نريد أن نفهم هل العيب في قادة الأحزاب ام العسكر ؟!

 


 

 

اجمل ما في انقلاب البرهان أنه فشل بنسبة مائة في المائة واجمل مافي هذه النسبة العالية الرسوبية أنها تجعل اي انقلابي يفكر مليار مرة قبل أن يقدم علي مثل هذه الحماقة التي أورثت بلادنا الجهل والفاقة أما هذه الزيارات البرهانية لحاميات الجيش والحديث المكرور للضباط وصف الضباط والجنود بأن هنالك جهات تريد أن تعود للسلطة عبر بوابة القيادة العامة يدل علي أن القائد الاعلي قد أصبحت حاضنته الحصرية هي هذه الحاميات وحلل لنفسه في مناسباته التطوافية هذه أن يهيئ لمستمعيه جوا من البلبلة المقصودة لذاتها في أن السياسين يضمرون شرا للجيش ولا يتورعون من اختراقه وأنه لن يسمح بذلك ما دام فيه عرق ينبض بل وصل به الأمر في أن يتحسس مسدسه كما أن إعلامه المدجن صوره كبطل في الرماية لا يخطئ في إصابة الهدف وياليتهم صوروه كقائد فعلي يفكر ويسعي لسعادة ورفاهية الوطن بكل تجرد ووطنية وإخلاص في النية !!..
لا ادري هل اكتشف البرهان فجأة أن الكيزان يريدون أن يعودوا للسلطة مستخدمين الجيش وهم الذين اخترقوا هذه المؤسسة الوطنية من زمان يوم كان الكيزان وعلي رأسهم شيخ علي عثمان محمد طه يجتمعون بالضباط حتي داخل عرينهم مما سهل عليهم استلام البلد بكاملها في يونيو ١٩٨٩ وصار الزي العسكري مشاعا يلبسه منسوبو الجبهة الإسلامية ويدخلون به الي مقار عملهم من غير حرج وصار الكلاشنكوف عندهم عاديا يحملونه مثلما يحملون حقائب السومسونايت والبلد فعلا بقت بلادهم وصاروا أسيادها والواحد منهم يتم تدويره في المناصب الوزارية وغير الوزارية لسنين عددا وهو لا يشبع من أكل السحت والمال الحرام !!..
هذه المسرحيات سيئة الاخراج بدأ بها الترابي عهده غير الميمون حيث ذهب السجن حبيسا وأرسل المغفل الذي تم اختياره بعناية للقصر رئيسا وانقلب السحر علي الساحر واستمر المخلوع يقبض بيد من حديد علي مقاليد السلطة لمدة ثلث قرن وحتي عندما بأن لجماعته في التنظيم الإخواني الجهنمي أنه قد استنفذ أغراضه لم يستطيعوا أن يزيحوه شبرا الي أن أطاحت به ثورة الشباب وقضي الترابي بعد المفاصلة جل وقته يندب حظه ويحاول أن يفعل شيئا لكن القطار كان قد فاته ولم يحقق حلمه في أن يكون خليفة للمسلمين !!..
إجادة اللعب علي كافة الحبال برع فيها الكيزان وبعد الثورة وهروبهم الكبير وعودتهم زرافات ووحدانا بعد انقلاب البرهان أرادوا بمساعدته أن تكون لهم السيطرة والتمكين الكامل علي السودان يساعدهم البرهان وكوادرهم في الجيش وحديث البرهان لعسكره في الحاميات وأنه علي مسافة واحدة من الجميع وأن المؤتمر الوطني بات خارج اللعبة السياسية وكذلك الإسلاميين غير مسموح لهم بالاقتراب أو التصوير في مقار القوات المسلحة يظل هذا الحديث عن تحجيم الكيزان وكل يوم نفوذهم في ازدياد وتمكينهم يزداد متانة يظل هذا الحديث عن نبذهم وطردهم وأنهم قد فقدوا أراضيهم ونفوذهم ذرا علي الرماد ومسرحية سيئة الاخراج برعوا فيها ويريدون تكرارها مع البرهان حامي حماهم وابنهم المخلص !!..

حمد النيل فضل المولى عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء