ينقص مدارسنا التدريب علي فن المخاطبة باللغة الإنجليزية التي كادت أن تندثر بسبب الإهمال !!

 


 

 

نرحب بعودة المرحلة الوسطي رغم التعثر الذي لازم هذه العودة وكلنا يذكر مع أول حصة انجليزي بالسنة الأولي حيث يبدأ التلميذ تعلم هذه اللغة لأول مرة في حياته حيث يكون في أشد الشوق لها ويتقبلها بذهن مفتوح خاصة وأن من يلقنه ابجدياتها وفنونها وطقوسها هو الناظر شخصيا أو احد قدامي المعلمين أصحاب الخبرة الثرة الذين يكون بينه وبين مستمعيه خيط رفيع لا مرئي يجعل قاعة الدراسة وكأنها سفينة فضائية تسبح في بحر السكون مما يجعل الانصات التام هو سيد الموقف ولذلك جاءت أولي واهم مهارات تعلم اللغة الانجليزية واي لغة أخري الانصات ( Listening ) وعن طريق الاذن تنتقل المعلومة للدماغ ( Brain ) لتصل إلي الذاكرة ( Memory ) وتظل في الحفظ والصون الي أن ينتقل المتلقي ( Receipent ) الي منتج ( Productive ) بالافصاح عن مكنوناته ويواصل المسيرة بالولوج الي دنيا القراءة التي تتيح له التلقي الي أن يصير كاتبا ينتج في شتي المعارف والافهام .
مهارات التعلم الأربعة تلازم الطفل من بداياته وتلازمه مثل ظله الي أن يبلغ مرحلة الشيخوخة وكما قالوا فإن مهارة الانصات لاغني عنها وبعدمها يفوت علي الصغير والكبير الكثير وتصبح اللغة خاصة عصية مثل دموع ( ابو فراس الحمداني ) وفي فصول الصغار المكتظة وندرة المعلم المدرب المدجج بوسائل الإيضاح الذكية وتمكنه من جعل مادة درسه تنساب مثل ماء النيل الرقراق وأسر تلاميذه بعرض جذاب يجعلهم معه في تواصل تام الي أن يقول الجرس كلمته وهنا يتمني الدارسون لو أن الزمن به فسحة من امل يساعدهم في الاستزادة من الدرر الغالية التي ليس لها ثمن !!
بخت الرضا قالت لمعلمها المتدرب وقبل أن ترسله للمدارس اياك إياك في حصة الانجليزى أن يصدر منك وخاصة للصغار المبتدئين اي كلام بلغتهم الأمة ولا حتي كلمة واحدة وحاول أن تجتهد لإيصال المعلومة مستخدما التمثيل ولغة الجسد وتكثيف وسائل الإيضاح وتشجيعهم علي التعبير عن أنفسهم بقدر الإمكان ورفع روحهم المعنوية وكسر حاجز اللغة النفسي فيهم وطرد كل خوف أو تهيب يمكن أن يعتريهم وتحويل قاعة الدراسة الي مسرح وساحة العاب والاستفادة من الحوش في ممارسة اللغة مع الركض ومختلف التمارين الرياضية !!..
منذ للوهلة الاولى إذا لم يكتب التلميذ الحرف الانجليزي ويرسمه رسما وينطقه بصورة جيدة ويربط الحروف مع بعضها في تناسق موسيقي وسلاسة وأناقة ويعرف الفرق بين الحرف الكبير والصغير وإذا لازمه سوء الخط الي الفصل الثاني وصعد به الي بقية الفصول حتي امتحان شهادة الاساس أو الثانوية فإن مثل هذا الطالب إذا توظف يكون كارثة على الخدمة المدنية وإذا صار مسؤولا كبيرا تكون الطامة الكبري !!..
نعيد القول بأن مهارات اللغة يتقنها الصغير في بواكير تعلمه من المعلم المدرب صاحب القدرات العالية وتوفر المعينات من وسائل الإيضاح وان يكون المعلم مع كل ما يملكه من احترافية أن يكون محبا لمادته يجعلها كهواية يبذل قصارى طاقته لتوصيلها للمتلقيين ويعطيهم الوقت الكافي للتجاوب الرصين مع فكرته ولا يستأثر بزمن الدرس يستحوذ عليه وحده ولا يجعل من نفسه محاضرا بالجامعات والمعاهد العليا مخافة أن يفقد هذا الخيط الرفيع الغير مرئي الذي يربطه مع مستمعيه !!..
نخلص الي أن تدريس اللغة الإنجليزية شيء والتدرب علي إتقانها وامتلاك ناصيتها شيء آخر بمعني أن من يقوم بالتدريب لجعل طلابه في قمة جاهزيتهم الخطابية وهذا هو الغرض الاسمي من التدريب وعلي المدرب أن يتحلي بأكبر قدر من الصبر وان يكتشف منذ البداية من لهم الاستعداد علي السير معه في هذا الطريق الذي يحتاج الى زاد مقدر من الثقة بالنفس وطرد الخوف وببساطة أن يكون الدارس مقتحم لا يهاب ركوب الامواج والجبال وكما يقول الأمريكان يجب أن يكون ( Aggressive ) لا يخاف عند التخاطب لومة لائم ولا يهتم لما يبدر عنه من أخطاء خاصة في ال ( Grammar ) والوقوع في الخطأ أثناء الخطابة ليس بمعصوم عنه كبار العلماء والأدباء والشعراء والساسة ) !!..
هيا الي التخاطب وإجادة هذا الفن بالإستماع الي المخضرمين من المعلمين بالانصات الجيد والتهام كتب المكتبة ومتابعة البرامج بالانجليزية في وسائل الإعلام المختلفة وان يدرب كل شخص نفسه علي المبادرة والتحدث من غير تكلف وتردد وخوف !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء