المؤتمر الوطني – آخر معاقل الإسلاميين !!
اسماعيل عبدالله
31 October, 2022
31 October, 2022
إسلاميو السودان عبر الحقب تغيّرت أسماؤهم وتبدلت جلودهم، حتى استقروا جميعاً تحت راية حزب السلطة القائمة قبل إسقاط الدكتاتور - رئيس الحزب والحكومة والدولة، هذا الإسقاط الذي هدم آخر معقل من معاقلهم، ومهما حاولوا العودة للمشهد العام لن يقدروا على الدفاع عن أنفسهم عمّا ارتكبوه من فظائع مشهودة بحق الوطن والمواطن، وأعظم هذه الموبقات إفراغ الدين من محتواه النبيل، واستهلاك معانيه الإيمانية الراسخة في وجدان الناس فيما لا علاقة له بالدنيا والآخرة، وأبشع جرم ارتكبوه بحق هذه الديانة الخاتمة هو المتاجرة الرخيصة بآيات الله التامات والتغرير والزج بالشباب في حرب الجنوب الأهلية ذات الأجندة السياسية، الأمر الذي لعب الدور الرئيس في فصل هذا الجزء العزيز من التراب، لقد كانت حروب الرسول الكريم في بدر وأحد فتحاً للاسلام وتمدداً لدولة الخلافة الراشدة، أما الحروب التي خاضها المرحوم حسن الترابي ورفاقه غير الميامين بجنوب البلاد، قلّصت مساحات (دولة الاسلام) بدل أن تمددها داخل العمق الأفريقي (الوثني)، وكانت حروب الهوس الديني بحق المواطنين السودانيين خير دليل على خطل مشروع إسلاميي السودان، وأمست تلك الحروب بمثابة الصخرة التي تكسّر عليها ثور الجبهة الإسلامية الهائج المصنوع من الخزف والمنسوج من خيط العنكبوت الواهن.
الأطروحات السياسية بحاجة للتجديد حسب متطلبات المرحلة وتماشياً مع طموحات الأجيال المعاصرة، لقد نفدت بضاعة المتاجرة بالدين واستغلال العاطفة التبتلية والتعبدية لدى الفرد والجماعة، فلم تعد تدغدغ مشاعر شباب اليوم المتطلع نحو الرفاه الاقتصادي وريادة العالم، ولم تعد الخطب المستغلة للاتجاهات الروحية التي جبل عليها الناس ذات أثر تشويشي يذوّب حاجات الناس من مأكل ومشرب في ماعون الكهنوت والدجل والشعوذة، بعد أن استنار الجيل الجديد ووعى حقوقه الأساسية المنصوص عليها في المواثيق والمعاهدات، فلو أرادت أحزاب الأمة والاتحادي والجمهوري والبعث والشيوعي تطوير خطابها السياسي، عليها الخروج من جلباب الوعود الأفلاطونية وارتداء رداء الواقعية ومخاطبة قضايا العيش الكريم وكيفية معالجة مشكلات الفقر والتعليم والصحة، وأن تترك ما لقيصر لقيصر وما لله لله، والشعوب ليست بحاجة لمن يعلمها الصلاة وجباية الزكاة وكيفية الوضوء، بل تميل هذه الجموع الهادرة مع من يوفّر لها كسرة الخبز والدواء والمسكن والفصل الدراسي ومركز الشرطة الذي يحمي حماها، هذا الوعي المدني المتنامي في أوساط الكبار والصغار أصبح المنعش لسوق الانتخابات القادمة، والمحدد لمن يعتلون المقعد الدستوري المراقب من قبل الناخب.
جرائم حرب وفساد رموز حزب المؤتمر الوطني المحلول لا تعفى ولن يتجاوزها الزمن، وسوف يحاكم كل رمز مؤتمرجي ولغ في المال العام وسرق أصول الدولة، وإعادة المنهوب للخزينة العامة أمر حتمي، وقد التصق وصم فاسد وحرامي ومغتصب وقاتل برموز الحكم الاسلامي - الانقاذي العريض، وهذا الفساد العظيم غرس في نفوس الناس قناعة لا تتزحزح بأن لا يولوا المتدثرين برداء الدين ولاية المال العام، وواحدة من أهم أسباب الرفض الشعبي الذي يواجهه وزير مالية الإنقلاب هو انتماءه الصميم للإسلاميين منذ نعومة أظفاره، الذين عرفوا بالاكثار في الفساد، فهنالك جدار سميك من عدم الثقة قد تم بناءه بين المواطن والكوز – الإسلامي، لن يزال بسبب السمعة السيئة التي أسس لها الإسلاميون إبّان فترة حكمهم الممتد لثلاثين عاماً، ولا تغرّنك جرأة بعض رموز هذا الحزب المحلول هذه الأيام وتقديمهم للخطاب المهادن المقصود منه استغفال بعض المساكين، فالتمكين الحزبي والاقصاء السياسي الذي مارسوه يكفي لابعاد الناخب عن خيمتهم إذا قدر لها أن تنصب بميدان الاقتراع، هذا فضلاً عن صراعاتهم البينية الهادفة لوراثة عرشهم الساقط، فهم متفرقون أيدي سبأ، علي كرتي يسعى لأن يكون ربّان السفينة، وعلي الحاج يرى أنه الأكفأ لخلافة الكاهن الأكبر، وبين صراع العليين تغرق السفينة وتغوص نحو القاع.
اسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
30 اكتوبر 2022
الأطروحات السياسية بحاجة للتجديد حسب متطلبات المرحلة وتماشياً مع طموحات الأجيال المعاصرة، لقد نفدت بضاعة المتاجرة بالدين واستغلال العاطفة التبتلية والتعبدية لدى الفرد والجماعة، فلم تعد تدغدغ مشاعر شباب اليوم المتطلع نحو الرفاه الاقتصادي وريادة العالم، ولم تعد الخطب المستغلة للاتجاهات الروحية التي جبل عليها الناس ذات أثر تشويشي يذوّب حاجات الناس من مأكل ومشرب في ماعون الكهنوت والدجل والشعوذة، بعد أن استنار الجيل الجديد ووعى حقوقه الأساسية المنصوص عليها في المواثيق والمعاهدات، فلو أرادت أحزاب الأمة والاتحادي والجمهوري والبعث والشيوعي تطوير خطابها السياسي، عليها الخروج من جلباب الوعود الأفلاطونية وارتداء رداء الواقعية ومخاطبة قضايا العيش الكريم وكيفية معالجة مشكلات الفقر والتعليم والصحة، وأن تترك ما لقيصر لقيصر وما لله لله، والشعوب ليست بحاجة لمن يعلمها الصلاة وجباية الزكاة وكيفية الوضوء، بل تميل هذه الجموع الهادرة مع من يوفّر لها كسرة الخبز والدواء والمسكن والفصل الدراسي ومركز الشرطة الذي يحمي حماها، هذا الوعي المدني المتنامي في أوساط الكبار والصغار أصبح المنعش لسوق الانتخابات القادمة، والمحدد لمن يعتلون المقعد الدستوري المراقب من قبل الناخب.
جرائم حرب وفساد رموز حزب المؤتمر الوطني المحلول لا تعفى ولن يتجاوزها الزمن، وسوف يحاكم كل رمز مؤتمرجي ولغ في المال العام وسرق أصول الدولة، وإعادة المنهوب للخزينة العامة أمر حتمي، وقد التصق وصم فاسد وحرامي ومغتصب وقاتل برموز الحكم الاسلامي - الانقاذي العريض، وهذا الفساد العظيم غرس في نفوس الناس قناعة لا تتزحزح بأن لا يولوا المتدثرين برداء الدين ولاية المال العام، وواحدة من أهم أسباب الرفض الشعبي الذي يواجهه وزير مالية الإنقلاب هو انتماءه الصميم للإسلاميين منذ نعومة أظفاره، الذين عرفوا بالاكثار في الفساد، فهنالك جدار سميك من عدم الثقة قد تم بناءه بين المواطن والكوز – الإسلامي، لن يزال بسبب السمعة السيئة التي أسس لها الإسلاميون إبّان فترة حكمهم الممتد لثلاثين عاماً، ولا تغرّنك جرأة بعض رموز هذا الحزب المحلول هذه الأيام وتقديمهم للخطاب المهادن المقصود منه استغفال بعض المساكين، فالتمكين الحزبي والاقصاء السياسي الذي مارسوه يكفي لابعاد الناخب عن خيمتهم إذا قدر لها أن تنصب بميدان الاقتراع، هذا فضلاً عن صراعاتهم البينية الهادفة لوراثة عرشهم الساقط، فهم متفرقون أيدي سبأ، علي كرتي يسعى لأن يكون ربّان السفينة، وعلي الحاج يرى أنه الأكفأ لخلافة الكاهن الأكبر، وبين صراع العليين تغرق السفينة وتغوص نحو القاع.
اسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
30 اكتوبر 2022