صورة الغلاف لكبريات المجلات العالمية مطلع العام الجديد ستحمل صورة مجسم ضخم من الحديد الصلب مكتوب عليه الكذب!!

 


 

 

مقولة ( أن اعذب الشعر اكذبه ) ربما تكون المخرج من هذا السريان غير المسبوق لموجات الكذب التي باتت تغطي القري والحضر وكافة القطاعات وعلي جميع المستويات الرسمية والشعبية والخاصة والعمومية والمخرج الآمن من حالة الضياع وسط هذا الركام الهائل من التلفيق والتزوير والبهتان والتجني علي الحقيقة العارية والباسها ثوبا من الرياء المخرج أن يشترط في كل من يتقدم للوظيفة العمومية أو الذين يتم اختيارهم كوزراء في الحكومة أو أي وظيفة دستورية أن يكونوا من كبار الشعراء ليس بأقل من المتنبي وذلك لضمان أن تصريحاتهم ذات الشعرية الأرق من النسيم والاعذب من الماء الفرات سيطرب لها المواطنون ويتلقونها بالترحيب والاعجاب وهنا ومهما بلغ الشطح والنطح في الخطب ومهما بلغ التجاوز في الكلام ولو وصل إلي الثريا واجتاز الفيافي والغفار واعالي البحار يظل الجمهور الكريم كله اذان صاغية لهذا الدر النفيس من النظم الراقي الخالي من الشوائب المدغدق للشعور الذي به تبني افخم القصور في فضاءات الخيال ومواطن النجوم ووجه القمر ودزني لاند !!..
ستكون حياتنا السياسية قمة في البويهمية والخدر اللذيذ والشواطئ اللازوردية في كان ونيس وجزيرة القرم ومدينة البندقية والجندول واين من عيني هاتيك المجال ياعروس البحر ياحلم الخيال !!..
ياسلام علي المجلس التشريعي والاعضاء كلهم من الشعراء الفحول يتحفون الدنيا بالداخل والخارج بأريج قريضهم الفواح ويتبارون في مجادعات أحيانا بالدوبيت واحيانا بالعامية وتارة بالفصيح وربما ينشد المثقفون بينهم روائع اليوت وذلك الذي يسمونه شاعر الإمبراطورية!!..
السودان بعد موجات من الاحزان والآلام سيتحول الي بيت من الشعر الذي سيدخل الي المساكن والحوانيت والشركات الخاصة والحكومية والمدارس والمستشفيات ونقط الغيار والي كافة المرافق الأمنية والدبلوماسية والي ساحات القضاء ووسائل الإعلام والي المطار ومحطات القطار والي السوق المركزي خاصة قسم بيع وشراء الخضار والفواكه وحتي السماسرة يفترض فيهم أن يقولوا شعرا رصينا عذبا وهم يباشرون عملهم الذي يجنون منه المال الوفير دون أن تتعفر ملابسهم بالتراب !!..
بتطبيقنا لالزامية التخاطب شعرا وعدم الالتفات للنثر نهائيا نكون قد ارتحنا من اتهام بعضنا البعض بالكذب والتدليس وقلب الحقائق رأسا على عقب من كافة المستويات ومن كل المسؤولين صغيرهم وكبيرهم وطالما أن اعذب الشعر اكذبه نقول وفي بطننا بطيخة صيفي مرحبا بالكذب ضيفا عزيزا بيننا له مالنا وعليه ماعلينا وسنكتب في دستورنا القادم أن الكذب ممارسة دستورية في جمهورية السودان المحبة للشعر والشعرية والغزل العفيف والحب العذري والذوق الشفيف !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
//////////////////////

 

آراء