مذكرات معلم مخضرم تنشر والحكم فيها للجمهور (٥) والأخيرة !!

 


 

 

المؤلم أن ٧ مليون طفل أصبحوا خارج مظلة العلم علي حسب إفادة اليونسكو والذي يقطع نياط القلب ويجعل العين تدمع أن الصرف علي المدارس والجامعات الحكومية يكاد أن يتوقف لأن الأجهزة الأمنية صارت تستأثر بجمل الميزانية وماحمل والذي زاد الطين بلة أن عطالي الحركات المسلحة من مليشيات لا نفع من ورائها غير نشر الذعر في العاصمة التي استباحوها من غير أن يراجعهم أحد أو تتم مساءلتهم بأي صورة كانت ومع كل هذا الاذي يفتح لهم جبريل خزينة الدولة فينالوا من الغنائم الكثير ويطلبون المزيد ويبدو أنهم فهموا بأن اتفاقية جوبا الكارثية كانت لتقسيم الغنائم لحضراتهم التي ما وضعت لبنة في الثورة وشاركت في انقلاب البرهان بالتاييد المطلق وحملوا سلاحهم جهاراً نهاراً يرهبون به المواطن بل يشاركون فى فض المظاهرات بكل ما عندهم من حقد وكراهية وتشفي وهم فوق ذلك يضمرون للوطن والمواطن ما يشيب له رأس الوليد !!..
المدارس الخاصة والجامعات صارت في غالبيتها تحت سيطرة الكيزان جعلوها تجارية القصد منها التربح وقد استغلوا القنوات الفضائية مثل النيل الازرق يتحدثون علي مدار ساعة كاملة أو أكثر عن مؤسساتهم التعليمية التي تزخر بخيرة أهل الأرض من المعلمين وعن المباني يكادوا يحعلونها مثل العروس في ليلة الزفاف ويتبارون في تقديم الخدمات للطلاب والطالبات وقيام الرحلات والمنتديات العلمية والرفاهية والبهرجة من كل لون وجنس وكثير مما خفي وكل هذا البذخ لا يمت بصلة لسواد عيون رفعة الوطن عن طريق التعليم النوعي المواكب بل من أجل المبالغة في فرض الرسوم التي أصبحت بالمليارات وبالدولارات والحكومة سمعنا أنها إبان حقبة المخلوع وعن طريق وزارة التربية كانت تتعمد إهمال التعليم الحكومي وتفتح الباب علي مصراعيه للمحاسيب والموالين للدخول في كازينوهات المدارس والجامعات الخاصة فيجنون من ريعها الخير الكثير فياكلون الشهد وتاكل معهم الوزارة التي كانت خدمية تدفع بميزانيات مفهومة للنهوض بالتعليم وصارت للاسف جابية تريد إتاوات من أي مدرسة خاصة ولو كانت في الحدود !!..
الجامعات الحكومية بدأت منذ أيام المخلوع تهرم وتشيخ وصارت بؤرة للكيزان لهم فيها مكاتب للجهاد ويفوجون منها الطلاب ليحاربوا اخوتهم في الجنوب علي زعم أنها حرب مقدسة وكان المجاهدون من الكيزان تعطي لهم درجات النجاح في الامتحان دون أن يجلسوا إليه مما جعل كثير من الناس يعجبون في أن الكوز يوهم الدنيا بأنه خارج لنيل الشهادة وقلبه مازال معلقا بدرجات الامتحان الذي لم يجلس إليه !!..
كانت زعامة الكيزان في حالة قتل أحدهم يخاطبون ام القتيل ويطلبون منها تزغرد علي أساس أن ولدها قد مات شهيدا وهذا السلوك الغير منطقي وغير سوي استهجنه الشيخ القرضاوي في احدي زياراته السودان وقد عبر عن ذلك بقوله :
( لكن ليس الي هذه الدرجة ) !!..
وكما نقول نحن بالعامية :
( بالغتم ياجماعة جنس بوليغة ) !!..
عموما المدارس لم تعد مدارس ورحل الكثير من السودانيين لمصر من أجل تعليم فلذات أكبادهم ومنهم من استقروا في أوروبا وامريكا لنفس الغرض وحتي أساتذة الجامعات أهل الرأي وقادة الفكر ومشاعل المعرفة والذي ينتظر منهم أن يحدو الركب وبقودوا المسيرة ويحدثوا التغيير ويساهموا في التنمية بدفع عجلة التقدم للأمام تجدهم عندما يجتمعوا في صعيد واحد والشعب ينتظر منهم كلمة مفيدة لا يطالبون ولا يذكرون إلا زيادة المرتبات !!..
ماذا نتوقع لمستقبل السودان وقادة الفكر فيه يحلمون فقط بزيادة المرتبات وربما تكرم عليهم حميدتي بما يثلج صدرهم ويعطيهم ما يشتهون والبرهان يتلاعب بالجامعات ومجالس إدارتها واساتذتها والمدراء وبجرة قلم يرسلهم الي العراء ليحل محلهم أهل الثقة البصمجية الذين دائما جاهزين بكلمة حاضر يافندم !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
/////////////////////////

 

آراء