عوافي.. مدير سجن الانقلاب يتحدى القضاء !!
د. مرتضى الغالي
15 December, 2022
15 December, 2022
حكاية مدير سجن كوبر الذي رفض تنفيذ أمر القضاء كارثة أخرى تُضاف إلى الدواهي التي تتوالى على الناس من دوائر العدالة والقانون والأمن الشرطة والقضاء والنيابة..والآن السجون..! وإذا كان هذا هو حال العدالة تحت الانقلاب وعلى ضوء ما يجري من (اتفاقات إطارية) فقل على العدالة وحكم القانون السلام..!
وقصة هذا الرجل الذي يرفض الالتزام بأحكام القضاء مع إنها مصيبة تشيب من هولها الولدان وأجنحة الغربان فإنها لا تضيف جديداً على ما ظل مشهوداَ ومُعاشاً من غياب العدالة منذ إطلالة الشؤم التي جاء مع نظام الإنقاذ المُجرم..! ثم الآن وهو ينشر أجنحته السوداء على البلاد تحت هذا الانقلاب الأرعن الأبتر الملعون..الذي يمثل النسخة الأخرى لانقلاب الإنقاذ..وكلاهما (بسم الله ما شاء الله) قام على الجهل وعلى نية استباحة القانون وإطلاق العنان للفساد ..وكلاهما بدأ بالضلال والتمويه والاختباء تحت تعليلات كاذبة..! .انقلاب المخلوع قال انه يريد محاربة الفساد وإقامة الدين وانتهى بالشريعة المدغمسة ..وانقلاب البرهان قال انه يريد إصلاح مسار الفترة الانتقالية فأدخل الوطن في جُب الثعابين وكان شراً على السودان حيث استمر في محاكاة وسائل الإنقاذ الإبليسية واقتدى بدمويتها وعهرها ورفع التابلت أمام قطار الفساد وانتهى إلى أسوأ من حالة اللادولة وسار على طريق الإرهاب والقتل والقنص والتعذيب ووضع البلاد على حافة الانهيار الكامل..وها هو ينتهي بهذه المهازل التي تجعل مديري السجون يرفضون التقيد بأوامر القضاء (عينك عينك) حتى أن مدير سجن كوبر العمومي يصر على جر شخص تحت طائلة البراءة أو الإدانة للمحكمة وهو مكبل بالحديد بيديه ورجليه للمرة الثانية ضارباً بقرار القاضي عرض الحوائط..!!
إذا غاب الضمير أين القانون وإذا غاب القانون أين الضمير ..؟! كيف يحق لمدير سجن كوبر أن يقوم بهذا التصرف الشنيع..؟؟! وكيف يتخذ موقف الخصم مع شخص لم تتم إدانته ولم تكتمل محاكمته..وعلى أي قانون استند هذا الرجل..؟!
لو قام بهذا الإجراء الإجرامي المشين احد السجانين لقلنا حالة فردية خاطئة تعود إلى الجهل أو التحامل الشخصي من أحد زبانية الإنقاذ..ولكن يا للهول مدير عام سجن كوبر يتجاوز القوانين وشرف المهنة بهذه الدرجة المسفّة التي لا سابقة لها إلا في دفتر الإنقاذ الأسود..! لا تفسير ولا تبرير لما فعله مدير سجن كوبر إلا انه فعل ما فعل من منطلق شخصي..! هل هو غاضب على هذا الرجل ويتحامل عليه لأسباب سياسية..؟! أم يا ترى تنفيذاً لأوامر جاءته من جهات أخرى لا علاقة لها بعمله أو بأنظمة السجون ..؟!
في كل الأحوال فإن ما جرى من مدير السجن مهما كانت أسبابه..لهو كارثة لا ينبغي أن يبقى بعدها هذا الرجل في منصبة ولو للحظة واحدة...! هذا الرجل غير مؤتمن على أداء وظيفته بالنزاهة الواجبة..والدليل ما ذكره القاضي..! لقد تعدى على حقوق إنسان تحت ولايته ومحبوس لديه في قضية تحت نظر القضاء.. !! ألا يكفي هذا لإزاحة هذا المدير فوراً من منصبه..فكيف يأمنه الناس بعد ذلك وهم رهائن دولته أو سجنه الكبير..؟! وهب أن هذا المتهم السجين تمت إدانته هل يكون التعامل معه هكذا..؟!
هذه طامة جديدة تُضاف إلى الكوارث الكبرى التي يلخصها غياب العدالة في السودان بالكامل..!! وما فعله مدير سجن كوبر ليس إلا حلقة من حلقات فوضى الانقلاب واستباحة الفلول للدولة..ووصمة جديدة في سلسلة ما يدور في مؤسسات العدالة جميعها..! ثم لا بد من الإشادة بموقف القاضي الذي تصدى لهذا السلوك الغريب رغم أن هذه هي وظيفة كل قاضٍ صاحب ضمير..وهناك بطبيعة الحال شرفاء موجودون في القضاء وفي النيابات وفي الشرطة وفي مصلحة السجون.. ولكننا نتحدث عن الطريقة التي يتم بها تسيير هذه الأجهزة العدلية وما يصدر من قياداتها أسوة بما يصدر من الإنقاذيين المتربعين في مفاصل الدولة والذين يتعاملون في مؤسساتها بهوية الفلول..؟! نعم في هذه المؤسسات لا يزال رجال من أصحاب الضمير يمنحون الناس الأمل..(ومن أجل الورد يُسقى العليق) ولكن بشرط ألا تكون حشائش العليق الضارة هي الأكثر انتشاراً في مزرعة العدالة...!!
murtadamore@yahoo.com
وقصة هذا الرجل الذي يرفض الالتزام بأحكام القضاء مع إنها مصيبة تشيب من هولها الولدان وأجنحة الغربان فإنها لا تضيف جديداً على ما ظل مشهوداَ ومُعاشاً من غياب العدالة منذ إطلالة الشؤم التي جاء مع نظام الإنقاذ المُجرم..! ثم الآن وهو ينشر أجنحته السوداء على البلاد تحت هذا الانقلاب الأرعن الأبتر الملعون..الذي يمثل النسخة الأخرى لانقلاب الإنقاذ..وكلاهما (بسم الله ما شاء الله) قام على الجهل وعلى نية استباحة القانون وإطلاق العنان للفساد ..وكلاهما بدأ بالضلال والتمويه والاختباء تحت تعليلات كاذبة..! .انقلاب المخلوع قال انه يريد محاربة الفساد وإقامة الدين وانتهى بالشريعة المدغمسة ..وانقلاب البرهان قال انه يريد إصلاح مسار الفترة الانتقالية فأدخل الوطن في جُب الثعابين وكان شراً على السودان حيث استمر في محاكاة وسائل الإنقاذ الإبليسية واقتدى بدمويتها وعهرها ورفع التابلت أمام قطار الفساد وانتهى إلى أسوأ من حالة اللادولة وسار على طريق الإرهاب والقتل والقنص والتعذيب ووضع البلاد على حافة الانهيار الكامل..وها هو ينتهي بهذه المهازل التي تجعل مديري السجون يرفضون التقيد بأوامر القضاء (عينك عينك) حتى أن مدير سجن كوبر العمومي يصر على جر شخص تحت طائلة البراءة أو الإدانة للمحكمة وهو مكبل بالحديد بيديه ورجليه للمرة الثانية ضارباً بقرار القاضي عرض الحوائط..!!
إذا غاب الضمير أين القانون وإذا غاب القانون أين الضمير ..؟! كيف يحق لمدير سجن كوبر أن يقوم بهذا التصرف الشنيع..؟؟! وكيف يتخذ موقف الخصم مع شخص لم تتم إدانته ولم تكتمل محاكمته..وعلى أي قانون استند هذا الرجل..؟!
لو قام بهذا الإجراء الإجرامي المشين احد السجانين لقلنا حالة فردية خاطئة تعود إلى الجهل أو التحامل الشخصي من أحد زبانية الإنقاذ..ولكن يا للهول مدير عام سجن كوبر يتجاوز القوانين وشرف المهنة بهذه الدرجة المسفّة التي لا سابقة لها إلا في دفتر الإنقاذ الأسود..! لا تفسير ولا تبرير لما فعله مدير سجن كوبر إلا انه فعل ما فعل من منطلق شخصي..! هل هو غاضب على هذا الرجل ويتحامل عليه لأسباب سياسية..؟! أم يا ترى تنفيذاً لأوامر جاءته من جهات أخرى لا علاقة لها بعمله أو بأنظمة السجون ..؟!
في كل الأحوال فإن ما جرى من مدير السجن مهما كانت أسبابه..لهو كارثة لا ينبغي أن يبقى بعدها هذا الرجل في منصبة ولو للحظة واحدة...! هذا الرجل غير مؤتمن على أداء وظيفته بالنزاهة الواجبة..والدليل ما ذكره القاضي..! لقد تعدى على حقوق إنسان تحت ولايته ومحبوس لديه في قضية تحت نظر القضاء.. !! ألا يكفي هذا لإزاحة هذا المدير فوراً من منصبه..فكيف يأمنه الناس بعد ذلك وهم رهائن دولته أو سجنه الكبير..؟! وهب أن هذا المتهم السجين تمت إدانته هل يكون التعامل معه هكذا..؟!
هذه طامة جديدة تُضاف إلى الكوارث الكبرى التي يلخصها غياب العدالة في السودان بالكامل..!! وما فعله مدير سجن كوبر ليس إلا حلقة من حلقات فوضى الانقلاب واستباحة الفلول للدولة..ووصمة جديدة في سلسلة ما يدور في مؤسسات العدالة جميعها..! ثم لا بد من الإشادة بموقف القاضي الذي تصدى لهذا السلوك الغريب رغم أن هذه هي وظيفة كل قاضٍ صاحب ضمير..وهناك بطبيعة الحال شرفاء موجودون في القضاء وفي النيابات وفي الشرطة وفي مصلحة السجون.. ولكننا نتحدث عن الطريقة التي يتم بها تسيير هذه الأجهزة العدلية وما يصدر من قياداتها أسوة بما يصدر من الإنقاذيين المتربعين في مفاصل الدولة والذين يتعاملون في مؤسساتها بهوية الفلول..؟! نعم في هذه المؤسسات لا يزال رجال من أصحاب الضمير يمنحون الناس الأمل..(ومن أجل الورد يُسقى العليق) ولكن بشرط ألا تكون حشائش العليق الضارة هي الأكثر انتشاراً في مزرعة العدالة...!!
murtadamore@yahoo.com