبن و لم تكن التضحيات من أولوياته ، و صمت دهراً حتى قال أحدهم:
و لا شال فاتحة... و لا مشى معانا المقابر... و لا وَاجَب و غَمَت في طهور و لا سماية... و لا إِتَّفَن معانا في وَاضَة و لا جَرَّا لينا فوق راي عصاية في تراب حلة...
و علق آخر:
يا حليل أبو الهول أب نخرة مجدوعة على الأقل صمد خلال الدهور ، و زارتو الناس ، و المصوراتية صوروهو...
عمل حمدوك الطويل مع منظمات الأمم المتحدة جعله لا يرى سواها ، الأمم المتحدة التي ما دخلت في شيء إلا شانته و (طَلَّعَت دينو)...
إن حياة الدعة في المنافي (و الزبدة المجلطة في التوست الساخن) و كثرة الترحال على الدرجات الأولى و رجال الأعمال و حضور الورش و المؤتمرات في الفنادق ذات النجوم العديدات لإغرآءٌ شديد و (ليالي يا ليالي... ليالي عودي تاني)...
كل هذا لا يجعل حمدوك و جماعات المتفرنجين و الساقط الحزبي و الفاقد التربوي العآئد من ساحات التمرد و الأرزقية و المواسير رجال المرحلة...
و الحل ليس في الوفاق (الوفاق بجيب العوجة و النفاق و كل العُولَاق)...
الحل في الشباب و القادة الفاعلين الحاسمين و الثورة التي تقيم العدل و تضرب بأيادي من حديد و تعاقب المسيء و المذنب و تحدث التغيير المطلوب في أساليب الحكم و الإدارة...
الثورة ليست سهلة و إختصار الطرق سوف يؤدي إلى إعادة الكوارث و الفوضى و العبث...
و الصبر جميل...
و لقد صبر سيدنا يعقوب و عاش حتى رأى سيدنا يوسف و قد أتاه الله الملك و الحكمة...
و تقريباً للفهم و المعاني فإن إخوة سيدنا يوسف تملكتهم الغيرة و الحسد من حب أبيهم ليوسف و أخيه فقاموا (جَدَعُوا) يوسف في البير عشان ياكلو المَرفَعِين...
و قد أصبح المرفعين ضابط عظيم له تاتشرات و دوشكات ، و يرتدي البدل الفرنسية ، و يعشق التحدث أمام كاميرات القنوات التلڨزيونية عن (البَلِف) و (الأمور الربانية) و العملآء و (الأجندات) و عن القوات النظامية و الأمن...
و عند ذكر سيرة حميدتي و البرهان و حمدوك تطوف بالذهن خاطرتان: أولاهما فرحة الجمهور البسيط في مدرجات الشعب في دور السينما لظهور دي جانقو و رنقو و ما هما إلا قاتلين مأجورين لكنهما في ظاهر الأمر قد إصطفا مع القانون و نصرة الغلابة ، و ثانيهما مداخلات المرحوم الفاضل سعيد مع الفراش حمدان:
حمدان قوم جيب شاي...
و ما حمدان إلا مرسال ، و المرسال رَسَّلنَاهُو لكنو مشى و ما جا...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
القيادة ليست حكراً لأشخاص و أغلب القدامى الذين ذكروا كقادة سياسيين تاريخيين قد وجدوا أنفسهم في المقدمة لأسباب مختلفة في مقدمتها أنهم كانوا القدر المتاح من الأفندية الذين أتيحت لهم الفرصة لفك الخط (من أولاد فلان و علان) ، و قد كان فيهم محدودي القدرة و الذكآء من الذين تبؤوا الدار و المناصب و ملأوا الساحة السياسية و الفضآء بخطبهم الرنانة و نالوا وظآئف في العمل العام و الجهاز التنفيذي ليس لأنهم جهابذة و فطالحة لكنهم أتوا أفندية (الحجل بالرجل) مع السودنة...
و كان وقتها التعليم (لبن طير) و (العندي أنا ما بَدِي) و (مطبول في سحارة المفتش الإنقليزي) الذي يختار و يعطي و يمنح حظوة الجلوس في المقاعد لأبنآء من خدموا و قدموا خدمات للمستعمر (المحتل) الثنآئي...
و من صفات القآئد ان يكون مثلاً و قدوة يحتذى بها و يقتدى به ، و كثيرون من أولئك القدامى لم يكونوا كذلك ، بل كان جلهم/غالبيتهم من أولاد الذوات و الإدارات و البيوتات العاطلون عن العمل الذين (قاموا من نومهم و لقوا كومهم) ، من الذين لا يجيدون شيء سوى ملكة الخطابة و الظرف الإجتماعي و فن تحويل الفسيخ إلى شربات و حياكة التحالفات و كذلك الدسآئس و المؤمرات ، و كان فيهم الكذا و كذا و كان منهم الكذا و كذا و كانت لهم كذا و كذا و كانت عليهم كذا و كذا و (جنس حالات)...
