شرحبيل أحمد موهبة تمشي على رجلين

 


 

 

شرحبيل أحمد موهبة تمشي على رجلين ، تواضعه جم قدم الكثير في ميادين شتي ومازال يعطي ، وفقه الله سبحانه وتعالى وجزاه عنا كل الخير!!..

رغم تقدمه في السن ماشاءالله تبارك وتعالى فإن المطرب شرحبيل أحمد ظل محتفظا بصوته الهادي الرزين ومداعبته للجيتار مازالت تتم بحميمية تفوق حد الوصف وحتي كلامه العادي يأت موزونا ومتسقا يعكس ثقافة عالية عنده اكتسبها بالجد والعرق والتفاني من أجل أن يسعد الآخرين وان يربي فلذات اكباده علي العطاء والتفوق والنبوغ لخدمة الأسرة الصغيرة والمجتمع الكبير !!..
سعي أن تكون هنالك فرقة موسيقية غنائية أسرية محضة ولكن ظروف الحياة ارسلت البنات الي عش الزوجية وتكوين أسرة خارج البيت الكبير وجاء الأبناء والأحفاد ليزداد الفرح فرحا ويعم الخير والسرور وسافر الأبناء الي دنيا الاغتراب للبحث عن حظوظ جديدة في ماوراء البحار والعودة بخبرات جديدة وثقافات لا بد منها للتعرف بالآخر وليتحقق الاخاء الإنساني الذي يجعل للحياة طعمها المستساق!!..
استضافوه في قناة النيل الازرق قبل يومين وكان ممسكا بجيتاره مثل الفارس ممتشقا سيفه الحسام وغني اعذب ألحانه وتحدث عن ماضي الذكريات يوم لعب للموردة جناحا وقد أهلته موهبته في العدو لهذه الخانة الخطيرة التي صال وجال فيها ( جارينيشا ) البرازيلي و ( جقدول ) أسطورة المريخ و ( تنقا) ابن الأبيض الذي حظي به الهلال العاصمي !!..
كان شرحبيل يعشق السينما مثل المجنون قيس مع ليلاه ومثل كثير عزة وكان يفضل الافلام الاستعراضية ومنها تعلق بالغناء وخاصة ( الجاز ) وهام حبا بالجيتار وسعي في أن يغتنيه حتي قبل أن يعرف اسمه او باي كيفية أو من أي مكان يمكن أن يتحصل عليه !!..
ووجد ضالته في هذه الآلة السحرية وسرعان مااتقنها ومعها دندنات من اغاني لمطربين معروفين في الساحة آنذاك !!..
ونصحه صديق له بالتوجه للاذاعة لإجازة صوته إذا أراد الانتشار ولكن لجنة النصوص أو الاختيار كانت تضم العمالقه من أهل الفنون والآداب والموسيقي واللغة وبالذات مخارج الحروف والحضور والصفاء الذهني والثقة بالنفس والثبات !!..
تمت إجازة صوته بعد محاولات متكررة استغرقت ثلاثة أشهر بالتمام و الكمال وصار بعده مطربا معتمدا لدي راديو امدرمان الذي كان درة ذاك الزمان وكانت الاغاني التي يبثها تسمع في معظم دول الجوار وخاصة في الشقيقة اثيوبيا وتشاد !!..
صار شرحبيل ملك الجاز في عموم البلاد وغني مع فنان له صيت في امريكا جاء الي بلادنا إبان محنة الجفاف والتصحر وكان يحمل مع وفده المرافق له معونات المنكوبين في المناطق المتأثرة بهذه الكارثة !!..
حظي شرحبيل بمقابلة المغني ( أجش الصوت ) لوي ارمسترونق بمطار الخرطوم عندما جاء زائرا للبلاد وغني في المسرح القومي ومعروف عن هذا المغني رغم صوته الاجش نجوميته في امريكا بلده التي جعلته الفنان الاول التي تفتح له كل دور العرض المهمة وحتي الرؤساء الأمريكان كانون يتيحون له الغناء بالبيت الأبيض لو زارهم ضيوف معتبرون !!..
اثناء مقابلة شرحبيل وحديثه للبرنامج كانت هنالك إفادات من الشاعر عالم عباس الذي أفاض واعطي شرحبيل مايستحقه من تقدير لما قدم لبلاده من الكثير والكثير من الدرر في فن التشكيل وفي مجلة الصبيان وشخصية ( عمك تنقو ) الشهيرة التي يحبها الاطفال وكانت فكرة هذه الشخصية من تأليف ورسم شرحبيل خريج كلية الفنون الجميلة !!..
وافادت اثنتان من بناته وتحدثن عن شرحبيل الوالد الحنون الذي يفهم في التربية ويطبقها علي أبنائه وبناته بعقلانية وفهم مستنير وارسلن عبر الهواء للوالد داخل الاستديو حبهما وتقديرهما الكبير له وقد اغرورقت عيناه بالدموع وكان سعيدا ايما سعادة بسماع هذا الدر الثمين من الاطراء الصادق من بناته العزيزات !!..
كلنا يعرف شريف شرحبيل نجم فرقة عقد الجلاد المشهورة وما عنده من ملكات جاءته عبر الجينات من والده العبقرى الرياضي الفنان المثقف التشكيلي وفوق ذلك يزينه تواضع العلماء وحبه للناس جميعا واجتهاده في اكتساب معارف جديدة بحبه للقراءة وتعلم اللغات وقد غني بالفرنسية والسواحلية وشاركه مغني اثيوبيا الاول في وصلة غنائية مع آخرين أدوا فيها النشيد الوطني الرائع من كلمات الشاعر الراحل السر قدور الذي لحنه وتغني به أسطورة البلاد الكاشف !!..
نتمني للعم شرحبيل حياة هانئة سعيدة ومزيد من العطاء وأمد الله تبارك وتعالى في ايامك وحفظك واسرتك وبلادك أنه سميع مجيب الدعاء !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء