مستقبل الحركة الإسلامية السودانية
فؤاد العجباني
12 October, 2022
12 October, 2022
elagabani@yahoo.com
كان المفروض أن تكون الحركة الإسلامية السودانية حركة إحياء وتجديد وتوحيد، تجمع الأمة على مبادئ الدين الحنيف وتجدد شباب الأمة وحيويتها على أسس تتوافق مع واقع العصر. ولكن للأسف اتبعت الحركة نهج الإخوان المسلمين المصريين دون أن تحلل تجربتهم أو تستفيد من أخطائهم وعثراتهم. فتحولت الحركة في نهاية المطاف وبعد عقود من العمل والتضحيات إلى حزب سياسي استبدادي لا يهمه سوى السيطرة على السلطة ولا يبالي في سبيل ذلك بارتكاب أبشع الجرائم في حق الناس والوطن. وكان الأولى بالحركة أن تبقى كما كانت في البداية حركة دعوية وجماعة ضغط وتأثير مفتوحة لكل الناس من جميع الاتجاهات السياسية وليست حزبا سياسيا قائما بذاته.
وكان يمكن أن يكون الدكتور الترابي مجدد القرن، لما أوتي من ذكاء حاد وعلم وثقافة شاملة وعميقة دينية ودنيوية. ولكنه اهتم بالعمل السياسي أكثر من العمل الفكري، ربما خوفا من شبح بعبع اليسار، فلم يوفق في هذا ولا ذاك، فقام بانقلابه وجرد عضوية الحركة من حقوقها المشروعة واستبد بالقرار مع قلة قليلة من أهل الثقة، وانتهى به الأمر إلى تسليم السلطة لمن ليس أهلا لها ولا حق له فيها، وقضى ٱخر حياته مناضلا ضد من رعاهم وأوصلهم إلى سدة الحكم وسلطهم على رقاب الناس. وكان الأجدر به كمفكر أن يجعل الأولوية الأولى لوضع قواعد المنهج الفكري وأسس العمل الدعوي وتقديم النصح والمشورة لقيادة العمل السياسي، فلم يخرج على الناس بفكر سوى أفكار مبعثرة وفتاوى شاذة خلافية.
وكان يجدر بالمؤتمر. الوطني بعد أن ثار عليه الشعب أن يثوب إلى رشده ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الناس، وأن يجري تقييما شاملا لتجربته لتقويم اعوجاجها وانحرافها ويعتذر للشعب عما ارتكبه في حقه من جرائم وخراب ستمتد ٱثاره إلى عدة عقود، بدلا من أن يتٱمر مع العسكر لضرب الثورة المجيدة.
١٠/١٠/٢٠٢٢
كان المفروض أن تكون الحركة الإسلامية السودانية حركة إحياء وتجديد وتوحيد، تجمع الأمة على مبادئ الدين الحنيف وتجدد شباب الأمة وحيويتها على أسس تتوافق مع واقع العصر. ولكن للأسف اتبعت الحركة نهج الإخوان المسلمين المصريين دون أن تحلل تجربتهم أو تستفيد من أخطائهم وعثراتهم. فتحولت الحركة في نهاية المطاف وبعد عقود من العمل والتضحيات إلى حزب سياسي استبدادي لا يهمه سوى السيطرة على السلطة ولا يبالي في سبيل ذلك بارتكاب أبشع الجرائم في حق الناس والوطن. وكان الأولى بالحركة أن تبقى كما كانت في البداية حركة دعوية وجماعة ضغط وتأثير مفتوحة لكل الناس من جميع الاتجاهات السياسية وليست حزبا سياسيا قائما بذاته.
وكان يمكن أن يكون الدكتور الترابي مجدد القرن، لما أوتي من ذكاء حاد وعلم وثقافة شاملة وعميقة دينية ودنيوية. ولكنه اهتم بالعمل السياسي أكثر من العمل الفكري، ربما خوفا من شبح بعبع اليسار، فلم يوفق في هذا ولا ذاك، فقام بانقلابه وجرد عضوية الحركة من حقوقها المشروعة واستبد بالقرار مع قلة قليلة من أهل الثقة، وانتهى به الأمر إلى تسليم السلطة لمن ليس أهلا لها ولا حق له فيها، وقضى ٱخر حياته مناضلا ضد من رعاهم وأوصلهم إلى سدة الحكم وسلطهم على رقاب الناس. وكان الأجدر به كمفكر أن يجعل الأولوية الأولى لوضع قواعد المنهج الفكري وأسس العمل الدعوي وتقديم النصح والمشورة لقيادة العمل السياسي، فلم يخرج على الناس بفكر سوى أفكار مبعثرة وفتاوى شاذة خلافية.
وكان يجدر بالمؤتمر. الوطني بعد أن ثار عليه الشعب أن يثوب إلى رشده ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الناس، وأن يجري تقييما شاملا لتجربته لتقويم اعوجاجها وانحرافها ويعتذر للشعب عما ارتكبه في حقه من جرائم وخراب ستمتد ٱثاره إلى عدة عقود، بدلا من أن يتٱمر مع العسكر لضرب الثورة المجيدة.
١٠/١٠/٢٠٢٢