و جزء ليس يسير منهم وصوليون و أرزقية و طفيلية جمعتهم المصالحة و الإرتمآء في أحضان الطآئفية كيما ينالوا الحظوة و مباركة السيدين و توصيات الدآئرة و الجنينة و من ثم الدآئرة فالنيابة البرلمانية فالمراكز و الوظآئف و التصديقات و الأرضي و التراخيص و التوكيلات التجارية...
أما فيما يلي القيادة فإن تصرفات الشخص و تحليه ببعض من الخصال و الصفات تجعل/تحتم على المجموعة تقدمه و تقديمه عليها ، صفات مثل:
الأمانة و الصدق و النزاهة و الإتزان
الفطنة و الذكآء و المبادرة
التجرد و الإيثار
الرؤية و الشفافية و القدرة على الحسم و العمل في فريق مع تقبل النقد و الرأي الآخر و تحمل المسئولية
إن إجتماع كل/معظم هذه الصفات في شخص واحد عسير أو ربما من المستحيل بإستثنآء حالات الرسل و الأنبيآء و أبطال قصص الأساطير و حجاوي الحبوبات...
و يكفي القآئد أن يحوز و يُفَعِّلُ بعضاً من هذه الصفات ، و لكن لن يكون القآئد فَعَّالاً دون الصفات الأساسية:
- الأمانة و الصدق و النزاهة
- الرؤية و الشفافية و القدرة على الحسم و العمل في فريق مع تقبل النقد و الرأي الآخر و تحمل المسئولية
إن ما تقوم به الأحزاب الطآئفية و أحزاب التوابع و (أحزاب عند اللزوم) و (عدي بينا يا ريس) لشيء مقرف و عمل غير أخلاقي يندرج تحت مسميات عديدة فيها: التهافت على المصالح الشخصية و النفاق و الإرتزاق و التطفل و العمالة و الإرتمآء في أحضان: الأجنبي و صاحب البندقية و الدوشكا ، أما الحزب الشيوعي (يرحمه الله) فقد فقدت قيادته في أواخر أيامها الحكمة و البوصلة ، و يسأل سآئلٌ أين العمل؟ و أين الطبقة العاملة و (المسمار الصلحو العمال)؟ و أين الزرع و المزارع؟ ، و يقول آخر (لا شفنا بابور و هندسة مكنيك... و لا أكلنا الرغد و عيش الفريك) مش كده و بس فلقد إستوردنا البنضورة من الأردن و الحليب و الخدار المشكل من السعودية ثم:
باعوا المانقو يا جوزيف...
باعوها لأنه السوق القادم من كل فنادق أوروبا...
من كل عصور الزيف...
و الحديث عن لجان المقاومة ذو شجون و (تصدق آمال و تطول الآجال... و نتقابل) ، و على لجان المقاومة النأي بنفسها و قياداتها عن السَّلفِي و المشمش مع/في السفارات و البعثات الدبلوماسية و الكهنوت السياسي و تحاشي أحلام زلوط و حَشَّاش بدقنو ، و عليهم أن يعووا المقولة التاريخية:
أضربوهم بيد من حديد...
و أن يُفَعِّلُوها ، و أن لا تأخذهم في الحق لومة لآئم ، و ما قالت زينب:
أضرب كفك الطايل... ما ترى الجنزير سمح و خايل...
إلا لأن النجومي كان شوكة في خاصرة المستعمر (المحتل)...
وأن يعلموا أن البعثات الدبلوماسية الأجنبية و بعض من موظفي منظمات العون الإنساني ما هم إلا أفرع و أيادي لأجهزة إستخباراتية تبحث عن عملآء و عيون تخدم مصالحها قبل مصالح الثورة و السودان و الشعوب السودانية و (الدار الما داري أنا ما لي بيه) أو (الزول الما زولي أنا مالي بيه) ، و بمناسبة عشة الفلاتية فإن الذين (جو عايدين) قد عادوا من خدمة المستعمر (المحتل) في كرن و الكفرة ، و معلومٌ أن (الكفرة نيرانها ذي جهنم) ، طيب و عشان نيرانها ذي جهنم تجوا تفكوها فينا إنقلابات و حاجات تانية ، أنحنا دخلنا شنو!!!...
و إن حمدوك لمن الأسباب الرئيسية لفشل الفترة...
و التوافق الوطني تخلقه قيادات و حمدوك زول طيب لكنه يفتقر إلى كل/أغلب صفات القيادة و (دايرها مقنطرة) ، و مش كان أحسن ليهو يجي خبير أو مستشار مع لجنة أمم أو فريق عمل أو تقصي حقآئق و ينزل في فندق السلام روتانا ، و هو مالو و مال ساس يسوس و المَعَافَرَة و دوشة الرأس و حميدتي و كباشي و جبريل و نعال و قفف مني أركو مناوي و الموز و بقية الأرزقية...
و ماذا فعل حمدوك في مواجهة المعوقين؟
غير لوي الرقبة و التبسم السمج و أحاديث العبور و الأنفاق الفطيرة و الشراكة (الشرك) المعجزة التي تتحدث عنها المحافل و الأمم!!!...
ثم تبسم حمدوك و نظر و اصطنع الصبر و ذهب يبحث عن الحكمة عند الأمم المتحدة و الحكمة (راقدة كيمان كيمان) في شوارع المدن السودانية و في وجدان المسحوقين من الشعوب السودانية ، و قد كان بإمكانه أن يكون ثورياً فَعَّالاً يقود التغيير و:
حليل الكان بيهدي الغير صبح محتار يكوس هداي...
و بعدين حمدوك ده الشعوب السودانية أَدَّتُو بَاص pass من باصات الدكتور كمال عبدالوهاب يِشَغِّلُوا في بنك السودان أو مصنع أحذية لاركو أو مصنع نسيج خليل عثمان و حرقوا ليهو الجرايد و بعد ده كلو ما جاب قون و عمل نايم...
حمدوك جبن و لم تكن التضحيات من أولوياته ، و صمت دهراً حتى قال أحدهم:
و لا شال فاتحة... و لا مشى معانا المقابر... و لا وَاجَب و غَمَت في طهور و لا سماية... و لا إِتَّفَن معانا في وَاضَة و لا جَرَّا لينا فوق راي عصاية في تراب حلة...
و علق آخر:
يا حليل أبو الهول أب نخرة مجدوعة على الأقل صمد خلال الدهور ، و زارتو الناس ، و المصوراتية صوروهو...
عمل حمدوك الطويل مع منظمات الأمم المتحدة جعله لا يرى سواها ، الأمم المتحدة التي ما دخلت في شيء إلا شانته و (طَلَّعَت دينو)...
إن حياة الدعة في المنافي (و الزبدة المجلطة في التوست الساخن) و كثرة الترحال على الدرجات الأولى و رجال الأعمال و حضور الورش و المؤتمرات في الفنادق ذات النجوم العديدات لإغرآءٌ شديد و (ليالي يا ليالي... ليالي عودي تاني)...
كل هذا لا يجعل حمدوك و جماعات المتفرنجين و الساقط الحزبي و الفاقد التربوي العآئد من ساحات التمرد و الأرزقية و المواسير رجال المرحلة...
و الحل ليس في الوفاق (الوفاق بجيب العوجة و النفاق و كل العُولَاق)...
الحل في الشباب و القادة الفاعلين الحاسمين و الثورة التي تقيم العدل و تضرب بأيادي من حديد و تعاقب المسيء و المذنب و تحدث التغيير المطلوب في أساليب الحكم و الإدارة...
الثورة ليست سهلة و إختصار الطرق سوف يؤدي إلى إعادة الكوارث و الفوضى و العبث...
و الصبر جميل...
و لقد صبر سيدنا يعقوب و عاش حتى رأى سيدنا يوسف و قد أتاه الله الملك و الحكمة...
و تقريباً للفهم و المعاني فإن إخوة سيدنا يوسف تملكتهم الغيرة و الحسد من حب أبيهم ليوسف و أخيه فقاموا (جَدَعُوا) يوسف في البير عشان ياكلو المَرفَعِين...
و قد أصبح المرفعين ضابط عظيم له تاتشرات و دوشكات ، و يرتدي البدل الفرنسية ، و يعشق التحدث أمام كاميرات القنوات التلڨزيونية عن (البَلِف) و (الأمور الربانية) و العملآء و (الأجندات) و عن القوات النظامية و الأمن...
و عند ذكر سيرة حميدتي و البرهان و حمدوك تطوف بالذهن خاطرتان: أولاهما فرحة الجمهور البسيط في مدرجات الشعب في دور السينما لظهور دي جانقو و رنقو و ما هما إلا قاتلين مأجورين لكنهما في ظاهر الأمر قد إصطفا مع القانون و نصرة الغلابة ، و ثانيهما مداخلات المرحوم الفاضل سعيد مع الفراش حمدان:
حمدان قوم جيب شاي...
و ما حمدان إلا مرسال ، و المرسال رَسَّلنَاهُو لكنو مشى و ما جا...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com